الفيسبوك والصحافة الإلكترونية.. دروس مهمة حول جذب الزيارات للمواقع الإخبارية
علاقة فيس بوك والصحفيين المحترفينعلاقة صداقة، لكن يشوبها الكثير من التوترات منها بداية التغيير في خوارزمية خلاصة الأخبار بداية هذا العام والتي أثرت سلبا على ظهور الروابط الإخبارية للمتابعين، إلى تلاعب الشركة بإحصائيات مشاهدات إعلانات الفيديو.
تجري لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية حاليًا استقصاءً للمنصة الرقمية للتحقيق في نوع منصات وسائل الإعلام الاجتماعية المؤثرة ومحركات البحث ومجمّعات المحتوى الأخرى في سوق الوسائط المحلية.
أما في المملكة المتحدة، تقوم Cairncross بتقييم قضايا مشابهة، وهي تبحث عن طرق للحفاظ على صحافة عالية الجودة في سوق متغيرة.
بالطبع هناك العديد من الدروس التي تعلمناها خلال الأشهر الأخيرة حول جلب الزيارات من فيس بوك لمواقع وسائل الإعلام.
-
الدرس الأول: المبالغة في المقاييس
كشف مقال نشر مؤخراً في The Atlantic عن رفع دعوى قضائية ضد موقع فيس بوك، لأنه يزعم أنه بالغ في تقدير إحصاءات الفيديو الخاصة به منذ سنوات، "وهو يبالغ في الوقت الذي يقضيه في مشاهدتها بنسبة تصل إلى 900٪".
ويؤكد المقال أن "مئات الصحفيين" فقدوا وظائفهم بعد أن أغوى فيس بوك شركات الأخبار على الاستثمار في الفيديو، ومع ذلك نفت الشركة الأمريكية هذه الادعاءات.
نشرت Spinoff، وهي شركة إعلامية رقمية أصلية في نيوزيلندا، قصة تحمل تحليلا مشابها لتأثير المنصة، قائلة إن إحصائيات الفيديو المزيفة على فيس بوك "حطمت الصحافة النيوزيلندية" لأنه عندما شجعت شركات الأخبار على الاستثمار في إنتاج الفيديو عبر الإنترنت لم تحصل على عائد مقابل ذلك الإستثمار.
هذا يعني لنا أنه علينا أن لا نتق في المقاييس والأرقام والإحصائيات التي تقدمها هذه المنصات، لأنها تبالغ وتتلاعب بالأرقام لصالحها.
-
الدرس الثاني: الاعتماد على حركة المرور أو الزيارات من مصدر واحد
أظهر تقرير حديث صادر عن مركز Tow للصحافة الرقمية أنه في الولايات المتحدة، تتمتع الشركات الإخبارية بتواجد كبير على فيس بوك، وجد التقرير أن حوالي 80٪ من المنافذ الإخبارية المحلية تستخدم النظام الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك ، توضح دراستان حديثتان كيف تعتمد شركات الأخبار على فيس بوك لزيادة عدد الزيارات وأظهرت بعض البحوث الخاصة بأربعة شركات نيوزيلندية أن 24٪ من زياراتهم جاءت من وسائل الإعلام الاجتماعية، ومعظمها جاء من فيس بوك، قادت الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث 47٪ من حركة الزيارات المواقع الإخبارية في نيوزيلندا.
تؤكد هذه الدراسات اعتماد شركات الأخبار على فيس بوك من حيث عدد الزيارات، على الرغم من أن مستوى التبعية يختلف بين وسائل الإعلام.
ووجدت الدراسة التي أجرتها رويترز أن التغييرات التي طرأت على خوارزمية فيس بوك في يناير كان لها تأثير شديد على بعض حركة مرور شركات الأخبار، ومع ذلك اختلفت حدة التأثير بين وسائل الإعلام على سبيل المثال، شهد صحيفة "لوموند" انخفاضًا في التفاعلات بنسبة الثلث تقريبًا، إلا أن هذه النسبة ازدادت بالنسبة لصحيفة "التايمز".
لا يجب الاعتماد على مصدر واحد للزيارات، خصوصا فيس بوك الذي لا يملك معايير واضحة في كيفية إظهار القصص للمتابعين والذي قلل من أهمية منشورات الروابط الإخبارية.
في نيوزيلندا، عانت The Spinoff من انخفاض كبير في عدد الزيارات بعد تعديل خوارزمية فيس بوك، انخفض عدد الزيارات من النظام الأساسي من 50٪ إلى 30٪، لقد شهدنا انخفاضات مماثلة في الأسواق الأخرى بما فيها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
-
الدرس الثالث: لا تفعل ذلك من أجل المال
حتى إذا قررت شركات الأخبار التخلي عن فيس بوك كمصدر للزيارات وبالتالي العائدات، فإن احدث الابحاث تؤكد أن ذلك لن يؤثر على العائدات، والسبب هو أن صناعة الأخبار لا تحقق عائدات من زيارات فيس بوك.
السبب في استمرار شركات الأخبار في توزيع محتواها على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية هو أنها تحظى بالاهتمام، تعتقد شركات الأخبار أنها قادرة على تحويل هذا الاهتمام إلى المال، ولكن دون نجاح يذكر حتى الآن.
ومع ذلك، أفاد بعض ناشري الأخبار أنهم قد اكتسبوا اشتراكات رقمية من المنصات، وتشير دراسة رويترز إلى أن موقع فيس بوك يقدم مشاركة الجمهور لشركات الأخبار التي تعتبر "أكثر فعالية من حيث التكلفة في قيادة مبيعات الاشتراكات الرقمية".
لا يدفع فيس بوك أي دولارات لشركات الاخبار والمواقع الصحفية وهي تربح فقط من الإعلانات و الإشتراكات المدفوعة على مواقعها، بينما بعض المبادرات من فيس بوك لمشاركة الأرباح مع الناشرين من خلال التوزيع المباشر للأخبار على المنصة الاجتماعية لم يعط بعد أي نتائج مشجعة.