أكبر قصة في معرض CES 2019 هي الصين
افتتحنا هذا العام ككل عام، بمعرض الإلكترونيات الإستهلاكية CES 2019 وهو مؤتمر تجاري غير تقليدي تاريخياً، عادة ما يحظى المعرض بتغطية ومتابعة كبيرة قبله وأثناء المؤتمرات وحتى بعدها.
الحدث عبارة عن تنبؤ جزئي وتحقيق جزء من الحلم بعض المنتجات في المعرض سوف ينتهي بها المطاف في منازل المستهلكين، ولكن العديد من تلك الإبتكارات الأكثر إثارة لن تصل إلى الرفوف أبداً.
هذا العام المعرض مختلف، وجاء بعد حدث لم يحدث لمدة 16 عامًا: اضطرت شركة آبل إلى إصدار تحذير قبل الكشف عن أرباحها بشأن أدائها المالي، بعد إدراج تقديرات جديدة للربع الأخير من العام، أوضح تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل أن إيرادات الشركة الفصلية ستكون أقل مما كانت تقديرية في البداية.
«واتساب» يقدم ميزة بصمة الإصبع
كانت آخر مرة حدث فيها هذا في أيام ما قبل آيفون، وقد أدى ضعف مبيعات آيفون خلال موسم العطلات إلى إلحاق الضرر بتوقعات أرباح آبل، لتكون أكثر تحديدا كان سوق آيفون المتعثر في الصين السبب الرئيسي لهذه الأزمة.
كان وادي السيلكون عادة معقلا للليبرالية، رغم أنه في بعض الأحيان عرضة لتأييد الأجندات التحررية، فإنه يميل بشكل عام إلى اليسار، لكن العام الماضي كان يتعلق بقبول التحالفات التنازلية لصناعة التكنولوجيا.
من فضيحة كامبريدج أناليتيكا إلى الكشف عن أبحاث شيريل ساندبرج حول مصادر أموال معارض فيس بوك الملياردير جورج سوروس، إلى فشل تويتر في إلغاء المعلومات الخاطئة في حين سمح لحسابات مثل أليكس جونز بإلقاء خطاب الكراهية والأخبار المزيفة (حتى وقت قريب على الأقل ) إلى اضطرار جوجل إلى الدفاع عن دورها في الإنتخابات الأمريكية أمام الكونجرس، يتشابك وادي السليكون مع السياسة، والآن من المستحيل تجاهل هذه الحقيقة.
لكن في الوقت الحالي، يمكن أن تدفع السياسة شركات التكنولوجيا للتحدث ضد إدارة كان الكثيرون منهم يتذمرون منها، إن ضريبة الحدود التي فرضها الرئيس ترامب بنسبة 25 في المائة على السلع الصينية المستوردة وضريبة الصين الانتقامية بنسبة 25 في المائة على السلع الأمريكية تخلق توترات للشركات والمستهلكين في كلا البلدين.
تشعر شركات التكنولوجيا بالقلق من أن إيراداتها ليست مفاجئة، ولكن مع بدء محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين بالتزامن مع أسبوع CES، فإن أكبر معرض تقني في العالم له سياق مختلف بعض الشيء هذا العام.
آبل ليست الوحيدة التي تسمع الإنذارات، لقد تحدث غاري شابيرو، الرئيس التنفيذي لاتحاد مستهلكي تكنولوجيا المستهلك CES، وقال في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "ترامب مخطئ تماما عندما يقول إن الشركات الصينية تدفع الثمن". " المستهلك الأمريكي يدفع الثمن أيضا".
في نوفمبر، أفادت التقارير أن مدفوعات التعريفات التجارية للشركات الأمريكية ارتفعت بأكثر من 50 في المائة على أساس سنوي من سبتمبر 2017 إلى سبتمبر 2018، مع اعتبار التعريفات الجمركية من الصين جزءًا مهمًا من هذه الزيادة، كما أفادت عدد من الشركات أنها اضطرت إلى رفع الأسعار كنتيجة للتعريفة الجمركية.
كما في السنوات الماضية، استضاف معرض CES قاعة تركز بالكامل على الابتكار الصيني ولكن هذا العام، هناك انخفاض بنسبة 20 بالمئة في الشركات الصينية الممثلة في المعرض. هذا الغياب لن يلاحظه أحد.
إنفاق المستخدمين 50% من البيانات على الترفيه يجعل سرعة الأداء وعمر البطارية من أهم معايير شراء الهاتف الذكي
"إن حضور عرض مثل CES مكلف، ومع خطاب ترامب نحو التكنولوجيا الصينية، فإن الشركات في الصين تعيد التفكير في استراتيجيتها في الاستثمار في الولايات المتحدة"، هذا ما قاله شون رين، العضو المنتدب لمجموعة أبحاث السوق الصينية، لصحيفة South China Morning Post.
أعلنت شاومي منذ أيام أنها تنوي التركيز على الأسواق الأوروبية، معلنة بذلك بداية تراجع تركيزها على السوق الأمريكية، فيما تم اخراج هواوي من الولايات المتحدة.
وتخشى آبل في المقابل والعديد من الشركات الأمريكية التي لا تزال تعمل هناك من خطوة مماثلة، وهو سيشكل ضربة للتكنولوجيا الأمريكية.
معرض CES 2019 أظهر هذه السنة أن الحضور الصيني في الولايات المتحدة مهم، وأن دونالد ترامب ينهج سياسة خاطئة ضد الصين، وأن سياساته يمكن أن تعود بشكل سلبي على المستهلكين الأمريكيين في نهاية المطاف، وتعيق نمو أرباح الشركات الأمريكية.