ماذا تعرف عن «العلاقة المتعددة الوجوه» وفوائدها
عندما ننظر إلى دائرة وشبكة معارفنا فإننا غالبًا ما نجد أنفسنا نصنّف الأشخاص في قوائم مُحددة ونضعهم في درجات معينة، هناك أصدقاؤنا وزملاؤنا في العمل، والأشخاص الذين نتفاعل معهم لارتباطنا معًا بأنشطة مشتركة، ولكن في الواقع فإن شبكة معارفنا أكثر تعقيدًا مما نعتقد كما أن له تأثيرًا كبيرًا على حياتنا الشخصية والمهنية.
ويوجد ظاهرة يُطلق عليها العلماء "العلاقة المُتعددة الوجوه"، وهي تلك العلاقة التي تحدث عندما يجمع بين شخصين أكثر من نوع واحد من العلاقات، ووجد الباحثون أن هذه الظاهرة تزيد الصلة بين الأشخاص.
فوائد العلاقات المتعددة الوجوه
لذلك بينما نقوم نحن بحصر الأشخاص الذين نعرفهم في قائمتين فقط هما قائمة زملاء العمل والأصدقاء، فإن شبكتنا الاجتماعية الحقيقية لا تعمل بهذه الطريقة، ووجد علماء الاجتماع أن العلاقات المتعددة الوجوه بين الأشخاص تزيد من الثقة بينهم، لأن هناك الكثير من الفرص والمواقف التي تحدث بينهم ويستطيعون اثبات ولائهم وصدقهم فيها.
كما أن هذا النوع من العلاقات يزيد من احتمالات مشاركة الأفكار والمعلومات الجديدة، ما يجعل هؤلاء الذين يتمتعون بالعلاقات المتعددة الوجوه قادرون على الحصول على موارد أكبر، وجمع معلومات مؤكدة وموثوق فيها، ما يؤثر بشكل جيد على حياتهم المهنية والشخصية على حد السواء.
سلاح ذو حدين
ولكن هل من المفيد أن تؤسس علاقات متعددة الأوجه مع زملائك في العمل؟ وجد الباحثون أن تطوير العلاقات داخل الشركات سلاح ذو حدين فهو مفيد وضار للأداء في الوقت نفسه.
كما وجدت إحدى الدراسات أن الموظفين الذين يعملون مع زملاء أصبحوا أصدقاءهم يحفزهم ويحسن أداءهم، إلا أن الأمر له أضراره أيضًا خاصة أنه يزيد من ارتفاع معدل التوتر والإرهاق العاطفي بين الموظفين، لاسيما أنهم قد يضغطون على أنفسهم أو يضطرون إلى تجاوز أمور لا يمكن التغاضي عنها حتى لا يؤثر الأمر على علاقتهم بأصدقائهم.
فيما خلصت دراسات أخرى إلى أن العمل مع أصدقائك قد يكون له أضرار أكثر من الإيجابيات، وخضع لهذه الدراسة موظفين في عدة شركات وصناعات مختلفة.
وأرجعت الدراسة نتائجها إلى أن في أغلب الأوقات فإن العمل مع الأصدقاء قد يكون أكثر استنزافًا من الناحية العاطفية، ولكنه في الوقت نفسه قد يجعلهم أكثر إنتاجية.
فوائد العلاقات المتعددة الوجوه للشركات
حسنًا، والآن ننتقل من الأشخاص إلى الشركات والمؤسسات، فما تأثير العلاقات المتعددة الوجوه عليها؟ للإجابة على هذا السؤال أجرى مجموعة من الباحثين دراسة خضع لها موظفون في شركات إلكترونيات وخدمات هندسة وخدمات مالية في هولندا، لمعرفة تأثير هذه العلاقة على أداء الموظفين ومشاركتهم للمعلومات فيما بينهم، وحجم التعاون بينهم.
وخلصت الدراسة إلى أن عمل الأصدقاء في مكان واحد يخدم مصالح المؤسسات ويساعدها على تحقيق النجاح، لأن الثقة بين الموظفين كبيرة كما أنهم يعملون في جو يسوده الانسجام والألفة.
كيف تتطور علاقتك بزملائك في العمل؟
وإذا كنت تفكر في تحسين علاقاتك بزملائك في العمل، فإليك مجموعة من الخطوات التي قد تساعدك على فعل ذلك:
1-اكتب قائمة تضم أسماء 3 من زملائك الذين يقومون بعمل لا تعرف عنه الكثير.
2-التقِ بهم في الـ30 يومًا المقبلة، لشرب كوب من القهوة أو تناول الطعام أو القيام بنزهة، واطرح عليهم بعض الأسئلة عن عملهم، ولكن تذكر أنك لا تبحث عن شيء محدد ولا تحاول استغلالهم لكنك تسعى إلى تعزيز علاقتك بهم، والاستفادة من خبراتهم.
3-اكتب قائمة تضم أسماء 3 من زملائك في العمل الذين لا تعرفهم جيدًا.
4-التقِ بكل منهم في الـ30 يومًا المُقبلة، حاول التعرف عليهم وإذا شعرت أنهم لا يريدون الكشف عن بعض الأمور في جوانب شخصيتهم، فهذا طبيعي ولا يوجد به مشاكل، ولكن أكد لهم في الوقت نفسه أنك فعلاً تريد تكوين علاقات جديدة.