ماذا قالت الدول العربية عن الأوامر الملكية الأخيرة؟
غالبًا ما يكون هناك ردود أفعال للدول العربية تجاه القضايا التى تشغل بال إحداها، وبالأخص إذا ما كانت المملكة العربية السعودية، لديها ما تقوم بمناقشته من قضايا وغيرها، ولعل الأمر يتعلق الآن بالأوامر الملكية التى أصدرها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، من إعفاءات ملكية أو أوامر خاصة بإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة في المملكة، وظهر الأمر جليًا في البيانات التى أصدرتها معظم الدول العربية للتعبير عن أشادتها بقرارات القيادة في المملكة.
حيث أشادت الإمارات العربية المتحدة بالقرارات التى أصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك من خلال ما صرح به الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، على قرارات الملك قائلًا: «نثني على ما أولاه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة في هذا الموضوع وهو ما تجسد في توجيهاته وقراراته بكل شفافية وعدل وبما يكفل المحاسبة القانونية العادلة، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية».
وأضاف آل نهيان أن المملكة العربية السعودية، ممثلة في قياداتها كانت ولا تزال دولة مؤسسات، تتعامل بحرفيه وتقوم على العدل والإنصاف دائمًا، مؤكدًا أن كافة القرارات التى أتخذها الملك سلمان، جاءت بعد التحقيق في القضية الخاصة بجمال خاشقجي، والتى تؤكد على هذه القيم والمبادئ الراسخة، بما يكفل التعامل بالقانون والعدالة.
ومن جانبها، أشادت دولة البحرين بالاهتمام الكبير والشديد الذى أولاه عاهل المملكة العربية السعودية، لإرساء أسس العدل والإنصاف، وكشف الحقائق بكل شفافية ونزاهة ووضوح، الأمر الذى تجسد في كافة التوجيهات الحكيمة والقرارات الحاسمة السديدة الفورية بشأن القضية المثارة حاليًا.
وقالت البحرين في بيان لها، إن المملكة كانت وسوف تبقي دولة العدالة والإنصاف، وتنصر القيم والمبادئ، التى تكفل تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، مُذكر بما لدى السعودية من مكانة في المنطقة والعالم، وما لديها من مقومات كبيرة لا يمكن إغفالها، وما لديها من إسهامات على المستوى العربي والعالمي فيما يخص إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتابعت المنامة حديثها عن المملكة، بالتأكيد على موقفها المتضامن مع المملكة، بخصوص كل ما تتخذه من إجراءات ومواقف حاسمة، وأكدت على رفضها التام لكل ما من شأنه المساس بأمن الرياض وسيادتها واستقرارها.
ومن جانبها، أكدت مصر على عقلانية وشجاعة القرارات والأوامر الملكية التى أتخذها الملك، حول قضية جمال خاشقجي، واصفة اياها بأنها «حاسمة وشجاعة».
وتابعت القاهرة، أن كافة القرارات التى اتخذتها الرياض في هذا الشأن نابعة عن التوجه المعهود عن المملكة نحو احترام مبادئ القانون، وتطبيق مبادئ الشفافية وروح العدالة والقانون.
هذا فيما قدمت مصر خالص التعازي لأسرة الصحفي الراحل خاشقجي، مُعربة عن ثقتها في الإجراءات القضائية التى تتخذها المملكة في هذا الشأن لحسم الأمور، حيث ثمنت الخارجية المصرية التحقيقات الأولية التى أعلنها النائب العام السعودي في المملكة.
وأعربت الخارجية المصرية في بيان عن تثمينها لنتائج التحقيقات الأولية في قضية خاشقجي، التي أصدرها النائب العام بالمملكة.
هذا فيما اسفرت جهود المملكة العربية السعودية، بأوامر من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى النائب العام السعودي، الشيخ سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب، للتحقيق في قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، انتهت بالتأكد من وفاة خاشقجي، في مشاجرة داخل السفارة السعودية في تركيا، وكشف النائب العام عن نتائج التحقيقات التى كان قد كلفه بإجراءها الملك سلمان.
وبحسب ما كشفه
اسفرت جهود المملكة العربية السعودية، بأوامر من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى النائب العام السعودي، الشيخ سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب، للتحقيق في قضية اختفاء الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، انتهت بالتأكد من وفاة خاشقجي، في مشاجرة داخل السفارة السعودية في تركيا، وكشف النائب العام عن نتائج التحقيقات التى كان قد كلفه بإجراءها الملك سلمان.
آخرهم أردوغان.. زعماء دول استسلموا للنوم خلال مؤتمرات رئاسية (فيديو)
وبحسب ما كشفه النائب العام السعودي، فإن الصحفي جمال خاشقجي، كان قد دخل في نقاش مع موظفي القنصلية السعودي باسطنبول، وتطور هذا النقاش مع الوقت إلى شجار واشتباك بالأيدي مما أسفر عنه وفاة خاشقجي، رحمه الله، وفي هذا الشأن قرر النائب العام استكمال التحقيقات مع المتورطين في هذا الأمر المؤسف، وعددهم 18 شخص وجميعهم من الجنسية السعودية، وذلك في إطار جهود النائب العام والمملكة للتوصل إلى الحقيقة تمهيدًا لإعلانها لمحاسبة المتورطين جميعهم بهذه القضية.
