هل تريد اتخاذ قرارات جيدة؟.. إذا غص في أعماق ماضيك
معظم القرارات التي نتخذها تتم داخل منطقة اللاوعي، ما يجعلنا غير مدركين لها تمامًا، وهذه الخيارات الأساسية والثانوية قد يؤثر عليها معتقداتنا الخاطئة وذكريات ماضينا، وهذا هو السبب الحقيقي الذي يجعلنا نكرر نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا، ولا نعرف كيف نخرج من هذه الحلقة.
وربما نكون مررنا بنفس الموقف أو رأينا أشخاصًا آخرين عالقين في نفس المكان، وغالبًا ما ينتهى بنا جميعًا المطاف ونحن نعمل في الشركات الخاطئة، أو نختار شركاء أعمال سيئين، أو استخدام منتجات سيئة، أو نضع قائمة بالأولويات الخاطئة، أو نتورط في علاقات مؤذية، أو نضع جداول زمنية تزيد من شعورنا بالإرهاق والضغوط عوضًا عن مساعدتنا على الانتهاء من العمل في أوقات أقصر وبطرق أيسر.
ونحن نتردد غالبًا في العودة إلى ماضينا، لأن العودة إلى الوراء لمعرفة الأسباب التي دفعتنا لاتخاذ قرارات خاطئة قد يكون أمرًا صعبًا ومخيفًا، وقد يصيبنا بالإحباط والضيق الشديد، ولكن من الضروري أن تعرف أنك إذا لم تفعل ذلك وإذا لم تتخلص من الأنماط السيئة في حياتك فلن تقدر على اتخاذ قرارات أفضل، وستستمر في الابتعاد عن هدفك الحقيقي.
رحيل مُبتكر سبايدر مان.. إبداعات "ستان لي" أسطورة الأبطال الخارقين
فوائد التفكير في الماضي
والتفكير في الماضي والتعلم من الأخطاء من أهم السمات التي يتحلى بها القادة الناجحون، فهم قادرون على تحديد القرارات التي يتخذونها دون وعي والتي تقودهم إلى نتائج غير صحية، ما يساعدهم على رؤية الأمور بشكل أوضح.
غص في أعماق ماضيك وحدد الأوقات والمناسبات والظروف التي جعلتك تتخذ قرارات خاطئة أثرت عليك وجعلتك تسير في طريق آخر، وسيساعدك هذا على بلوغ مستوى جديد من إدراك الذات يمكنك من تغيير مسار حياتك. وحتى تجعل الأمر فعالا عليك أن تقوم به بطريقة بسيطة، لذا من الضروري أن تركز على تغيير نمط محدد في كل مرة تتخذ فيها أي قرار، ولا تعمل على تغيير المنظومة التي تتخذ من خلالها القرارات، لأن ذلك سيكون صعبًا ومرهقًا.
ومن الضروري أن تحدد أولوياتك وتعمل على تغيير النمط الذي لا تشعر بالرضا عنه، ولمساعدتك على ذلك اسأل نفسك لماذا تختار هذه الاستراتيجية، أو الشركة، أو الوظيفة، أو المنتج، أو الشريك التجاري، واطرح عليها الأسئلة التالية لمساعدتك على اتخاذ القرارات الصحيحة:
- هل تتخذ هذه القرارات بدافع الحزن؟ هل أنت دائمًا ما تنتظر حتى تكون في حالة مزاجية حزينة حتى تتخذ قرارًا بالبحث عن وظيفة جديدة أو توظيف موظف جديد؟
- هل تقرر اتباع استراتيجية معينة أو القيام بشيء بدافع الخوف؟
- هل تتخذ هذه القرارات من منطلق الحفاظ على صورتك الذهنية لدى البعض أو الحفاظ على سمعتك؟
- أو لكي تُثبت نفسك لأحدهم؟ هل شعرت أنك في حاجة إلى إثبات نفسك لشخص آخر كوالديك أو أصدقائك أو متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
- حتى تشعر بالأمان أو الراحة لأنها استراتيجية أو وظيفة أو أصدقاء مريحين ومألوفين؟
- هل تتخذ هذا القرار لأنك تثق في الآخرين ثقة عمياء؟
- هل تتخذ قرارات متسرعة عقب حدوث موقف سيء؟
-هل تتخذ قرارات غير منطقية لأنك تشعر بالحماس أو التفاؤل إزاء أمر ما؟
-هل تميل إلى اتخاذ القرارات دون استشارة أحد؟
النجاح ليس بالجسد.. كيف خرج هؤلاء من دوامة الإعاقة إلى قهر المستحيل؟
في كل الأحوال اعلم أن القرارات التي تتخذها ليست لصالحك، وتأكد من أنك ترتكب خطأ كبير بحق نفسك، لذا عليك أن تتأنى وتنتظر حتى تكون في حالة ذهنية أفضل، ما يمكنك من رؤية الأمور بوضوح والتعامل معها بطريقة سوية.
وهذا المستوى الجديد من إدراك الذات سيساعد علىك على استعادة السيطرة على حياتك من خلال تحديد الأنماط غير الفعالة التي تستخدمها وتجعلك تتخذ قرارات خاطئة تؤثر عليك.
لا عيب أبدًا في الرجوع خطوات إلى الوراء لمعرفة أسباب اتخاذك لهذا القرار، ومن ثم اتخاذ قرارًا جديدًا بناء على معايير مختلفة.
وكلما زاد وعيك وادراكك للأسباب التي دفعتك للقيام ببعض الأمور أو اتخاذ بعض القرارات في الماضي، كلما أصبحت قادرًا على تفادي ارتكاب نفس الأخطاء في الحاضر والمستقبل.