إذا علمنا الآلات التفكير.. هل ستكون غبية كالبشر؟
هناك مجموعة من الأمور التي يصعب على العقل إدراكها، ولكن من الممكن استيعابها، مثل تحدث جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون العملاقة ومديرها التنفيذي، عن أنه سيجعل السفر للفضاء أمرًا سهلاً، وكذلك عمل إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركتي تيسلا وإكس سبيس، على تصنيع سيارات كهربائية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فإن تعليم الآلات كيف تفكر سيجعلها غبية مثل البشر بالضبط، ولا يمكن تقبل فكرة أنها ستحل محل البشر، وأنها ستجردهم من وظائفهم.
دعونا نقص عليكم حكاية للتأكد من ذلك، كان هناك عُطل ما في موقع تأمين طبي، وكان أحد المرضى في حاجة إلى طباعة بعض الأوراق الثبوتية، لذلك اتصل ببيتي، المساعدة الإلكترونية في برنامج الدردشة التابع لخدمة العملاء، وكانت صورتها المصغرة تجعلها تبدو ودودة ولطيفة وجميلة، إلا أنها مع الأسف كانت غبية كأي آلة أخرى.
مُساعدة افتراضية
في البداية عرفت بيتي المريض بنفسها على أنها مساعدته الافتراضية، وطلبت منه تسجيل الدخول على الموقع أو تأسيس حساب للحصول على المعلومات التي يريدها.
أخبرها المريض أنه يعاني من مشكلة تقنية، لأن هناك عُطلا ما في الموقع يمنعه من طباعة ورق يحتاجه، حاولت بيتي مساعدته ولكن الأمر لم يفلح أبدًا.
وأكدت بيتي أنها ستساعده وستجيب على الأسئلة التي يطرحها، وقدمت له بعض التعليمات ودعته إلى اتباعها.
أخبرها المريض أنه لا يستطيع تسجيل الدخول على الموقع، فأجابته بنفس الجملة قالت له إنها ستساعده على فعل ذلك، وطلبت منه النقر على رابط إلكتروني إذا كان قد نسي المعلومات التي تساعده على تسجيل الدخول.
روبوت لمساعدة العملاء
ومع تكرار فشل الأمر، أخبرت بيتي المريض بأن يحاول تسجيل الدخول على الموقع في وقت لاحق، فأجابها المريض قائلاً: "أنتِ بالتأكيد جهاز إلكتروني، مُخصص للإجابة على استفسارات العملاء". ولكنها لم تفهم ما يقوله.
فسألها: "هل أنت إنسان أم كمبيوتر؟ هل بإمكانك التحدث بالإنجليزية؟"، فقالت له: "أنا لا أتحدث سوى اللغة الإنجليزية، من فضلك اطرح السؤال".
أجهزة ليست مرنة
لم تستطع بيتي فهم بعض الأسئلة والتعليقات التي لا توجد في إعدادتها، ولم تستطع حتى فهم الدعابات، وطلبت منه أن يطرح عليها سؤالا موضوعا أو أمرا مُحددا.
في نهاية المكالمة قالت له بيتي: "مع السلامة.. أشكرك على مرورك، وأتمنى أن أكون قد ساعدتك، وسأكون هنا دائمًا لمساعدتك والإجابة على أسئلتك واستفساراتك".
كانت هذه نهاية المحادثة، ما يدعونا جميعًا لنتساءل هل بهذه الطريقة ستدير الروبوتات والماكينات مستقبلنا؟ هل تريد أن يقود أحدهم سيارتك؟ أو يدير منزلك؟، إذا فكرت في الأمر ستجد أن الإجابة هي لا، لأن هذه الأجهزة والماكينات ليست بالذكاء الذي نتوقعه، وربما كلما علمناها كيف تبدو ذكية وكيف تتعامل بمرونة ازداد غباؤها.