رحيل مسؤولين وهبوط أسهم وخسارة مستخدمين.. انهيار في "سناب شات"
تعيش سناب شات فوضى غير مسبوقة في تاريخها، كشركة تقدم نفسها على أنها متخصصة في تطوير منتجات التصوير بالأساس وليس شركة شبكات اجتماعية، وهو التعريف الذي أطلقته على نفسها، عندما طرحت أسهمها في البورصة الأمريكية خلال ربيع عام 2017.
خسرت الشركة خلال الأشهر الماضية والشهر الحالي الكثير من المسؤولين الأوائل، الذين ساهموا في نجاح التطبيق، أبرزهم المدير المالي، ونائب الرئيس للمنتجات، ونائب الرئيس للمبيعات، ونائب الرئيس للهندسة، والمستشار القانوني، فضلا عن الرئيس الأمني، عمران خان، الذي كان يعد الرجل الثاني بعد المؤسس والرئيس التنفيذي، إيفان شبيغل.
ورفض المسؤولون الراحلون، الذين تقدموا باستقالتهم بشكل مفاجئ، التعليق عن الأسباب بصراحة والاكتفاء بتمني التوفيق للشركة وأنهم يتطلعون لخوض تجارب جديدة.
لكن هناك أسباب تقف وراء مشكلة سناب شات الإدارية وهذه الفوضى بشكل عام، والتي تهدد مسار الشركة بأكمله، وهي التي خسرت 80% من قيمتها في البورصة الأمريكية!
-
أزمة تصميم سناب شات
بدأت الشركة بفقدان السيطرة على الوضع، مع إطلاقها تصميما جديدا مطلع العام الماضي، التصميم كان صعبا على المستخدمين، وحتى النجوم والمشاهير، الذين يستخدمون المنصة وصفوه بالسيئ.
احتج الملايين من المستخدمين حول العالم على التصميم، وطالبوا بالعودة إلى التصميم السابق أو تبسيط التطبيق، وتفادي التعقيدات التي تجعل استخدامه صعبا.
أصرت الشركة على ذلك التصميم، فكانت الخسارة قوية، حيث تراجع التفاعل وهناك حوالي مليون مستخدم قدموا عريضة اعتراض رسمية على التصميم.
-
فقدان المستخدمين النشيطين
كانت الأزمة على ما يبدو فرصة جيدة للكثير من المراهقين لتجربة إنستقرام وخدمات أخرى والعودة إليها، حيث تراجع عدد المستخدمين النشيطين من 188 مليون مستخدم خلال الربع الثاني إلى 186 مليون مستخدم خلال الربع الثالث، وهناك مخاوف من أن نتائج الربع الرابع التي سيتم الكشف عنها ستؤكد استمرار النزيف القوي.
بالنسبة لشركة، التي تعتمد على الخدمة الاجتماعية، يعد من المهم بالنسبة لها أن تنمو بقوة كما هو الحال بالنسبة لشركة فيس بوك، التي واصلت النمو القوي لسنوات طويلة دون أي تراجعات تذكر، سوى خلال العام الماضي، حيث بدأ يتباطأ وهو الذي وصل إلى أكثر من 2.1 مليار مستخدم نشيط.
إذًا القول بأن التطبيق لا يستطيع أن يحقق نموا قويا هي حجة غير منطقية بالأساس، فهناك المليارات من الأشخاص المتصلين بالإنترنت، ويمكن للخدمة أن تصل إليهم إذا كانت جيدة وتم التسويق لها على الوجه الصحيح.
-
خسائر كبيرة والابتعاد أكثر عن الربحية
كما هو الحال بالنسبة لشركات الشبكات الاجتماعية، ليس من السهل في الواقع الوصول إلى الربحية إلا بعد سنوات من النمو وجذب المعلنين وعقد الصفقات التجارية.
يريد المستثمرون من سناب شات أن يعمل على تحقيق نمو متسارع، لكن مشكلة التصميم وبطء التطبيق بالنسبة لجودة الاتصال المتواضعة، وعدم اهتمامه بالأسواق النامية مثل الهند والدول التي يوجد بها اتصال إنترنت متواضع، إضافة إلى المنافسة القوية من فيس بوك التي نسخت العديد من مميزاته وأبرزها القصص التي يستخدمها حاليا 400 مليون مستخدم على سناب شات، كلها عوامل أدت بالمستثمرين إلى بيع الأسهم في الشركة.
سجلت الشركة تدفقا نقديا حرا سالبا قدره 159 مليون دولار في الربع الثالث، وانخفضت النقدية لديها بنحو 11% إلى 350 مليون دولار، وتواصل انخفاض السيولة قد يضطر الشركة إلى إجراء طرح ثانوي لأسهمها.
بخواص استثنائية.. «Nikkon » تكشف عن أحدث كاميراتها بمواصفات قوية وحجم صغير (فيديو)
وتعاني الشركة بشكل كبير من تزايد الخسائر وتراجع العائدات التي تحققها من الإعلانات والشراكات التجارية التي عقدتها خلال الأشهر الماضية.
تراجعت القيمة السوقية للشركة من 30 مليار دولار تقريبا حيث هذه كانت القيمة السوقية لها في جلسة التداول الثانية، إلى 6 مليارات دولار فقط ما يكشف عن حجم الخسائر الكبيرة.
-
انسحابات من الشركة في ظل مستقبل غامض
مشكلة سناب شات أعمق وأسوأ مما واجهته تويتر من قبل، وهي الأخرى التي خسرت جزءا كبيرا من قيمتها السوقية نتيجة فشلها في منافسة فيس بوك، قبل أن تعود بقوة خلال الأشهر الماضية وتحقق الأرباح لأول مرة في تاريخها.
اشتريت آيفون جديد..خطوات مهمة عند استخدامه للمرة الأولى
وقد حرصت سناب شات على تقليل الرواتب والتقليل من بعض النفقات وإيقاف نظام المكافآت، وهو ما يجعل أيضا العديد من المسؤولين غير مرتاحين في الشركة، ويفضلون الانتقال لشركات يمكنهم فيها العمل تحث ضغط أقل وبراتب أفضل.