كيف تكون مستمعا جيدا؟ هذه الأشياء تخلص منها
قد يبدو الأمر غريبًا إلى حد ما، ولكن أفضل طريقة لتحقيق النجاح هي مساعدة من حولك لكي يكونوا ناجحين، كما يقول فريد هالستيد، مؤلف كتاب (Leadership Skills that Inspire Incredible Results)، والذي يضيف بقوله: "إنه ليس من البديهي في حياتنا اليومية كبشر ألا نكون مؤمنين بمبدأ أنا أولاً".
لمساعدة الآخرين على النجاح عليك أن تتعلم كيف تكون مستعمًا جيدًا. الاستماع أكثر من مجرد سماع ما يقوله الآخرون، عليك أن تفكر كيف يمكنك مساعدة الشخص الآخر في تحقيق أفضل النتائج من خلال التركيز في كلماته، والإنصات إلى كل ما يقوله لك، وطرح أسئلة تساعدك على فهمه بطريقة أفضل، حسبما يوضح هالستيد.
يقول هالستيد "إذا سمعت فقط كلمات الشخص دون تركيز أو اهتمام حقيقي، فإنك سوف تفوت على نفسك فرصة مساعدته على التخلص من المشكلة، وتحقيق النتائج التي يسعى إليها، وربما يضر ذلك الشركة، ويعوقها عن تحقيق أهدافها".
وكونك مستمعًا جيدًا أمر مهم جدًا خاصة لكل قائد، لأنه يحدد دورك ويرسم شخصيتك بين الموظفين ويجعلهم يعرفون ما إذا كنت شخصا فعالا ومتعاطفا، ولديه ذهن متفتح، ومستعدا للتعلم من الآخرين أم لا؟.
ولكن مع الأسف قد يكون الاستماع إلى الآخرين أمرًا صعبًا نظرًا إلى بعض العادات السيئة التي يقوم بها بعض الأشخاص، وفيما يلي نستعرضها في محاولة لمساعدتك على التخلص منها حتى تكون مُستمعًا جيدًا:
تميل بطبيعتك إلى الكلام أكثر من الاستماع
يميل معظمنا إلى خلق صورة جيدة عن نفسه، وإحدى أفضل الطرق لفعل ذلك التحدث عن أنفسنا ومشاركة ما نعرفه مع الآخرين، وقد يمنعنا ذلك من الاستماع إلى الآخرين ومعرفة ما يفكرون فيه.
يقول هالستيد إنه من المستحيل أن تستمع إلى الآخرين بتركيز وفي نفس الوقت تبدو كشخص مثقف يعرف الكثير من الأمور والأشياء.
ومع ذلك، عندما تستمع إلى الآخرين وتكون مهتمًا بما يقولون فسوف تكون قادرًا على طرح الأسئلة على الشخص الآخر ما يمكنك من مواصلة المحادثة بشكل طبيعي، ما يجعل الآخرين يعرفونك أكثر ويتعرفون على العديد من الجوانب من شخصيتك، ويتقربون منك لأنك شخص تهتم بهم وتريد مساعدتهم.
دائمًا تحكم على الآخرين
جميعنا لا يتوقف عن الحكم على كلمات وأفعال الآخرين، ويقول هالستيد إنه عندما يقول شخص ما شيئًا تعتقد أنه خطأ أو مُضلل فمن السهل تجاهله.
وحسب هالستيد فإن البشر يميلون بشكل تلقائي إلى التوقف عن الاستماع إلى من يقولون أشياء مختلفة عما يقتنعون به.
وفي الوقت نفسه، عندما يشعر الآخرون أن هناك شخصًا يحكم عليهم ويتعامل معهم على أنهم ليسوا أذكياء بما يكفي فهم يتوقفون عن الاستماع إليه، والاهتمام بما يقول.
عوضًا عن ذلك، ينصح هالستيد بأن تحاول أن تتقبل آراء الآخرين ووجهات نظرهم، وطريقتهم في التعامل مع المواقف حتى إذا كانوا يفعلون ذلك بطريقة مختلفة تمامًا عنك، ربما يساعدك ذلك على معرفة شيء كان يغيب عنك، أو تحسين مفهوم مغلوط كنت تعتقده.
لقطات ساحرة.. مصور سعودي يوثق آثار مدائن صالح التاريخية (صور)
لديك صورة مغلوطة عن الأشخاص
إذا كنت قد كونت صورة مغلوطة عن شخص ما فربما لن تهتم بما يقوله، ولن تستمع إليه أبدًا، على سبيل المثال إذا كنت تعرف أن هذا الشخص ليس لديه خبرة في هذا المجال، فمن الصعب عليك الاستماع إليه لأنك تعتقد أنه لا يعرف ما يتحدث عنه.
ومثل إصدار أحكام على الآخرين، فمن الضروري هنا أن تكف عن رسم صور للأشخاص دون التعرف إليهم جيدًا وهذا لن يحدث إذا لم تستمع جيدًا إلى الآخرين.