إعفاء أحمد عسيري من منصبه
وفي هذا الشأن أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مجموعة من الأوامر الملكية، كان على رأسها، اصدار أمرًا ملكيًا بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، وجاء نص الأمر الملكي كالأتي: «الرقم : أ / 34، التاريخ : 10 / 2 / 1440هـ، بعون الله تعالى، نحن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم ، الصادر بالأمر، الملكي رقم ( أ / 90 ) بتاريخ 27 / 8 / 1412 هـ، وبعد الاطلاع على نظام الوزراء ونواب الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 10 ) بتاريخ 18 / 3 / 1391 هـ، وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم ( أ / 191 ) بتاريخ 25 / 7 / 1438 هـ، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، أمرنا بما هو آت : أولاً : يعفى معالي الأستاذ / أحمد بن حسن بن محمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، ثانياً : يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
إعفاء سعود القحطاني من منصبه
وفي الإطار نفسه، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرًا ملكيًا آخرًا، بإعفاء سعود بن عبدالله القحطاني المستشار بالديوان الملكي من منصبه، وجاء نص الأمر الملكي كالأتي: «الرقم : أ / 36، التاريخ: 10 / 2 / 1440هـ، بعون الله تعالى، نحن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم ، الصادر بالأمر الملكي رقم ( أ / 90 ) بتاريخ 27 / 8 / 1412 هـ، وبعد الاطلاع على نظام الوزراء ونواب الوزراء وموظفي المرتبة الممتازة الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 10 ) بتاريخ 18 / 3 / 1391 هـ، وبعد الاطلاع على الأمر الملكي رقم ( أ / 36 ) بتاريخ 29 / 2 / 1437 هـ، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، أمرنا بما هو آت : أولاً : يعفى معالي الأستاذ / سعود بن عبدالله القحطاني المستشار بالديوان الملكي من منصبه، ثانياً : يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه، سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
إعفاء ضباط بالمخابرات
لم تنتهي الأمور بعد، حيث أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، اصدر أمرًا ملكيًا آخرًا بإنهاء خدمات عدد من الضباط بالاستخبارات العامة، وجاء نص الأمر الملكي كالأتي: «الرقم : أ / 35، التاريخ : 10 / 2 / 1440هـ، بعون الله تعالى، نحن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، والقائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، بعد الاطلاع على نظام خدمة الضباط، الصادر بالمرسوم الملكي رقم ( م / 43 ) بتاريخ 28 / 8 / 1393 هـ ، وتعديلاته، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، أمرنا بما هو آت:
لماذا يرفض ترامب خطط جوجل بتطوير نسخة من محرك البحث الخاص بها فى الصين؟
أولاً : تنهى خدمة الضباط التالية أسماؤهم: 1 ـ مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار / محمد بن صالح الرميح. 2 ـ مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء / عبدالله بن خليفة الشايع. 3 ـ مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء / رشاد بن حامد المحمادي .
ثانياً : على رئيس الاستخبارات العامة تنفيذ أمرنا هذا .
لجنة لإعادة هيكلة هيئة الاستخبارات
هذا فيما أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز، ايضًا، بضرورة إعادة تشكيل رئاسة هيئة الاستخبارات العامة، ومن ثم تحديث نظامها ولوائحها، بالإضافة إلى تحديد كافة صلاحياتها بشكل أكثر دقة، وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها ايضًا، مطالبًا بتنظيم التسلسل الإداري والهرمي بما يضمن حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات داخل الهيئة.
هذه هي حقيقة نافورة رأس الصبية التي شغلت الجميع خلال الساعات الماضية (فيديو)
وبناء على ذلك قرر الملك سلمان تشكيل لجنة من أجل القيام بذلك، وستكون لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية كلًا من: «الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، الدكتور مساعد العيبان، الدكتور إبراهيم العساف، خالد بن عبدالرحمن العيسى رئيس الديوان الملكي، عادل الجبير وزير الخارجية، خالد بن علي الحميدان، رئيس الاستخبارات العامة، ورئيس أمن الدولة عبد العزيز الهويريني».
إجراءات حاسمة لمنع تكرار هذا الخطأ
وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أن كافة الأوامر والتوجيهات التى أمر بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في اعقاب الكشف عن الحدث المؤسف والأليم الذى أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي، يأتي استمرارًا لسياسة ونهج الدولة لترسيخ أسس العدل، وفق الشريعة الإسلامية السمحاء، والتأكيد على ضرورة محاسبة كل مقصر كائنًا من كان، بالإضافة إلى التعامل مع أي تقصير أو خطأ يتم كشف بحسم شديد.
لماذا التقى الأمير محمد بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي؟ (فيديو وصور)
وأضاف المصدر، أن التوجهات ايضًا تأتي في إطار شامل للتعامل مع أي تقصير خاصة وإن كان هذا التقصير يمس ابناء الوطن، مهما كانت الظروف المحيطة بالأمر وبغض النظر عن اي اعتبارات، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تعكس حرص القيادة على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن، وعزم الدولة على أن لا تقف إجراءاتها على محاسبة المُقصرين فقط، بل تشمل ايضًا إجراءات صحيحة تكفل منع تكرار مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلًا.
توجيه الشكر لتركيا
وبحسب المصدر نفسه، فإن الحكومة السعودية تثمن التعاون الذى لاقته من جانب حكومة تركيا الشقيقة، بقيادة رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، والتي ساعدت جهودها وتعاونها بشكل هام في مسار التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي.
فيما أكد ايضًا على أن المملكة تثُمن دور كافة الدول التى لم تتسرع في الحُكم على ما حدث، وانتظرت انتهاء التحقيقات.