كيف ساهمت القطط في احتلال الفرس لمصر قديما؟
كما هو معروف لدينا جميعا أن الحضارة المصرية القديمة هي واحدة من أقدم وأعرق الحضارات في التاريخ، وما لا يعلمه كثيرون هو أن المصريين القدماء كانوا يقدسون أنواعا معينة من الحيوانات، حتى إن بعضها كان عبارة عن آلهة بالنسبة لهم، وأكبر دليل على ذلك الرسومات التي لا زالت قائمة إلى اليوم على جدرانهم، أو في مقابر خاصة بالحيوانات، حيث كانوا يقيمون مراسم خاصة عند موت أحدها كما كانوا يقومون بتحنيطها.
ومن أكثر الحيوانات التي كان يقدسها المصريون القدماء هي القطط وكانوا يطلقون عليها اسم باستيت Bastet، أي آلهة الحنان لهذا فإن قتل قطة بالنسبة لهم يعتبر جرما يعاقب عليه قانونهم وقد يصل إلى حد قتل الشخص قاتل القطة.
ولكن الأمر الصادم في ذلك هو أن المصريين القدماء كانوا إذا ماتت قطة يعتبرن موتها كموت الزوجة أو أحد أفراد العائلة، لذلك فالأسرة كلها كانت تقوم بالحداد على موت هذه القطة، والحداد كان عند الفراعنة هو أن يقوم جميع أفراد الأسرة بحلق حواجبهم.
ولكن هذه القطط كانت يوما ما سببا في احتلال الفرس لجمهورية مصر من خلال حيلة ذكية قام بابتكارها الملك الفارسي قمبيز الثاني في معركة الفرما Pelusium، حيث كان يعلم تماما مدى تقديس المصريين للقطط وأنهم لا يستطيعون قتلها باعتبارها آلهة لهم، لذلك قام بحيلة جنونية باستخدام القطط كدروع تمشي أمام جنوده المشاة عندما أرادوا اقتحام مصر، وفي هذه الحالة لم يستطع الجنود المصريون قتل القطط التي يختبئ وراءها الجنود الفرس مما ساهم في تقدمهم بشكل كبير وفي النهاية قدرتهم على احتلال مصر.
والسبب الرئيسي في عدم قتل الجنود المصريين للقطط هو أنهم يعتقدون بأن ارواحهم لن تكون في سلام بل إنها ستعاني من العذاب إلى ما لا نهاية.