هل تريد بناء فريق عمل قوي؟ إذا تحدث معهم عن نقاط ضعفك
يميل البعض إلى إخفاء نقاط عيوبهم وتجميل أنفسهم، ولا يعلمون أن هذه العيوب قد تساعدهم على النجاح، وتحقيق أهدافهم، لأن إظهارك لضعفك في بعض الحالات أو المواقف، ربما يساعدك على تأسيس فريق عمل قوي، والعمل في بيئة تسودها الثقة والتعاطف.
إذا كنت ترغب في أن تزداد الثقة بين الموظفين في مكتبك، أو في مجموعتك أو فريقك، فإن أفضل شيء يساعدك على تحقيق ذلك هو التحدث عن نقاط ضعفك وإظهار مشاعرك وعواطفك.
اعلم أن إظهار الضعف في مرحلة ما قد يساعد على تحقيق التعاون والثقة بين الناس، ولكننا ربما لا ندرك مدى النجاح الذي تحققه هذه العملية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفاعلات بين المجموعات.
وإذا أصبح إظهار الضعف والتحدث عن المخاوف سلوكا شائعا في محل العمل، فإن الموظفين سيتمكنون من التخلص من حالة عدم الأمان التي تسيطر عليهم، سيتمكنون من العمل جنبًا إلى جنب، وتزداد ثقتهم في بعض ويساعدون بعض.
"حلقة الضعف"
ويقول الباحثون إن هناك ما يُسمى "حلقة الضعف"، والتي تتشكل نتيجة تبادل مشترك للمعلومات الشخصية وتحدث جميع الأطراف عن مخاوفهم ونقاط ضعفهم، وهي العامل الأساسي للتعاون وبناء الثقة بين كل الجوانب.
وتتشكل "حلقة الضعف" بعد القيام بعدة خطوات والتي تتمثل في:
1- إرسال الشخص الأول إشارة بضعفه.
2- يتلقى الشخص الثاني الإشارة.
3- يستجيب الشخص الثاني للإشارة ويُظهر هو الآخر ضعفه.
4- يتلقى الشخص الأول الإشارة.
5- تنشأ علاقة ثقة ويزداد التقارب بين الطرفين.
"تعزيز العلاقات"
وعليك أن تعرف أن كل إشارة لا تأخذ أكثر من بضع ثوانٍ من أجل إرسالها، ولكنها ستقود في نهاية المطاف إلى تعزيز العلاقات وزيادة الثقة بين الأطراف.
وبإمكانك أن ترى هذه الحلقات في الكثير من الأماكن والمجالات المختلفة، فعلى سبيل المثال سترى مُدرب فريق رياضي يُخبر لاعبيه بأنه يشعر بالتوتر إزاء المباراة التي سيشاركون فيها بعد قليل، فتسمع اللاعبون يردون عليه قائلين إنهم يشعرون بالمثل، ولكنهم في نهاية الأمر يتعهدون بتقديم أداء مُشرف، وقد تجد مديرك في العمل يُخبرك أنه يشعر بالتوتر الشديد قبل بدء اجتماع مهم، أو إجراء مفاوضات صعبة.
ولكن عليك معرفة أن اتخاذ هذا القرار وإظهار ضعفك ليس بالأمر السهل، ولكنه يحتاج إلى الكثير من الجهد، واختيار الكلمات بعناية شديدة، ومعرفة الوقت المناسب للتعبير عن نفسك.
زياة الثقة
إظهار مشاعرك وجانبك الضعيف لزملائك في العمل، أو للموظفين الذين تتولى إدارتهم يجعلهم يشعرون بأنك تثق بهم، وأنك تعتبرهم مقربين منك، ما يجعلهم يتعاملون معك بالطريقة نفسها، وبالتالي ستزداد الثقة بين أعضاء الفريق، ويصبحون أكثر قربًا، ويتمكنون من مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجههم.
وباعتبارك قائد أو مدير أو مسؤول عن فريق سيتعين عليك احتواء الموظفين، ومحاولة تهدئة روعهم ومساعدتهم على التخلص من مشاعرهم السلبية، ومن الضروري أن تؤكد لهم طول الوقت أنكم ستواجهون هذه المشاكل معًا، وأنهم سيتمكنون في نهاية الأمر من الوصول إلى بر الأمان.
"أظهر مشاعرك"
ويقول الباحثون وأستاذة علم النفس إن أغلبنا يتعامل مع الضعف على أنه شيء يجب إخفاؤه، ولا نعلم أنه أمر يجب الاعتماد عليه خلال عملية تأسيس فريق قوي.
خلاصة الأمر، من الضروري أن تعلم أن التعاون لا يحدث هكذا ببساطة، ولكنه عملية تحدث وفق نمط معين من التفاعل المُتكرر بين مجموعة من الأشخاص يقومون بنفس الأفعال، وينخرطون في الأمور نفسها والتي تكون مؤلمة في بعض الأحيان، ومُجزية في أحيان أخرى، كما أنهم لا يخافون من إظهار ضعفهم والتحدث عن نقاط ضعفهم.