منذ عشرات السنين، وتذخر منطقة حائل السعودية، بصناعة راقية تتوارثها الأجيال، جيلًا وراء جيل، ولكن ما هي هذه الصناعة، وكيف يتقنها السعوديون؟، الأمر يتعلق بالمباخر المصنوعة يدويًا بالخشب، على درجة كبيرة من الإتقان والبراعة، فيستخدم السعوديون فن حفر التراث على المباخر، التى تشتهر بها المملكة خاصة في دور الضيافة منذ زمن بعيد، وذلك خلال تجمعاتهم التقليدية، حيث كانوا يحرصون على استخدام هذه المباخر الخشبية لتهيأة دور الضيافة.
وبحسب تقرير نشرته سكاي نيوز عربية، فإن هناك 5 عائلات كبيرة في المملكة، تحافظ على هذه الصناعة منذ عشرات السنين وحتي وقتنا هذا، مؤكدة أن هذه الصناعة خاصة تُعبر بالنسبة لملايين السعوديين عن الكرم وحُسن الضيافة.
ماذا قال ترامب عن الملك سلمان و ولي العهد في حديثه مع "واشنطن بوست"؟
وأوضحت القناة إن الخشب المستخدم في إنتاج المباخر الخشبية العريقة هذه، يتم اقتطاعه من شجر الطرفاء، والذى ينمو بكثرة في صحراء حائل، حيث يحول الصانعون فروع الشجر الجاف إلى مباخر بشكل مباشر، حيث يعمل الحرفيون الذين وصفتهم بالمهرة، على تزيين تلك المباخر.
ويحاول الحرفيون ايضًا تحويل هذه المجامر أو المداخن إلى اشكال مختلفة من المباخر، ويبدعون في تقديم عشرات الأشكال، التى يهواها سكان المملكة، وذلك بحسب أحد الحرفيين الماهرين، والذى يدعى خالد المطرود، الذى أكد أن هذه الصناعة يتعدى عمرها في منطقة حائل المائة عام، قائلًا: «تاريخ المبخرة في منطقة حائل يصل إلى 140 سنة».
وتحدثت القناة إلى العديد من المواطنين في المنطقة التى تشتهر بنصاعة المباخر، حيث قال أحد المواطنين الذي يدعي يوسف حبيب، أنه يقوم بتقديم الروائح المبهجة في مبخرته الخاصة الملونة، وذلك في المجلس الخاص به الذى يستقبل فيه الضيوف.
وبحسب ما يقوله المواطن السعودي، فإن: «المدخنة والعود من العادات والتقاليد اللي نفتخر بها كأساس لكرم الضيافة، نستقبل ونودع بها الضيوف، ونستخدمها بالأعياد والمناسبات».
ويضيف حبيب، أن عملية تزيين المبخرة الواحدة تستغرق ما بين ساعتين إلى 5 ساعات من العمل المتفاني، مؤكدًا أن سعرها يتراوح بين 50 ريال وألفي ريال، وذلك باختلاف جودة المبخرة.
وتختتم القناة تقريرها عن المباخر، مؤكدة أنه ورغم تعاقُب الأجيال في المملكة، وإدخال العديد من التطور والتجديد على المباخر التى يتم صناعتها في حائل، إلا أن هذا التراث لم يفارق أي منزل أو مجلس للسعوديين خاصة وأهل الخليج بشكل عام، وذلك كونه يرتبط بثقافة الكرم وحسن الضيافة.