ما السر وراء تقاسم كبار القادة وأعظمهم لسمات الفضول وحب الاستطلاع؟
إذا طرحت سؤالا على مجموعة من الحضور لوصف ملامح القائد القوي في مخيلتهم، فمن المؤكد الاستماع لإجابات من هذا النوع، كقوة القائد تظهر في مظهره الجسماني، الذي يعزز حضوره ويؤثر في قناعات الآخرين بغرض اتباعه.
أو أن القائد القوي هو من يمتلك قدرة التعبير عن الأفكار بكل سهولة ووضوح، بالإضافة إلى امتلاكه طبقة صوت قوية ولغة تحفيزية تدفع الناس وتشجعهم على المضي قدما.
ومنهم من يري أن ملامح القيادة القوية تكمن في صانع القرار الأول ومن لديه روح المبادرة والجرأة على اتخاذ موقف، أو أن القائد القوي هو صاحب الكاريزما، والذي عندما يهل بطلته يُحدث إعجابا وانتباها لكل ما يصدر عنه قولا أو فعلا.
لكن من الممكن أن نضيف إلى ما تم ذكره أيضا أن القادرين على القيادة، لديهم خاصية أخرى يتشارك جميعهم فيها، وهي أنهم أشخاص لديهم فضول وحب استطلاع هائل، وتعد هذه السمة، المحور الرئيسي الذي يدور حوله هذا التناول.
التطلع والفضول سمات العظماء
ومن المهم أن نلقي بالإشارة إلى مجموعة من القادة المتميزين المختلفين بل والمهمين في مجالاتهم التي برعوا فيها، ولكن قبل التطرق إليهم من الضروري أن نعلم أن هؤلاء الأفراد لديهم الكثير من الأمور والصفات المشتركة فيما بينهم، فجميعهم أذكياء ويمتازون بسمات الود والتعاطف مع الآخرين، فضلا عن سعيهم طول حياتهم في إيجاد حلول جديدة للمشكلات القديمة والتوصل لأساليب حديثة تدفع بالبشر للأمام، بالإضافة إلى جهودهم المتواصلة في استحداث طرق للتفكير والتصرف.
وهي كلها أمور تتصل بصفات حب الاستطلاع والتطلع والفضول ولكن لأفضل الوسائل المؤدية لتحقيق أحسن النتائج المرجوة.
ومن بين هؤلاء القادة المتقاسمين في تلك الصفات لاسيما صفة عدم التوقف عن التطلع لكل ما هو جديد وجيد:
العالم العظيم ستيفن هوكينج، الذي قاد العديد من العمليات التحويلية في الكثير من الأفكار القائمة، رغم معاناته جسمانيا بسبب إعاقته.
الريادي العملاق جيف بيزوس، رئيس مجلس إدارة شركة أمازون، الذي أحدث ثورة في تجارة التجزئة والأعمال، فضلا عن قدراته في إثارة الانتباه لما لديه من هيبة حضور الرؤساء وكبار المسؤولين.
الدالاي لاما، والبابا فرانسيس، اللذان يتمتعان بطاقات إلهامية متجددة تساهم في تغيير مسارات الفكر لدى أناس كثيرون رغم تواضعهما وعدم تطلع أيا منهما لجذب أو شد الانتباه إليهم وإلى أفعالهما.
شيرلي ساندبرج، المدير التنفيذي بمؤسسة فيسبوك، وهي قائدة ورائدة لما تقوم به من أدوار تسعي فيها لتغيير المعتقدات والأفكار تجاه الأدوار التي تلعبها النساء في العالم ككل.
5 نماذج للفضول وحسب الاستطلاع لدى القادة
لذلك نستنتج من صفات هؤلاء القادة أنهم جميعا يمتلكون واحدة من نماذج الفضول وحب الاستطلاع لكل متميز، والتي سنتناول مجموعة منها في السياق التالي:
القادة العظماء يمارسون تطبيق فكرة القيادة بالمشاركة: والمقصود من ذلك أنهم أشخاص متحمسون جدا للإنصات إلى الآخرين أكثر من استماعهم لأنفسهم، كما أنهم أكثر الناس حرصا على التعلم من مختلف الأعمار كبيرا وصغيرا، وكل من لديه خلفيات فكرية مختلفة عن ما يمتلكوه. فهم أفراد لا يميلون لصد الناس بل لدعوتهم والمشاركة معهم.
القادة العظماء لديهم فضول شديد إزاء الأفكار النابعة من مجالات كالأدب والفن والفلسفة: معروف عن التقني ستيف جوبز أنه درس جماليات الأشياء بسبب شغفه وفضوله الشديد والذي انعكس بتولد رغبة لديه تجاه منتجاته بأن تتمتع جميعها بمستوى عال من الجاذبية وهو الأمر الذي نتج عنه نجاح فائق الحدود من حيث شكل ومضمون منتجات جوبز كافة في عالم الحواسيب الإلكترونية لا سيما ابتكار أبل.
لماذا دبي الوجهة المفضلة لفائقي الثراء وذوي الثروات العالية؟
القادة العظماء يتطلعون دوما لأحدث وأفضل الحلول: بينما يواصل آخرون في تطبيق الأفكار التي تم العمل بها بشكل جيد بما يكفي في الماضي، يحرص القادة المتميزون على البحث والتنقيب عن أفكار تبعث بالجديد والأفضل دائما.
القادة العظماء منفتحون حين كونهم مخطئين: ففي الواقع، هؤلاء البشر قادرون على إزاحة الأنا الخاصة بهم على جنب، وإحاطة أنفسهم بأناس لديهم أفكار أفضل مما يمتلكوها والاعتراف بخطأ تبنيهم هذه الأفكار إذا ثبت ضعفها.
القادة العظماء يعترفون بعراقيلهم الشخصية ويطلبون المساعدة حينما يحتاجون إليها: في هذا الاتجاه لا تضع هذه النوعيات المختلفة من البشر حدود عليا لقدراتهم القابلة للنمو والتطور.
وبضرب مثال واقعي لصاحبه مؤسس شركة أمازون العالمية، جيف بيزوس، الذي تمسك بتطلعه تجاه تأسيس كيان مؤسسي ضخم يحتاج الكثير من الركائز والمقومات والتي كانت بمثابة عراقيل تقابل تحقق مراده، ولكنه لم يتردد في طلب المساعدة حينما احتاج إليها وذلك عندما استعان في بدايات فكرة التأسيس بالأشخاص المناسبين للحصول منهم على أصح الإجابات.
خلاصة القول، هو إننا جميعا نصادف كل يوم فرص جديدة تحمل أفكارا مرغوب الاستماع إليها والاستفادة منها والسعي في تنفيذها. فإذا كان الفضول وحب الاستطلاع هو مفتاح بزوغ أفضل القادة وأعظمهم، فمن الممكن أن تبدأ بتأسيس عالمك الريادي من اليوم من خلال الاستعانة بمغاليق بسيطة للغاية تكمن سرها في تملك خاصية من خواص الفضول وحب التطلع لكل جديد وجيد.