غرورك يمنعك من الاستماع إلى الآخرين
يقول هالستيد إن القادة غالبًا ما يكونون أكثر غرورًا من العاملين معهم، وقد يمنعهم هذا من الاستماع إلى الآخرين.
حسب هالستيد فإن الغرور أو الاعتداد بالنفس سوف يجعلك تشعر أنك في غاية الذكاء، وأنك لست في حاجة إلى الاستماع إلى الآخرين، وربما تشعر أن الشخص الذي يتحدث معك في منزلة أدنى من الناحية الفكرية والاجتماعية.
في حقيقة الأمر، فإن أولئك الذين يشعرون بالأمان والثقة في أنفسهم هو من يستمعون إلى الآخرين ويحترمونهم ويقدرونهم.
تحاول القيام بالكثير من المهام في نفس الوقت
إن أدمغتنا غير قادرة على استيعاب المعلومات من مصادر متعددة في وقت واحد، كما أن محاولتنا للقيام بأكثر من شيء في نفس الوقت يجعلنا غير قادرين على الاستماع إلى الآخرين.
يقول هالستيد: "إذا كنت تقوم بعمل ما ثم تحدث إليك شخص ما فإن ذهنك سوف يتشتت". وينصح هالستيد بأن تتوقف عما تقوم به إذا كنت تريد الاستماع إلى الآخرين بتركيز.
تتجنب الاستماع إلى الآخرين
إذا كنت لا تتفق مع شخص آخر فمن السهل التركيز على الخلاف عوضًا عن الأشياء المشتركة بينكما، وسوف يقود هذا إلى حدوث تنافر بينكما عوضًا عن خلق محادثة بناءة، ما يجعلك تقضي على أي فرصة للاستماع إليه.
وفي بعض الأحيان تتجنب الاستماع إلى الآخرين إذا كنت تعتقد أنك تعرف بالفعل ما سيقوله لك.
لا تجد دافعا للاستماع للآخرين
بمجرد التعرف على الأشياء التي تجعلك غير راغب في الاستماع إلى الآخرين فسوف تتمكن من التخلص منها والقيام بشيء ما حيالها. يقول هالستيد إنه حتى تكون مستمعا جيدا فمن الضروري أن تعرف الغرض الرئيسي من الاستماع.
هناك الكثير من الدوافع التي عليك العثور عليها من أجل الاستماع للآخرين حسب هالستيد، الذي يوضح أن الإنصات إلى الأشخاص يجعلهم يشعرون أنك تحترمهم وتقدرهم كثيرًا.
ومن بين المحفزات الأخرى للاستماع للآخرين هو كسب تقدير الآخرين، وإشباع الفضول، وتحسين القدرة على التركيز وتعزيز الثقة بين الأشخاص.
كيف تكون مستمعًا جيدًا؟
أن تكون صبورًا ومستعدًا على الاستماع إلى الشخص الذي يتحدث إليك حتى ينتهي مما يقول، وإذا شعرت بالملل فحاول أن تخرج من هذه الحالة وتستعيد انتباهك مرة أخرى.
في الوقت نفسه من الضروري أن تكون واعيًا بما يُقال، لهذا السبب اترك أي شيء تقوم به وانظر في عين من يتحدث إليك حتى تشعره بأهمية ما يقول، وأنك تهتم به فعلاً، كما أنه من الضروري أن تكون متفهمًا وأن تضع نفسك في مكان الشخص الآخر، وألا تتعامل مع ما يقوله لك من وجهة نظرك، حاول أن ترى الأمور من منظوره.
ماذا يحدث عندما تستمع إلى الآخرين بعناية؟
يقول نيكرسون إن الاستماع إلى الآخرين والاهتمام بما يقولونه يجعلك قادرا على التعامل مع الأزمات والصراعات، وحل المشاكل والتواصل مع الآخرين بسهولة وفعالية.
يؤكد نيكرسون إن الاستماع إلى الآخرين هو أساس النمو والتقدم، كما أنه الوسيلة المُثلى لتطوير الذات وتحسين المهارات.
ويقول نيكرسون إن القادة العظماء يهتمون بالسماع إلى الآخرين، ويقضون وقتًا طويلاً في الإنصات لما يقولونه.
كما أن الإنصات إلى الآخرين مهم لأنه يجعل الناس يشعرون بأن هناك من يهتم لأمرهم ويحترمهم، لذا يميلون إلى قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يستمعون إليهم.
وفي نهاية الأمر، يقول هالستيد إن الاستماع إلى الآخرين أمر صعب ولكن كلما مارستها كلما أصبح الأمر أسهل، وعندما تستمع لشخص ما فإنك تُعرب عن احترامك له، وتعزز علاقتك به، الأمر أشبه بوضع أساس لعلاقة قوية ومتينة تصمد لفترات طويلة.