رحلة صعود ساندر بيتشاي.. أحد أهم المديرين التنفيذيين في العالم
فاجئت شركة جوجل العالم في أغسطس 2015، بعد إعلانها بتعيين مديرًا تنفيذيًا جديدًا وهو الشاب الهندي ساندر بيتشاي، الذي حصل على ما يقرب من 183 مليون دولار من أسهم الشركة، ووفقًا لشبكة بلومبرج فإن هذه النسبة الأكبر التي تقدمها شركة جوجل لأي مدير تنفيذي عمل بها منذ تأسيسها.
وعلى الرغم من أن لاري بيج لا يزال المدير التنفيذي لشركة جوجل الأمن، إلا أن بيتشاي يتولى منصب شديد الأهمية وهو التأكد من أن الشركة تقوم بأعمالها الأساسية وأن وضعها المادي قوي وثابت ومستقر.
لم تكن حياة ساندر بيتشاي سهلة أو بسيطة، ولم يصل إلى القمة بهذه البساطة أو تلك السهولة، ولكنه عانى كثيرًا ومر بعدة تجارب مؤلمة، فدعونا نلقي نظرة على أهم محطات حياته:
حياة علمية مُثمرة
وُلد ساندر بيتشاي في مادوراي في ولاية تاميل نادو بالهند، في 12 يوليو عام 1972، وكان والده يعمل مهندس كهربائي في شركة جنرال إلكتريك، حيث كان مديرًا للمصنع، وأظهر الطفل الصغير آنذاك اهتمامًا كبيرًا بعمل والده، وكان ينتظره حتى يعود من عمله ليسأله عما قام به، ويعرف كيف يقضي الأب يومه في العمل.
وفي عامه الـ12 حدث شيء قلب حياته تمامًا، إذ اشترت أسرته هاتف أرضي ساعده على التعرف على سحر التكنولوجيا، وقدرة الاتصالات على جعل العالم قرية صغيرة، وتقريب الناس من بعضها، وحتى الآن لا يزال يذكر التأثير الذي أحدثته الخطوط الهاتفية الأرضية في قريته الصغيرة.
بعد إتمام تعليمه في مدارس مدينته انتقل إلى دراسة ساندر بيتشاي لدراسة المعادن في المعهد الهندي للتكنولوجيا، ووصفه أحد أساتذته بأنه الأفضل والأكثر ذكاءًا في دفعته، ثم حصل على منحة للدراسة في جامعة ستانفورد الأمريكية المرموقة، وحصل على الماجستير في هندسة المواد وفيزياء أشباه الموصلات.
لم يتوقف طموح بيتشاي الأكاديمي عند هذا الحد، ولكنه حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارثون للأعمال في جامعة بنسلفانيا في عام 2002.
يقول بيتشاي إن الانتقال إلى كاليفورنيا كان قفزة هائلة في حياته. وأوضح في إحدى المقابلات التي أُجريت معه مؤخرًا إنه كان دائمًا يحب التكنولوجيا، وكان يحلم بالعمل في وادي سيليكون، الذي اعتاد القراءة عنه وسماع قصص عنه من عمه.
ولكن عندما وصل إلى أمريكا وجد أن الأمور ليست بالسهولة التي توقعها، فكل شيء كان باهظ الثمن، ولم يكن بإمكانه شراء الكثير من الأمور التي يحتاجها.
مهام عدّة في شركة كبيرة
تولى بيتشاي الكثير من المناصب الهامة في العديد من شركات التكنولوجيا الكبيرة، فعمل في شركة ماكينزي أند كومباني للبرمجيات، ثم أصبح المُشرف على أندرويد.
وفي عام 2004، انضم بيتشاي إلى عائلة جوجل وتسلم مشروعًا هامًا وصعبًا للغاية في هذا الوقت، وهو العمل شريط أدوات المتصفح الشهير. وبعدها لاحظت الشركة أن شريط الأدوات ساعد على زيادة إقبال مستخدمي الشبكة العنكبوتية على المتصفح الشهير.
وكان بيتشاي صاحب مقترح إنشاء متصفح "جوجل كروم" والذي حقق نجاحًا كبيرًا، وساهم في زيادة انتشار محرك البحث جوجل، ما ساعد على زيادة الإعلانات وهي مصدر الأرباح الأول والأساسي للشركة.
وبعد فترة، زادت مهام بيتشاي ليتولى خدمات هامة ورئيسية تقدمها الشركة مثل "الخرائط" والبريد الإلكتروني "جي ميل"، و"جوجل درايف"، حتى وقع اختيار الإدارة عليه ليصبح نائب الرئيس في جوجل كروم.
وفي عام 2014، ساعد بيتشاي شركة جوجل على كسب أرباح وصلت إلى 3.2 مليار دولار. فتمت مكافأته بإعطائه 273,328 سهم في شركة ألفابت مما ساهم في ارتفاع قيمة ثروته، كانت هذه الأسهم تساوي 199 مليون دولار، ليصبح إجمالي ثروته 650 مليونًا.
بطل في الهند
وبالرغم من هوسه بالتكنولوجيا، إلا أن بيتشاي لا يستخدم انستجرام أبدًا، ونادرًا ما يكتب تغريدات على تويتر إلا إذا كانت لها علاقة بعمله، أو تغريدات أخرى تكشف مدى إعجابه ببعض الشخصيات القوية التي أحدثت اختلافًا في المجتمع مثل نيلسون مانديلا، وانتوني شيد، جون مكارثي، وآرون شوارتز.
وفي الهند، يُنظر إلى ساندر بيتشاي على أنه بطل، وهذا أمر طبيعي وليس غريبًا بالنظر إلى أنه قام بكل شيء كان يحلم به أي شخص آخر في الهند، والتقى برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والذي أشاد به وبعمله، إلا أنه مع ذلك لا يزال شخصية متواضعة.