لا تكن مستمعًا فقط.. اطرح هذه الأسئلة على محاورك خلال المقابلة الوظيفية
عندما يتعلق الأمر بالمقابلات الوظيفية، فإننا جميعًا نعلم أن الاستعداد هو العنصر الأساسي لخلق انطباعًا جيدًا لدى المحاور. ولكن الأسئلة التي تطرحها خلال المقابلة لا تقل أهمية عن الإجابات التي تقدمها، لأن طرح الأسئلة الصحيحة قد يُخبرك ما إذا كان الدور الذي قد تتولاه والشركة التي ربما تنضم إليه مناسبين لك أم لا.
ويجدر الإشارة إلى أن طرح أسئلة عامة مثل "ما هي ثقافة الشركة؟" لن يقودك إلى أي شيء، ولن يساعدك على فهم مُجريات الأمور في المؤسسة. يقول آدم جرانت، عالم النفس التنظيمي والأستاذ الجامعي، إنه عليك طرح أسئلة تمكنك من معرفة تفاصيل دقيقة، ويقترح أن تطلب من الموظفين أن يخبروك بقصة عن شيء حدث في مؤسساتهم.
اطرح أسئلة ذات معنى تساعدك على معرفة المزيد من المعلومات والتفاصيل، وأجرِ محادثة بناءّة ومثمرة تمكنك من رسم صورة كاملة وواضحة عن المؤسسة والدور الشاغر الذي من المحتمل أن تحصل عليه، ولكن أولا وقبل أي شيء عليك إجراء عملية بحث معمقة وتفصيلية عن الشركة قبل الذهاب إلى مقابلة العمل، سوف يساعدك هذا على تحديد الأسئلة التي عليك طرحها، وتحديد المعلومات التي تحتاجها من أجل تكوين وجهة نظر عامة.
"ما هي المهارات الخمس التي سوف أحتاج إليها أكثر من غيرها؟"
التوصيف الوظيفي لا يوفر كل المعلومات والتفاصيل الحقيقية الخاصة بالوظيفة، لذا فإن طرح هذا السؤال قد يساعدنا على معرفة المهارات التي نحتاجها حتى نكون مؤهلين للعمل، معرفة تلك التي علينا تطويرها وتلك التي من الضروري أن نكتسبها.
كذلك اسأل عن المهارات اليومية التي عليك القيام بها، كذلك حاول أن تعرف ما هي المسؤوليات التي سوف تتولاها في أول 30 أو ربما أول ثلاثة أشهر لك في الشركة في حالة وقوع الاختيار عليك للانضمام إلى فريق العمل.
"ما هي التحديات التي تواجه الشركة أو الفريق؟"
يساعدك هذا السؤال على معرفة التحديات أو المشاكل التي تواجه الشركة أو الفريق الذي من المحتمل أن تنضم إليهم، كذلك سوف يلقي الضوء على الصعوبات التي تعاني منها الصناعة أو المجال الذي تعمل فيه المؤسسة.
"ما هي المشكلة التي يحاول فريقك حلها؟"
هذا سؤال عظيم عليك طرحه على مديرك أو الشخص الذي يحاورك، لأنه سوف يساعدك على معرفة أهداف وقيم الشركة، ومعرفة المشكلة التي يحاول الفريق أو الشركة حلها، والأمر الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه، كما أنك سوف تعرف الدور الذي من المفترض أن تلعبه، وسوف تحدد حجم تأثيرك على الفريق، وما هي الأشياء التي عليك فعلها من أجل مساعدة باقي أعضاء الفريق على تحقيق أهدافهم.
"كيف تدير الأزمات؟"
اسأل محاورك أو الشخص المسؤول عن التوظيف عن أسلوب الإدارة الذي تتبناه الشركة، وكيف يتأكدون من أن الفريق يقدم أفضل ما لديهم، وكيف يشجعون الموظفين على بذل المزيد من الجهد. ومن الضروري أن تسأل عن طريقة إدارة المشاكل واحتواء الأزمات تلك الشخصية وغير الشخصية.
كذلك من الضروري أن تتعرف على سياسات الشركة خاصة تلك المتعلقة بالمرونة، أعرف ما إذا كانت الشركة توافق على العمل وفق ساعات مرنة، هل تتبع سياسة صارمة بشأن مواعيد الحضور والانصراف؟ هل بإمكانك العمل من خارج المكتب أم أنك مضطرًا إلى التواجد طوال الوقت؟
"اخبرني عن شخص انضم إلى الشركة وحقق نجاحًا كبيرًا بسرعة"
تذكر أن محاورك أو الشخص المسؤول عن توظيفك في الشركة يعمل أيضًا على إقناعك بقبول الوظيفة، حتى إذا لم يُظهر ذلك لك خلال المقابلة، لذلك عليك أن تطرح عليه أسئلة مفتوحة تساعدك على الإلمام بالتفاصيل من أجل رسم صورة كاملة عن الدور والمؤسسة. وهناك الكثير من الأسئلة التي تساعدك على ذلك مثل "كيف يقيم مديري نجاحي في هذا الدور؟"، واطلب منه أن يخبرك بقصة شخص أتى إلى الشركة وقام بعمل رائع وساهم في مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها بسرعة، واستفسر عما حصل عليه هذا الشخص نظير المجهود الذي بذله، هل حصل على مكافأة أو علاوة أو ترقية.
"ما هي أهداف الشركة في الخمس سنوات المقبلة؟"
إذا كنت تخطط للعمل في هذه الشركة لعدة سنوات، عليك أن تتأكد من أنها تسعى إلى تحقيق نمو كبير في السنوات المقبلة؛ لأنك لن تتطور ولن تنتقل إلى درجات أعلى في السلم الوظيفي إذا كنت تعمل في مؤسسة لا تبالي بالوصول إلى القمة، وإنجاز المزيد كلما مر الوقت.
حاول أن تعرف أيضًا من هم الأشخاص أو المؤسسات الذين تتعامل معهم الشركة التي من المحتمل أن تنضم إليها باعتبارهم أقوى منافسيها، سيساعدك هذا على معرفة بعض الأشياء الغائبة عنك.
"ما هي الخطوة التالية؟"
بعد انتهاء المقابلة اطلب من محاورك أو الشخص المسؤول عن التوظيف توضيح الخطوات المقبلة، واسأله عن الفترة التي يستغرقها الأمر حتى تعرف ما إذا كان وقع عليك الاختيار أم لا، وهذا السؤال ضروري ومهم للغاية لأنه يساعدك على الحفاظ على وقتك، وألا تقضي فترات طويلة منتظرًا تلقي الرد من المسؤولين عن التوظيف من الشركة.