ليس مفيدًا ولا صحيًا دائمًا.. 3 آثار سلبية للاعتذار على شركتك
تربينا منذ صغرنا على ضرورة الاعتذار عند اقتراف خطأ ما، وطالما تحدث معنا أبوينا ومعلمينا ومدربينا ومن يكبرونا سنًا عن أهمية الاعتذار وقول "أنا أسف" لهؤلاء الذين نجرح مشاعرهم سواء كان عن قصد أو غير قصد، إلا أن كل هؤلاء لم يعلمونا أن الاعتذار قد يكون مضرًا في بعض الأوقات، وربما يؤذينا ويؤذي من حولنا.
خلصت دراسات أُجريت على مدار السنوات الأخيرة الماضية، أن الاعتذار قد يكون مؤذيًا في بعض الأوقات، خاصة إذا كثر استخدامه، أو إذا لجأ إليه الأشخاص للدفاع عن أنفسهم بعض قولهم أشياء مسيئة أو تصرفهم بطريقة عدوانية كما يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يلجأ إلى الاعتذار بعد أن يواجه الانتقادات على بعض التغريدات التي يعتبرها البعض مسيئة.
ونحن الآن نعيش في بيئة تعتمد على مبدأ الضرب ثم الاعتذار، وساعدت تطبيقات التواصل الاجتماعي على تعزيز هذا الأمر، فبات مستخدمو هذه التطبيقات يكتبون التعليقات المسيئة والانتقادات اللاذعة من ثم يعتذرون هكذا بسهولة شديدة، ما يفقد الأمر قيمته، ويجعل كلمة "آسف" غير مجدية تمامًا.
النجاح ليس بالجسد.. كيف خرج هؤلاء من دوامة الإعاقة إلى قهر المستحيل؟
وإذا انتقلنا إلى عالم المال والأعمال سنجد أن الاعتذار أمر غير فعال، وقد يكون ضارًا جدًا ومؤذيًا إلى أقصى درجة في بعض الأحيان، فغالبًا ما تكون الاعتذارات ذات تأثير عكسي، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون رصيدًا كافيًا لدى الآخرين، وإذا كانوا غاضبين وانتقاميين ومتغطرسين دائمًا.
والاعتذار الدائم والمستمر قد يكون له تأثيرًا سلبيًا على عملك، وسيؤثر على مكانتك في السوق ومظهرك أمام منافسيك وعملائك. وفيما يلي نستعرض الآثار السلبية الثلاثة للاعتذار الدائم على عملك:
تضر علاقاتك بالعملاء
تقديم الاعتذار بشكل دائم ومتواصل يقلل من مصداقيتك، ويعطي العميل قوة إضافية ويجعله يتفوق عليك، فتصبح علاقتك به ضارة جدًا ومؤذية، لأن العلاقة الجيدة يجب أن تتسم بعدة أمور أهمها المساواة والاحترام المتبادل، ولا يجب أن يكون أحد الأطرف مهيمن على الطرف الآخر.
تناقص قدر الشركة
كلما اعتذرت الشركات كلما قلت وانخفضت قيمتها، لأن العملاء لا يهتمون كثيرًا بهذه الاعتذارات كل ما يشغل بالهم هو انقضاء مصالحهم دون تأخير، وهذا ما أثبتته الاستطلاعات والاستبيانات التي أجريت في الفترات الأخيرة.
وأكد الخاضعون لهذه الاستطلاعات أن مكانة الشركات والمؤسسات تتناقص لديهم بعد تقديمها للاعتذار أكثر من مرة.
الاعتذار باهظ الثمن
في اللحظة التي تعترف فيها بالخطأ سواء كان مُبررًا أم غير ذلك، فأنت ستتيح فرصة للعميل بطلب تعويض أو العمل على تحقيق أرباح.
وعوضًا عن الاعتذار ربما عليك أن تُعرب عن قلقك إزاء هذه المشكلة، وتؤكد أنه جاري العمل على اصلاحها، أكد على تعاطفك مع عملائك دون الاعتراف بالخطأ.
ولا يعني ذلك أن الاعتذار غير ضروري، أو أنه لا يوجد بعض المواقف التي يتوجب عليك تقديم الاعتذار فيها، فعندما تقترف أخطاء عليك الاعتذار والعمل على اصلاحها، ولكن من الضروري ألا تسرف في الأمر حتى لا يفقد قيمته.