من هو آر جي سكارينج.. مؤسس ريفين أوتوموتيف وأسوأ كوابيس تيسلا؟
لم تكن المحادثات الخاصة بسوق السيارات في نوفمبر الماضي تدور حول مرسيدس بنز وبورش أو بي إم دبليو أو غيرها من شركات السيارات الفاخرة، ولكنها كانت تدور حول شركة جديدة ليست ذائعة الصيت كالشركات السالف ذكرها، والتي تُدعى ريفين أوتوموتيف وتتخذ من بليموث بولاية ميشيجان الأمريكية مقرًا لها.
بعد مرور قرابة عشر سنوات من تطوير تقنيات المركبات الكهربائية، كشفت شركة ريفين أوتوموتيف عن أول سيارتين تعملان بالبطارية، وهما "R1S" أول سياراتها التي تعمل بالبطارية، وهي مركبة رياضية ذات سبعة مقاعد، والشاحنة R1T.
تم تصميم هذه السيارات للأشخاص الذين يميلون إلى عيش حياة مليئة بالمغامرات والنشاطات المختلفة، وتتميز بجمال ورقي السيارات الرنج روفر، كما أنها مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا مثل شبكة الإنترنت ومجموعة من المزايا التي تحمي السائق وتضمن أمنه وسلامته.
يقول آر جيه سكارينج، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي البالغ من العمر 37 عامًا، إن الحياة مغامرة. مُشيرًا إلى أن وجهتك قد تكون رحلة صيد، أو نادي جولف أو الخروج مع العائلة لتناول طعام الغداء، وفي كل الحالات ستكون سياراته مثالية للقيام بهذه الأمور.
بدأت علاقة الحب بين سكارينج والأشياء التي تتحرك وهو طفل صغير، يقول إنه بمجرد أن وصل إلى المرحلة التي يستطيع فيها التعامل مع الأدوات ساعد جاره على إعادة بناء سيارته البورش في مرآبه في ملبورن، فلوريدا.
وبوصوله إلى المدرسة الثانوية، أصبح سكارينج مهووسًا بفكرة تأسيس شركته الخاصة والحصول على علامته التجارية في سوق السيارات، وصقل مهاراته بالدراسة إذ حصل على شهادة الدكتوراه في هندسة الميكانيكا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
"بلومبيرغ" تكشف عن خطة صناديق استثمار عالمية لبناء مراكز في الأسهم السعودية
سيارات صديقة للبيئة
شعر سكارينج بالإحباط الشديد عندما علم أن أكثر الأشياء التي يحبها في هذا العالم هي أحد أسباب تغير المناخ، وجعل الهواء أكثر قذارة والإضرار بحياة البشر، فشعر بحالة من التناقض والتخبط الشديدين، لذلك قرر إحداث تغييرًا في العالم بصنع سيارات كهربائية صديقة للبيئة.
بدأت شركة ريفين الناشئة في عام 2009، وبدأت في تطور سيارات رياضية صغيرة، تُشبه سيارات تيسلا رودستر كما يقول سكارينج، ولكن في غضون عامين وضع خطته على الرف.
يقول سكارينج: "لم نكن نبني شيء يحتاجه العالم حقًا، أو يختلف عما يوجد حاليًا بالأسواق"، ما دفعه إلى تغيير مسار العمل في شركته والتركيز على مستقبل التنقل وإعداد سيارات تقدم خدمات مختلفة للركاب.
لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت؟
لماذا إذا استغرق الأمر عقد من الزمن حتى تتمكن شركة ريفين من تصنيع سيارات صديقة للبيئة؟ يقول سكارينج إن الصعوبات تمثلت في العمل على تجميع كل القطع معًا، وتطوير التكنولوجيا ووضع خطة قوية وبناء المنظمة، وانشاء سلسلة للتوريد ونظام تصنيع، في الوقت نفسه العمل على ضم أفضل المهندسين والمصممين.
ومن أجل بناء سيارة أحلامه، جمع سكارينج حوالي 450 مليون دولار من ثلاثة مستثمرين رئيسين، هم مجموعة عبداللطيف جميل، وهي مجموعة استثمارية متعددة النشاطات في السعودية، تربطها علاقات قوية بشركة MIT، وشركة سوميتو اليابانية، وبنك ستاندرد تشارترد بلندن.
تضم شركة ريفين حوالي 700 شخص، نصفهم يعمل في مركز الهندسة في بليموث، أما الباقي يتواجدون في مراكز التكنولوجيا في سان خوسيه وإرفين في كاليفورنيا، بينما يوجد عدد قليل من الموظفين في المنشأة الهندسية في بريطانيا، ومن المقرر أن يتم توظيف المزيد خلال العامين المُقبلين، بالنظر إلى سعي الشركة إلى زيادة عمليات التصنيع في منشآتها في نورمال، بولاية إلينوي، وهي مصنع سابق لشركة ميتسوبيشي اشتراه سكارينج عام 2017 بحوالي 16 مليون دولار.
سيارات باهظة الثمن وأرباح كبيرة
ومن المقرر أن تبلغ قيمة السيارة الأساسية حوالي 68 ألف دولار، فيما تبلغ قيمة سيارات الدفع الرباعي 72500 دولار، ومن المتوقع أن تسلم الشركة 20 ألف مركبة في عام 2012، و40000 مركبة في عام 2022، ما يضع شركة مثل تيسلا في أزمة كبيرة بالنظر إلى المشاكل الكثير من التي تعاني منها وتمر بها.
ومن المحتمل أن تحصل الشركة على المزيد من الأرباح من خلال بيع تقنياتها التكنولوجية إلى شركات تصنيع السيارات وشركات التكنولوجيا، يقول سكارنيج: "بإمكاننا الاستفادة من التطور الذي حققه المهندسون والمصممون في بيع بعض القطع وتقديم الخدمات للشركات الأخرى".
والآن بعد أن تحقق حلمه بأن يصبح صانع سيارات إلى حقيقة، يعتقد سكارينج أن أحد أولوياته كمدير تنفيذي تشمل التأكد من أن يكون للشركة اتجاه واضح، وأن يعمل فريقه في جو من الحرية والمرونة يساعده على الابتكار والإبداع، ما يقود الشركة إلى تحقيق هدفها الأسمى وهو تصنيع سيارات مريحة ومميزة ومطورة ولكنها في الوقت نفسه صديقة للبيئة.