لديك مهام كثيرة والوقت لا يُسعفك؟ الحصول على راحة هو الخيار الأمثل
إذا كنت مسؤولا عن مشروعك الخاص فمن المحتمل أن تكون مشغولاً طوال الوقت، بالنظر إلى مهامك المتعددة وساعات عملك الطويلة، وإذا أبطأت قليلاً ستصيبك حالة من القلق الشديد خوفًا من ألا تنجز أهدافك، ولكن الأبحاث الأخيرة أثبتت أن طريقة التفكير هذه تجعلنا أقل كفاءة، وأكدت أن هذه التصرفات سوف تؤدي إلى تضييع حوالي 40 % من وقتك دون أي فائدة.
وبغض النظر عن حجم الدور الذي تقوم به في العمل، فإذا شعرت أنك غارق في المهام عليك التخلص من هذه العادات غير المنتجة، والحصول على فترات راحة من مهامك المتعددة، لكي تشعر بالهدوء الذي يساعدك على الوقوف على قدميك من جديد، واستعادة تركيزك والقيام بعملك على أكمل وجه.
أول شيء عليك القيام به عندما تكون غارقا في العمل هو تذكير نفسك بأن الاستراحة السريعة سوف تساعدك على إنجاز المزيد من المهام، لن تستطيع فعل أي شيء إذا كنت تشعر بالتوتر والقلق، وتعاني من الضغط العصبي الشديد، لذا توقف عما تقوم به وارفع يديك عن لوحة المفاتيح، وأغمض عينيك وخذ نفسًا عميقًا، امنح نفسك 30 ثانية على الأقل، حتى تستعيد الطاقة اللازمة إلى العمل، وتتخلص من الضوضاء والفوضى الموجودة بداخلك.
خطط لفترات الراحة مُسبقًا
بمجرد أن تقتنع بأهمية الحصول على فترات راحة، ستكون قادرًا على التخطيط ليومك مُسبقًا، وأثناء عملية التخطيط حدد الفترات التي ستحصل فيها على راحة، امنح نفسك نصف ساعة لتناول طعام الغداء، أو اذهب إلى مقهاك المفضل واشترِ كوبا من القهوة اللذيذة في الصباح الباكر.
من خلال تنظيم وقتك وتحديد فترات الراحة الخاصة بك، ستتمكن من كسر الروتين الممل والقيام بأشياء أخرى بجانب العمل، ومع مرور الوقت ستجد أنك أصبحت أكثر إنتاجية وأنك قادر على إنجاز المزيد.
لا تقسُ على نفسك
حاول قبل إطلاق مشروع أو بدء تجربة جديدة أن تخطط للكثير من فترات الراحة، وتذكر أنه من الضروري أن تكون لطيفًا مع نفسك. قد يكون من السهل الرجوع إلى الأنماط التقليدية القديمة، وهو أمر جيد، ولكن انتقاد نفسك طوال الوقت وجلد الذات من الأمور غير المجدية التي لن تساعدك أبدًا على تحقيق ما تحلم به.
الحصول على فترات راحة صغيرة قد يبدو أمرًا مرفهًا بالنظر إلى حجم مسؤولياتك وانشغالاتك، ولكن إذا أمعنت النظر في الأمر سوف تجده وسيلة فعالة لإنجاز المزيد من الأعمال، لأنك كلما كنت أكثر راحة واسترخاءً، تمكنت من تنفيذ أكبر قدر ممكن من الأعمال.
كيف تحصل على فترة راحة مثالية؟
التركيز والتواصل أهم عوامل زيادة الإنتاجية، لذا عليك حمايتهما بكل ما أوتيت من قوة، لهذا السبب بالتحديد عليك الحصول على راحة بين كل فترة وأخرى، فلنقل إن أفضل طريقة لفعل ذلك هي العمل لـ25 دقيقة ثم الحصول على راحة لمدة 5 دقائق وهكذا، ولا تستهن بقوة هذه الفترة القصيرة، لأنك مع مرور الوقت ستلاحظ حجم الاختلاف الذي حدث في حياتك.
أثبتت الأبحاث والدراسات أن الرغبة الشديدة في التركيز تجعلنا أقل تركيزًا، وأظهرت دراسة حول التركيز في مجلة Cognition أن أدمغتنا تتوقف بشكل طبيعي عن تسجيل المشاهد والاستماع إلى الأصوات ويتلاشى وعينا بالتدريج إذا ظلت أدمغتنا ومشاعرنا مركزة على شيء واحد لفترة طويلة.
وحسب الدراسة التي أجراها البروفيسور اليخاندرو ليراس في جامعة إلينوي، فإنه من الضروري أن نشتت أنفسنا لكي نستعيد التركيز مرة أخرى، وهذا لن يحدث إلا بالحصول على فترات راحة حتى لو قصيرة، بإمكانك مثلاً الخروج لتناول الطعام أو شرب كوب من القهوة خارج المكتب، لأن التواجد في نفس المكان لساعات طويلة سوف يجعلك تشعر بالملل الشديد، ما يفقدك تركيزك ويقتل اهتمامك بالعمل.
كيف تحقق الاستفادة القصوى من فترات الراحة؟
بإمكانك التعامل مع فترة الاستراحة على أنها فرصة لممارسة التأمل، وتصفية الذهن والتخلص من التوتر الشديد الذي تعاني منه نظرًا لكثرة مهامك وانشغالاتك، تذكر أن لبدنك عليك حقا، وأن عقلك وباقي أجهزة جسدك مثل الماكينات والأجهزة التي تحتاج إلى الراحة، وسوف تعطل إذا عملت لفترات طويلة.
وثبت أن التأمل وممارسة اليوجا أحد أفضل الطرق لتصفية الذهن والشعور بالهدوء والاسترخاء، والتخلص من المشاعر السلبية التي تصقل كاهلك وتمنعك من العمل بنشاط.
وربما يكون لديك 20 مهمة أو ربما أكثر عليك القيام بها في نفس الوقت، ولكنك لن تستطيع فعل ذلك أبدًا، لذا ربما من الأفضل أن تحصل على فترة راحة لكي ترتب أفكارك وتحدد أولوياتك، وربما تفويض بعض المهام ونقلها إلى أشخاص آخرين.
وتساعدك فترة الراحة على تحديد أهم المهام التي يتعين عليك القيام بها، والتي بمجرد أن تنتهي منها سوف تشعر بأنك أكثر إنتاجية، وبأنك حققت إنجازًا كبيرًا، وإذا كان بإمكانك التركيز على مهمة واحدة فقط، فسوف تقوم بها على أكمل وجه، وبعد الانتهاء منها سوف تجد نفسك مرتاحًا كثيرًا، وهذا يؤثر بطريقة إيجابية للغاية على حياتك ونفسيتك.