تكلفة الجريمة الإلكترونية ستصل 6 تريليون دولار.. فكيف تتصدى لهذا التغير؟
تهديدات متزايدة تسهدف الشركات والمؤسسات الكبرى في مختلف أرجاء العالم، لاسيما في الآونة الأخيرة بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي يعد سلاحا ذا حدين، قد يمكنك من تحقيق مكاسب هائلة للمؤسسة، بينما يتيح للبعض إمكانية اختراق الشركات والحصول على ما بها من معلومات سرية تهدد عرشها بالسقوط.
زيادة أعمال القرصنة في 2019
توقعات عديدة تطرقت إليها عدد من التقارير المتخصصة، حول زيادة أعمال القرصنة الإلكترونية في عام 2019 للشركات، وهو ما دفع العديد من المؤسسات إلى التركيز في كيفية تحقيق الأمن الإلكتروني للشركات، وبدأت في تخصيص ميزانية كبيرة من أجل تحقيق هذا الغرض من خلال رفع كفاءتها في الأمن الإلكتروني لحماية كافة أعمالها.
وفي أحد الإحصائيات الحديثة، توقعت شركة الأبحاث "سايبر سيكيورتي فينتشر" أن ترتفع تكلفة الجريمة الإلكترونية إلى 6 تريليون دولار بحلول عام 2021، وقد تلاحظ تغير هذا المشهد باستمرار، الأمر الذي يتطلب مواكبة استراتيجياتك لهذا التغير للتصدي للجرائم الإلكترونية.
أهمية الأمن الإلكتروني
ومن خلال ما ذكرناه، تستطيع أن تعرف الأهمية القصوى لـ"الأمن الإلكتروني" في سوق الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم، لاسيما بعد تعرض العديد من الشركات إلى أعمال القرصنة في عام 2016، وهو ما أشار إليه استطلاع رأي أجرته مؤسسة كييبر سيكيورتي ومعهد بونيمون، والذي كشف عن معاناة نصف جميع الشركات الصغيرة في عام 2016 من اختراق أمني.
وخلص استطلاع "كييبر سيكيورتي ومعهد بونيمون"، إلى أن هناك أدلة على أن المتسللين يستهدفون الشركات الصغيرة بشكل متزايد، من منطلق أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تميل إلى أن تكون الأقل استعداداً لمواجهة القرصنة الإلكترونية.
وسنتطرق من خلال السطور التالية إلى إلقاء نظرة على كيفية تأثير الاختراق الأمني الطريقة التي تعمل بها شركة صغيرة يومياً، ومعرفة ما إذا كان بإمكانك التعرف بنفسك على تحدياتهم.
تواجه الشركات العقارية تهديدات أمنية متعددة
عادةً ما تتطلب منك المعاملة العقارية، تقديم أكثر المعلومات حساسية الخاصة بك، من بينها رقم الضمان الاجتماعي إلى الدخل السنوي والنتيجة الائتمانية، بالإضافة إلى ما هو أكثر من ذلك، حيث أن هناك مبلغ كبير من المال يتغير.. فلك أن تتخيل حجم الخطر الذي قد يتعرض له وكيلك ونشاطه التجاري إذا تم اختراق هذه البيانات.
ويهدد الاختراق - بالنسبة للشركات العقارية - بشكل خطير علاقة الثقة بين المشترين والبائعين ووكلائهم، كما إنها أيضاً أكثر شيوعاً مما تتخيل، فبالرغم من أن المخترقين المتسللين الذين يدخلون إلى نظامك، هم أكثر الناس خطورة التي يمكن أن تتخيلها، إلا أنها ليست الوحيدة أو حتى الأكثر شيوعاً كما تعتقد.
وهناك بعض الوكلاء قد أفادوا بأنهم قد تعرضوا لأشخاص تظاهروا بأنهم وكلاء إنهاء المعاملة، أو مديري عقارات، أو حتى مالكي المنازل، وذلك من أجل سرقة معلومات سرية أو أموال.
حتى الخطأ البشري البسيط من المحتمل أن يتسبب في حدوث اختراق ينتج عنه ضرراً بالغا للشركة يزعزع ثقة العمل أو الوسيط، كما أنه يمكن لعضو الفريق الذي يترك معلومات حساسة في درج الطابعة، أو ببساطة وضع مستند واحد عن طريق الخطأ في إحدى المعاملات أن يؤدي إلى عرقلة العلاقة وكسر الثقة التي عمل الوكيل أو الوسيط على بنائها مع المؤسسة.
التكنولوجيا المتنقلة لها تأثير كبير على قطاع القانون
وهناك تساؤل هام للغاية يجب أن نطرحه في هذا السياق، ألا وهو: ماذا عن شركة المحاماة التي تدير معاملاتك؟ .. فالقطاع القانوني داخل أي شركة يشتهر بأنه كثيف الأوراق، وفي أكوام تلك الأوراق القانونية توجد معلومات حساسة للغاية، وهذه المستندات لا تحتاج إلى تخزينها وإدارتها بشكل آمن فحسب، بل تحتاج أيضاً إلى تمكين الفرق القانونية من نقلها بشكل آمن خارج أروقة المكتب، مع توفير إمكانية الوصول إليها بسهولة ويسر في أي لحظة.
ماذا قالت "بلومبيرغ" عن أرباح البنوك السعودية المتوقعة هذا العام؟
أما في حالة عدم إمكانية تحقيق ذلك، فإن المؤسسة تتعرض إلى تأخر حالة المعاملات، مع إمكانية تعريض معلومات العميل للخطر، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى توقف عمل المكتب بأكمله.
ويشير الخبراء إلى أن الاختراق الأمني من خلال مستند في غير مكانه، أو نظام يتم الوصول إليه بشكل غير صحيح، أو نقل غير آمن، فإنه قد يكلف الشركة الوقت، والمال، ويدمر علاقة العميل بشكل لا رجعة فيه.
والآن عليك أن تتخيل فقط حجم الضرر الذي يمكن أن يحدثه الاختراق لعلاقتك مع عملائك، وكل ما عليك هو التفكير في نوع البيانات التي تخزنها، وتقدير خطور الناجمة عن وقوع تلك المستندات في الأيدي الخطأ؟ وكيف سيؤثر ذلك على إنتاجية مكتبك؟ وماذا ستفعل لعلاقتك مع عملائك؟ وما هي حجم التكاليف الملموسة - وهل يمكنك استردادها؟، حيث تشير بعض التقارير إلى أن متوسط التكلفة لكل سجل مفقود أو مسروق هو 154 دولاراً (و363 دولاراً في قطاع الرعاية الصحية)، فلك أن تتخيل مدى السرعة التي يمكن أن تزيد بها تكاليف الاختراق.