كيف تتعامل مع الموظفين المصابين بأمراض نفسية أو عقلية؟
أي مكان عمل لائق ومحترم يريد التعامل مع المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية الخاصة بموظفيه برفق وفعالية، سواء كان ذلك من باب الرحمة أو من أجل تحقيق مصلحة ذاتية.
ويوجد شخص واحد من بين أربعة أشخاص يعانون من اضطراب عقلي في مرحلة ما في حياتهم، وفي حالة عدم حصولهم على الرعاية المناسبة فإن المرض قد يؤثر بشكل واضح على إنتاجية العمل.
وفي مرحلة ما، سيكون من الواضح كيفية التعامل مع الصحة العقلية في محل العمل، عليك أن تكون داعمًا، وأن تتعامل مع الأمر بجدية، وتكون متواجد دائمًا.
ضع في اعتبارك الصراع الذي يعاني منه كل الأشخاص المعنيين، ومن الضروري أن يوازن القادة والمسؤولين بين الرعاية بالموظفين واحترام خصوصيتهم.
وفي بعض الأحيان، لا يكون لدى المديرين وسائل أو طرق لتحديد شدة المرض العقلي أو مستوى الدعم الذي يحتاجه الموظفين.
وفي السيناريوهات التالية نوضح كيف يمكن التعامل مع مرضى الصحة العقلية، وكيفية تقديم إرشادات للتعامل مع الموظفين:
سيناريو 1: عندما يكون الموظفون في حاجة إلى إجازة صحية قصيرة
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص تنهار ولا تتمكن من مواجهة المشاكل، مثل الطلاق، أو حالات الطوارئ والاضطراب الأسري، أو القلق والاكتئاب، وأحيانا التوتر والقلق دون أي سبب واضح.
تقول دينيز روسو، أستاذ السلوك التنظيمي والسياسة العامة في جامعة كارنيجي ميلون، إنه في هذه الحالة فإن الموظفين ليس عليهم اخبار المديرين بكافة التفاصيل المتعلقة بحالتهم النفسية.
وتتابع: "أحيانا يكون المريض في حاجة إلى الحصول على عطلة، وربما لا يكون من الضروري هنا أن يُخبر الموظف المدير بكافة التفاصيل، أحيانا عليه أن يقول له أنا في حاجة إلى عطلة لأسباب تتعلق بحالتي النفسية والعصبية".
أما بالنسبة للمديرين، فعليهم احترام هذه الحالة والموافقة على حصول الموظفين على إجازة، ولا يجب أن يطلبوا منهم العمل من المنزل أو الضغط عليهم للعودة إلى المكتب في أسرع وقت ممكن، لأن هذا الضغط العصبي والنفسي قد يتسبب في تدهور حالتهم وزيادة الوضع سوء.
بينها دولة عربية.. هذه الدول تضم أكبر عدد من المليارديرات في العالم (صور)
سيناريو 2 : عندما يحتاج الموظف إلى إجازة طويلة
يمكن أن تكون كافة حالات الأمراض النفسية أو العقلية ضارة بما يكفي للتأثير على الأشخاص على المدى الطويل، لذا في بعض الأحيان قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من المرض النفسي أو العقلي إلى إجازة أطول من المعتاد، قد تصل إلى شهر أو ربما تزيد عن ذلك.
وقد يحاول هؤلاء الأشخاص الذهاب إلى العمل والتظاهر بأنهم قادرين على القيام بمهامهم، وسيحاولون تجنب الوقوع في المشاكل، ولكنهم لن يكونوا فعالين أو مؤثرين.
السيناريو 3: عندما لا يطلب الموظفون المساعدة ولكنهم يكونوا في وضع سيء
سيغدو الأمر أكثر صعوبة عندما يرفض الشخص الذي يعاني من أمراض نفسية أو عصبية طلب المساعدة. إذا رأيت زميلًا لك يتصرف تصرفات غير طبيعية أو خارجة عن المألوف فلا تفترض تلقائيًا أنه يعاني من اضطراب عقلي، لأن السكتات الدماغية قد يكون لها تأثيرًا مشابهًا، فهي تجعل الأشخاص يبدون مشوشين ويتصرفون بطريقة غير طبيعية.
تنص القوانين في بعض المؤسسات على ضرورة تدخل المدير وإرسال الموظف إلى المسؤولين عن الموارد البشرية لمساعدته إذا كان يعاني من أزمة نفسية أو عقلية.
وتقول روسو إن المدير الجيد يعتني بالموظفين ويراعي حساسية الموقف الذي يواجهه، ويؤكد أنه من الطبيعي تمامًا أن يتحدث المدير الذي تجمعه علاقات جيدة وطيبة مع الموظف معه في المسائل الشخصية، وأن يحاول مساعدته على الخروج منها.
وتوضح روسو أن أول خطوات العلاج أو الدعم تتمثل في الحديث بشكل مباشر مع الموظف، ومعرفة ما إذا كان على وعي كامل بالمشكلة التي يعاني منها، والتأكد من قدرته على التعامل معها، وحلها.
ولكن إذا كانت المشكلة متعلقة بالمدير، فإذا كان المدير أو المسؤول عن الفريق هو الذي يعاني من الأزمات النفسية والعقلية، وتقول روسو: "عوضًا عن التحدث مع المدير فورًا، على الموظفين أن يراقبوا تصرفاته في سرية تامة، وإذا لاحظ أكثر من شخص أنه يتصرف بطريقة مختلفة، فعليهم طلب المساعدة".
منتدى "مسك العالمي" يناقش اقتصاد المستقبل وتحديات التعليم والتوظيف
سيناريو 4 : عندما يعود الموظف إلى العمل بعد انقضاء إجازة متعلقة بمرض نفسي أو عقلي
عندما يعود الموظف إلى العمل بعد انقضاء إجازة متعلقة بإصابته بأحد الأمراض النفسية أو العقلية، فإن الأمر يختلف من مكان إلى مكان، فهناك بعض الشركات التي تمنع الموظفين من التحدث عن الأمر تمامًا لحماية خصوصيتهم، وهذا ما تعتبره روسو أمر خاطئ. وتقول: "من الضروري تفقد أحوال هؤلاء الأشخاص ومعرفة ما إذا كانوا في حاجة إلى مساعدة بعد عودتهم من الإجازة".
تتابع: "يمكن أن يعود الناس للعمل جيدين وجاهزين وأكثر مرونة، وأحيانا يكونون غير مستعدين لاستئناف مهامهم ولكنهم يشعرون أنهم في حاجة إلى العمل، كما أنهم يكونوا في أمس الحاجة إلى شخص يدعمهم ويقف بجانبهم".
وتشدد روسو على ضرورة أن تحث موظفيك على طلب المساعدة والدعم إذا احتاجوا إلى ذلك، وسيكون من الرائع الترتيب لدردشة أسبوعية للمساعدة على علاج المشاكل.
وتقول إن الصحة النفسية في حاجة إلى إدارة مستمرة، ويمكن لمحل العمل لعب دورًا مهمًا في هذه علاج هذه الأمراض. وفي كل الأحوال، فإن العلاج سيكون أصعب إذا حصل الأشخاص على الدعم في المنزل، وتجاهلوا كل مشاكلهم في محل عملهم، خاصة وأننا نقضي قدرًا كبيرًا من أوقاتنا في العمل.