كيف جذبت السعودية 43 مليار دولار استثمارات أجنبية خلال 4 سنوات؟
كشفت إحدى الدراسات الحديثة، والمتعلقة بالاقتصاد، عن رصدها للمحفزات والتحديات التى تتبعها المملكة في جذب الاستثمار وتعزيز الشركات، مؤكدة أن هناك 493 مشروعًا استثماريًا دخل المملكة في خلال الفترة من 2013 حتى 2017، وذلك برصيد إجمالي قُدر بـ 34.3 مليار دولار، بمختلف الأنشطة الاقتصادية، حيث أكدت أن إجمالي تلك الاستثمارات تعود إلى 361 شركة استثمارية أجنبية.
لصناعة مستقبل أفضل لـ 7 مليارات إنسان.. كل ما تريد معرفته عن القمة العالمية للحكومات
وفي الدراسة نفسها التي أعدتها الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، والتى تحدثت بالتفصيل عن المحفزات والتحديات ايضًا التي تواجه الاستثمار الأجنبي في المملكة، وأن عملية التحول الاقتصادي الذي تشهدها السعودية من خلال تنويع مصادر الدخل القومي، بدلًا من الاعتماد الكلي على عوائد النفط فقط، فهى تستند إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات المحلية سواء القائمة أو جذب المزيد منها، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص.
مزايا الاستثمار الأجنبي للسعودية:
كشفت الدراسة ايضًا عن العديد من المزايا التى تعود على المملكة من الاستثمار الأجنبي، والتى كان بين أبرزها، نقل التقنيات الحديثة إلى القطاعات الاقتصادية المنتجة، ذات الجذب الاستثماري الأكبر في المملكة، بالإضافة إلى رفع كفاءة المهارات التقنية الفنية والإدارية للموارد البشرية الوطنية، هذا بخلاف توفير عنصر رأس المال، خاصة في الدول التي ينخفض لديها مستوى الدخل المحلي، وايضًا توفير فرص عمل وتهيئة آخرى بشكل مباشر وآخر غير مباشر.
الارتقاء بمستوى رفاهية المواطنين، جاءت ايضًا ضمن أهم المميزات التي يوفرها الاستثمار الأجنبي في المملكة، وذلك من خلال توفير عدة بدائل للمواطن بجودة عالمية، بالإضافة إلى مضاعفة القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، وذلك سواء في الأسواق العالمية أو المحلية منها، وتشمل ايضًا تشجيع الإنفاق على أنشطة البحوث والتطوير لدعم مواكبة التطورات التقنية والاقتصادية العالمية.
رؤية 2030 والاستثمارات الأجنبية:
في الدراسة أكد الباحثون أن رؤية المملكة 2030 للتنمية، تهدف إلى رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية في إجمالي الناتج المحلي من 3.8 % إلى المعدل العالمي وهو 5.7%، بالإضافة إلى الانتقال بالاقتصاد الوطني من المركز 25 في مؤشر التنافسية الأخير إلى أحد المراكز الـ 10 الأولى، هذا بخلاف الرغبة في تطبيق التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية (ISIC4) على التراخيص الاستثمارية.
ومن خلال رؤية 2030 فإن هناك فرصًا واعدة للمستثمرين المحليين والأجانب، الأمر الذي سوف يتم إنجازة من خلال توفير مشروعات عملاقة، من شأنها توفير المزيد من فرص الاستثمار، كمشروع القدية، الفيصلية، نيوم وبرنامج جودة الحياة 2020، بالإضافة إلى رفع أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال بما يعادل (160 مليار دولار)، إلى ما يفوق الـ 7 تريليونات ريال ما يُعادل (1.8 تريليون دولار)، بالإضافة إلى اعتماد دعم إضافي الي الشركات السياحية بر برنامج دعم الثقافة والترفيه.
وتحفيز رؤية 2030 لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لديها، يأتي في إطاره ما حققته الدولة في العام 2018، حيث كانت في المركز 39 ضمن 140 دولة في التصنيف العالمي للتنافسية وفقًا لما ورد من تقارير من منتدى الاقتصاد العالمي الأخير، وضمن هذه العوامل استقرار الريال السعودي منذ ثلاثة عقود كاملة مما يجعل مهمة جذب الاستثمارات أسهل.
عوامل جذب مباشرة:
كشفت الدراسة ايضًا عن العديد من المحفزات المباشرة الجاذب للاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية، مؤكدة أنها تتلخص في الاستقرار السياسي، الأمنى والانفتاح الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى الحوافز التشريعية والضريبية للمستثمر الأجنبي، حيث منحت امتيازات ضريبية لعدد من المناطق التى تشهد نمو قليل لمدة 10 سنوات، وذلك بهدف جذب المزيد من الاستثمارات إليها.
وضمن المحفزات التى ذكرتها الدراسة تأتي قرارات خصم 50% من تكاليف التدريب السنوي للعمالة السعودية، بالإضافة إلى خصم 50% من الأجور السنوية المدفوعة للسعوديين، وخصومات إضافية يتم منحها للمستثمرين إذا ما زاد رأس المال عن مليون ريال سعودي، ايضًا إذا ما قام المستثمر بتوظيف أكثر من 5 مواطنين سعوديين على الأقل لمدة تعاقد لا تقل عن عام، في وظائف ذات طبيعية فنية أو إدارية.