معلومات لا تعرفها عن محطة الفضاء الدولية
تعد محطة الفضاء الدولية التي احتفلت مؤخرًا بعامها الـ20 تجربة إنسانية فريدة من نوعها تجسد أرقى مستويات التعاون الدولي حيث تم إنشاؤها في إطار مشروع روسيأمريكي مشترك، وبتمويل في إطار مشروع مشترك بقيادة روسيا والولايات المتحدة وتمويل كل من كندا واليابان و10 دول أوربية بتكلفة مالية بلغت 100 مليار يورو.
تعاون مشترك
وقد بدأت المحطة التي تم إنشاؤها في 20 نوفمبر 1998، عندما عملت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" على مشروع لبناء خليفة لمحطتي "مير" و"سكيلاب" فأطلقت وحدة "زاريا" الخاصة بها من قاعدة بايكونور في كازاخستان وبعد أسبوعين، حذت وكالة ناسا حذوها بإرسال الجزء الخاص بها "Unity"، وانضم الثنائي إلى مدار أرضي منخفض، وبدأت جهود البناء التي استمرت 13 سنة، والتي أتاحت لنا مشاهدة قمر اصطناعي شاسع، يعمل بمثابة مرصد ومختبر، يمكن للبشر من خلاله تقديم فهم أوسع لعالمنا وما يتجاوزه.
وتعتبر البدايات الفعلية للمشروع في المدة ما بين 1960 و1970 من طرف وكالة الفضاء الأمريكية وقام الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان بالإعلان الرسمي عن هذا المشروع الفضائي في العام 1983. وتأخر تجسيد هذا المشروع بسبب المشاكل المالية والخلافات الدولية قبل إعادة بعثه من جديد في سبتمبر 1993.
الجسم الأغلى على الإطلاق
وكان مخططا عند إنشائها لعمر المحطة بخمسة عشر عاما، لكنها مازالت تعمل بفضل التعاون الجاد لأكثر من ست عشرة دولة شاركت في بنائها، وهي روسيا والولايات المتحدة وبلجيكا والبرازيل، وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا، وأيضا إيطاليا واليابان وهولندا والنرويج، بالإضافة إلى إسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة.
وتدور المحطة التي تعد المحطة الجسم الأغلى على الإطلاق بما يقدر بـ93.4 مليار جنيه إسترليني على ارتفاع 390 كم عن سطح الأرض، بسرعة تبلغ 28 ألف كم/ساعة، ويبلغ طولها حاليًا حوالي 108 مترًا، بينما تزن المحطة 419725 كيلوغراما، بما في ذلك وزن المركبات الفضائية، والتي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 6 أشخاص في وقت واحد.
أهداف المحطة ومهماتها
وتتلخص مهمة المحطة في تدريبي وتحضير رواد الفضاء والعلماء لقضاء أوقات طويلة في الفضاء خارج منطقة الجاذبية الأرضية. تحتوي هذه القاعدة الفضائية المتطورة أربعة مختبرات مجهزة بأحدث المعدات لإجراء بحوث واسعة النطاق في مجالات مختلفة.
ومنذ إنشائها نجحت محطة الفضاء الدولية في استقبال حوالي 136 رحلة فضائية، بواسطة 7 أنواع مختلفة من الصواريخ، لإيصال الوحدات إلى المهندسين، وقد تم تسليم الوحدات الكبيرة في 42 رحلة تجميع، 37 منها على متن المكوكات الأمريكية، وخمسة على متن صواريخ بروتون الروسية وسويوز.