تريد أن تكون قائدا.. تعلم كيف تكون تابعا جيدا؟
الناس يقدسون القيادة، فكونك قائدا يدل على أنك حققت نجاحا كبيرا في حياتك المهنية والشخصية، لذلك كل شخص يريد أن يصبح قائدًا وأن يصل إلى قمة السلم الوظيفي.
بالنسبة للمبتدئين، فهم لا يستيقظون صباح أحد الأيام ويجدون أنهم أصبحوا قادة، كما أن امتلاك لقب "مدير" أو "رئيس" أو "نائب رئيس" لا يجعلك قائدا، لأن الأمر يتجاوز كثيرا الألقاب والمسميات الوظيفية، فهو يبدأ بكونك تابعا جيدا.
نعم، عليك في البداية أن تكون تابعا، فنحن نقضي الكثير من الوقت فى معرفة كيف نكون قادة ماهرين؟ وننسى تطوير مهارة مهمة جدا نحتاجها حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا، فإذا أرادنا أن نكون قادة ناجحين، علينا التعلم كيف نكون تابعين ماهرين؟ وفيما يلي نستعرض أهمية كونك تابعًا في العمل:
1- التابعون ليسوا في مرتبة أدنى من قادتهم
التابعون ليسوا في مرتبة أدنى من قادتهم، والقادة لا يتفوقون على أتباعهم، لأن القادة لا يملكون معلومات أو معرفة إضافية عن تابعيهم، ولا يمكنهم العيش دونهم.
فكّر في الأمر، بيل جيتس وأوبرا وينفري ومارتن لوثر كينج لم يصبحوا قادة في يوم وليلة ودون بذل جهد، ولكنهم بذلوا مجهودًا كبيرًا وكانوا أتباعا لأشخاص آخرين لفترة من الوقت، حتى تمكنوا من تحقيق النجاح بمفردهم وباتوا قادة ورواد أعمال ناجحين.
وإذا دققت في الهيكل الإداري لأي شركة ناجحة ستجد أنها لا تخلو من قادة ماهرين كانوا في السابق أتباعا ناجحين ومتميزين.
2- لن تنجح بمهارات القيادة فقط
قال بريان روك، المتخصص في تطوير التنظيمي، إن الجميع لديهم طرق فعالة وغير فعالة للقيادة، فإننا جميعًا لدينا طرق فعالة وغير فعالة في أن نكون تابعين كذلك، ما يؤكد أن كوننا تابعين ليس بسيطا أو أمرا تافها، ولكنه موقف ودور وظيفي مهم جدا، يساعد الموظفين على تحقيق هدف كبير. فالقائد الجيد يحتاج إلى تابع جيد والعكس صحيح، فلن تستطيع أن تكون قائدا نجاحا بالاعتماد على مهاراتك القيادية فقط.
3- أفضل التابعين يكونوا أفضل القادة
عند تقييم الآخرين من أجل اختيار أحدهم لمنصب قيادي، عليك أن تضع في عين الاعتبار أن يكون هذا الشخص تابعا جيدا. فكونك تابعا جيدا يُعلمك تقدير آراء الآخرين، ووضع نفسك مكنهم، وتعزيز ذكائك العاطفي.
وفي المقابل، نجد الشخص الذي لا يكون تابعًا جيدًا لا يهتم بحاجات الآخرين ولا حتى يسألهم عن أفكارهم، ومن المرجح أن يتعاملوا مع الموظفين الذين يعملون لديهم باعتبارهم خادمين لهم، أو أقل منهم أهمية وأقل شأن.
تأكد أن الأشخاص الذين لا يستطيعون تقدير قيمة أتباعهم لن يقدرونك أبدًا، لأنهم يفكرون أنهم باتوا الآن قادة وأنك يجب أن تكون شاكرا لأنك تعمل لديهم.
وعلى النقيض، هؤلاء الذين يقدرون أتباعهم يصبحون قادة أفضل لأنهم يهتمون بالآخرين ويساعدونهم دائمًا، ينفذون وعودهم، يهتمون بمصلحة الفريق بأكمله.
علاوة على ذلك، فإن أفضل التابعين يصبحون أفضل القادة لأنهم يتعاملون مع الآخرين بتواضع، ويعاملون الجميع بمساواة، كما أنهم يشجعونهم على التعبير عن أنفسهم والتحدث عن أفكارهم، ويحثوهم على تنمية مهاراتهم، ما يزيد من إنتاجية الموظفين ويساعد الشركة على تحقيق أهدافها.
في كل الأحوال، عليك أن تعلم أن القيادة لا تعني أن كل من حولك سوف ينصاعون لأوامرك وينفذون ما تريد دون تفكير، ولكن القيادة تعني العمل على تحقيق أهداف الشركة وزيادة الإنتاجية، وتحفيز الموظفين على العمل دون أن يشعروا بأنك تتعالى عليهم.