اعرف متى تغادر.. كيف تحول المناقشات الساخنة في الاجتماعات العائلية إلى محادثات رائعة؟
هل ترغب في إثارة نقاش ما مع أحد أفراد عائلتك أو اصدقائك ولكنك تخشى من أن تحدث مشكلة بعد أن يحتدم النقاش ويتحول الموقف كله إلى كارثة؟، إذا مُدربة نقاش سابقة تُخبرك كيف تحول هذه المحادثات المشتعلة إلى أخرى رائعة.
تقول جوليا دار، الخبيرة الاقتصادية والسلوكية في مجموعة بوسطن الاستشارية، إن العائلات تُظهر أسوأ وأفضل ما فينا، ما يعني أن التجمعات العائلية في المناسبات والأعياد والإجازات قد يحدث فيها مشاكل كبيرة، ومن الممكن أن تتوتر فيها علاقتنا بمن نحبهم.
توضح دار أن النقاشات خلال التجمعات العائلية قد تتنوع ما بين التحدث عما إذا كان المضيف في حاجة إلى مساعدة في أمر ما في المطبخ أم لا، وقد تكون مناقشة حادة في كرة القدم، أو حول قضية أو أزمة سياسية ما.
وتنصح دار بألا تتعامل مع الإجازات والمناسبات والأعياد على أنها الفترات المشحونة التي قد تقع فيها المشاكل، ولكن على العكس عليك أن تتعامل معها باعتبارها وقتا رائعا لإجراء محادثات إنسانية حول أشياء تهتم بها كثيرًا.
وإليك الاستراتيجيات التي تقدمها دار لمساعدتك على التعامل مع أي نقاش حاد، بغض النظر عن نوع الموضوع الذي تناقشه، نستعرضها فيما يلي:
تعامل مع الأمر بهدوء
تقول دار إن المناقشات الساخنة غالبًا ما تكون نتيجة لاعتناق الأشخاص لمعتقدات قوية، ما يجعلهم يتعاملون مع الأمر بشدة وبغضب كبير، لذلك من الضروري التعامل مع الأمر بهدوء شديد، واحترام آراء الشخص الآخر.
ولكن من الضروري أن تفعل ذلك بهدوء شديد، وأن تستخدم عبارات مثل "أعتقد أن الشيء الذي اختلف عليه أنا وأنت هو...." عوضًا عن "أعتقد أنك في حاجة إلى أن تعرف أو تفعل كذا...".
لا تحاول إثبات أن الطرف الآخر مُخطئ
إذا كنت أحد أطراف نقاش ساخن ستجد نفسك تبذل كل جهدك لإقناع الطرف الآخر بأنه مُخطئ، وستجد نفسك تسجد حمدًا وشكرًا لله عندما تنجح في مهمتك.
تقول دار إن إثبات أن شخصا آخر مُخطئ ليست استراتيجية، ووجدت أنه عوضًا عن ذلك من الضروري أن نقنعه بالأدلة والبراهين ومعلومات تثبت صحة ما نقوله وخطأ ما يقولونه.
تنصح دار بأن تطرح على الشخص الذي يختلف معك في الرأي الأسئلة، واتركه يجيب عليها فإذا لم يتمكن من الإجابة قدم له إجابتك، وافعل ذلك حتى تتمكن من إقناعه بتغيير رأيه.
ركز على الموضوع وليس على الشخص
لنكن صادقين، فكلنا نبني استنتاجاتنا حول بعضنا استنادًا إلى هوياتنا المختلفة ومعتقداتنا وآرائنا، لذلك من الضروري أن تتجنب قول عبارات تحمل حقيقة مُطلقة مثل "الليبراليون لا يؤمنون إلا بـكذا"، أو "الأشخاص الذين يعملون في القوات المسلحة لا يريدون سوى حدوث كذا.."، لأنك بهذه الطريقة تشن هجومًا على هوية الأشخاص وتبتعد كثيرًا عن الموضوع الرئيسي.
تقبل حقيقة كونك خاطئا
دخولك في مناقشة أو إجراؤك حديثا ما مع شخص آخر أو عدة أشخاص يعني أنك منفتح على فكرة أنه من الممكن أن تُغير رأيك إزاء أمر ما أو تعدل موقفك تجاه قضية أو فكرة معينة، لذلك تقبل حقيقة أن تكون مُخطئا، ولا تتشبث برأيك لأنك بهذه الطريقة ستكون أكثر موضوعية وأقل دفاعية وفي النهاية ستغدو أكثر إقناعاً.
استخدم حقائق مؤكدة ولكن إذا كنت واثقًا منها
الحقائق الموضوعية أحد أهم الأشياء التي تفتقدها المناقشات والمحادثات هذه الأيام، وتقترح دار بأن تتساءل في قرارة نفسك عما إذا كنت قادرًا على لعب دور الشخص الذي يقدم الحقائق الموضوعية المؤكدة والمثبتة في المناقشات التي نخوضها في التجمعات العائلية؟.
وتقول دار إنه من الأفضل ألا تستخدم هذه المعلومات إلا إذا كنت متأكد منها تمامًا، وإذا كنت قادرًا على الرد على أي سؤال يطرحه عليك أحدهم بشأنها.
اعرف متى تغادر
قم بإنهاء المحادثة بأدب شديد إذا شعرت أنها أوشكت أن تصبح مشكلة، ولكن متى تعلم أن المشكلة باتت وشيكة؟ تقول دار إنه من بين العلامات التي تلمح بأن الأمور لا تسير على ما يرام هي إذا رأيت الشخص الذي أمامك يُكرر الكلام الذي تقوله، ثم يقول لك قر بكذا.. أو اعترف .. أو قدّر حجم الموقف.
وتنصح دار بضرورة التعامل مع الأشخاص المختلفين معك في الرأي بحسن نية لاسيما إذا كانوا من أفراد عائلتك، أخبرهم بأنك لا تزال مقتنعا بوجهة نظرك ولكنهم ساعدوك على رؤية جانب آخر من الأمور، أو مثلا بإمكانك أن تقول له "ما زالت أجد صعوبة في تصديق ما كنت تقوله، ولكني أقدر ما تعلمته منك".