سوق حباشة التاريخي شاهد عيان على عصر الجاهلية وصدر الإسلام
يعد سوق حباشة التاريخي أحد أقدم أسواق العرب المشهورة والذي أنشئ أيام الجاهلية واستمر إلى ما بعد بعثة الرسول سنة ١٩٨هـ، حيث تاجر فيه صلى الله عليه وسلم حينما استأجرته السيدة خديجة رضي الله عنها .
رحلة الهولوغرام.. تطبيق إلكتروني لتعزيز تجربة السياحة والتراث في السعودية
سبب التسمية
يقع سوق حباشة ويشتهر باسم سوق أحد على جنبات وادي قنونا في محافظة بارق بمنطقة عسير، وأبرز ما يمّيز وادي قنونا كثرة النخيل المنتشرة فيه وأشجاره وارفة الضلال ومياهه المتدفقة وطبيعته الخلابة التي تسر الناظرين.
وقد سمي بحباشة لأنه كان يضم أخلاطاً شتى ممن كانوا يقصدونها قديماً من مختلف القبائل للمتاجرة أو التقاضي وفض النزاعات. وتشير كلمة حباشة في اللغة إلى الجمعة من الناس الذين ليسوا من قبيلة واحدة.
تعرف على الوجهات السياحية الأكثر شعبية في 2019
موقع استراتيجي
وطالما اشتهر السوق بموقعه على أهم طرق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة ثم الشام، سواء كان ذلك في الجاهلية أو في الإسلام، وقد كان كباقي أسواق العرب محطة تجارية مهمة، ومكانا آمنا تستقر فيه القوافل التجارية.
ونظرا لوقوع بين مواضع معدن عشم شمالاً وموضع جبال ثميدة، مكان الكحل الإثمدي المشهور في الجزيرة العربية، فقد عرف سوق حباشة بتجارة الذهب والرصاص والكحل الاثمدي، كما كانت الحبوب والتمر والجلود أيضًا من أبرز أنشطة السوق التجارية، لكون الوادي اشتهر بكثرة نخيله وحبوبه.
قبيل صدور الموسم الثامن.. أيرلندا الشمالية تقدّم لعشاق "جيم أوف ثرونز" تجربةً لا تنسى
معالم أثرية
وقد ذكر صاحب معجم البلدان في معرض نصه عن حباشة ما يفيد بوصول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا السوق، حيث قال: "لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده، وليس له كثير من المال استأجرته خديجة على سوق حباشة، وهو سوق بتهامة، واستأجرت معه رجلاً من قريش".
وحتى اليوم لا يزال السوق يحتوي على بعض المعالم الأثرية الشاهدة على حقبة ومحطة تجارية عرفها العرب في الجاهلية والإسلام، كقبور المشركين التي تتجمع عليها أكوام الحصى والنقوش الأثرية على الحجارة وبقايا الرحى التي كانت تستخدم في طحن الذهب.