ليس لدينا أي فكرة عن كيفية تأثير الروبوتات والأتمتة على الوظائف
شكلت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة مؤخراً لجنة للتحقيق في تأثير التكنولوجيا على الوظائف.
في ورقة من 184 صفحة، قال 13 خبيرا في الاقتصاد وعلوم الكمبيوتر، أنه ليس لديهم بيانات كافية لتحديد بالضبط كيف يؤثر التشغيل الآلي، والروبوتات، والابتكارات مثل الاقتصاد حسب الطلب على التوظيف.
وكتب الباحثون أنه "على الرغم من القرائن النادرة التي تشير إلى أن هناك تغييرات كبيرة جارية، إلا أنه من المستغرب أن تكون هناك بيانات قليلة للمساعدة في تحديد الحكايات التي تتوافق مع اتجاهات واسعة على مستوى البلاد أو على مستوى الاقتصاد ككل".
هل يمكن للبيانات أن تنقذ العالم؟ إليك رأي الخبراء في مجال البيانات الضخمة
المخاوف من أن الأتمتة والروبوتات ستؤدي إلى انتشار البطالة كانت حية وحيوية لعدة عقود، لكن البعض يجادل بأن مثل هذه المخاوف اليوم أصبحت حادة.
ومن بين المقترحات التي تهدف إلى تخفيف خطر التكنولوجيا، فرض الضرائب على الروبوتات إذا ما أخذوا على عاتقهم دفع أجور مضمونة للجميع بغض النظر عما إذا كانوا يعملون، أو محاولة وقف اعتماد الآلات التي تأكل الوظائف البشرية.
في حين أنه من الواضح أن الوظائف الموجودة في قطاعات متعددة مثل الطيران وقطاع الأسهم والسندات على سبيل المثال لا الحصر، قد تقلصت إلى حد كبير بسبب التكنولوجيا، إلا أن هناك القليل من المحاسبة عن التأثير الكلي للتكنولوجيا على الوضع الوظيفي في هذه القطاعات.
ووجدت دراسة حديثة قام بها الاقتصاديون دارون أسيموغلو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و باسكوال ريستريبو من جامعة بوسطن أن كل روبوت إضافي يقلص بالفعل من العمالة البشرية وهذا من ثلاثة إلى ستة عمال.
لكن الدراسة تناولت فقط الوظائف التي حلت محلها الروبوتات الصناعية، مما يترك على سبيل المثال حادثة استبدال 600 متداول استخدموا Goldman Sachs بحوالي 200 برنامج كمبيوتر.
في حين يقدر الباحثون التأثير المستقبلي للتكنولوجيا في جميع المجالات، قال هؤلاء إن ما يصل إلى 47٪ من الوظائف في الولايات المتحدة معرضة لخطر التنفيذ التلقائي، وخلص آخرون إلى أن مجرد 9٪ من جميع الوظائف معرضة لخطر الإستيلاء عليها من الروبوتات والبرامج والتطبيقات.
كانت هناك محاولة صغيرة، لتحديد عدد الوظائف التي تم إنشاؤها أو التي يمكن إنشاؤها بواسطة التقنيات الجديدة.
كيف تحقق المتاجر نتائج افضل في المنطقة باستخدام إعلانات TrueView على يوتيوب
من أجل فهم تأثير التكنولوجيا على الوظائف بشكل أفضل وكيفية توجيه التعليم والتدريب على مهارات الوظائف أوصت لجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بإعداد استراتيجية موحدة لفهم قدرات التكنولوجيا وكيفية تغييرها، وهو "مؤشر تقدم التكنولوجيا".
وبالمقارنة مع مؤشر أسعار المستهلك، سوف يقوم هذا المؤشر بتتبع الحالة الراهنة للتكنولوجيا وتأثيرها على الاقتصاد والقوة العاملة، وحجم التقدم في تكاليف وسرعات تخزين البيانات والتعرف على الكلام، ومعايير رؤية الكمبيوتر، والتقدم في الأجهزة الحاسوبية.
وكتبت اللجنة أن مؤشرًا آخر قد يتتبع كيفية تبني الشركات للتكنولوجيات الجديدة وحيث يظهر نقص اليد العاملة وعدم التطابق في المهارات.
وبدون بيانات أفضل عن التكنولوجيا وتأثيرها على الوظائف، لن يخرج الخبراء باقتراح حلول لمشكلة لا يمكنهم وصفها بدقة.
لهذا تأتي هذه الجهود لتوفر لنا بالأرقام والبيانات الصحيحة كيفية تأثير الروبوتات والأتمتة على الوظائف، هل هو تأثير سلبي أم ايجابي أم محايد إلى الآن.
هذا يعني لنا أنه حاليا لا توجد فكرة واضحة عن التأثير لهذه التقنيات على العمالة والموظفين وحالة التوظيف حول العالم، كما أن التوقعات الخاصة بتأثير الروبوتات على الوظائف لا تبدو دقيقة إلى الآن وما هي إلا مجرد تقديرات مبنية على طرق حساب غير دقيقة.
وفي انتظار التعرف على هذا التأثير ستستمر التقارير التي تحذر من الروبوتات والأتمتة بشكل عام، فيما أخرى ستواصل التأكيد على أن التقنيات الجديدة تفتح الباب للمزيد من الموظفين وأنها لن تؤثر على كافة التخصصات.