كيف تحول هذا الرجل من أغنى رجال البرازيل إلى سجين وديونه مليار دولار؟
قبل ثلاثة أشهر تقريبا قضت محكمة برازيلية، بسجن الملياردير إيك باتيستا الذي كان من أغنى أغنياء العالم وأشهر رجال الأعمال في البرازيل وخارجها بالسجن لمدة 30 عاما، وتغريمه بمبلغ قدره 53 مليون ريال برازيلي بعد توجيه تهمة غسيل الأموال والرشوة له.
وتنفيذا لحكم المحكمة اقتحمت الشرطة لقصر قطب أعمال النفط والتعدين في ريو دي جانيرو، ولم يكن هذا الاقتحام بغرض البحث عن أدلة فحسب، حيث صادرت الشرطة ممتلكاته من السيارات الفارهة والجوالات والمجوهرات والحواسيب وحتى الساعات، وجاء ذلك عقب مذكرة قضائية أمرت الشرطة بتجميد ومصادرة أصول عائلة الملياردير سواء مالية أو مادية ولكن باتيستا البالغ 57 عاما كان خارج البلاد.
ولد "باتيستا" 3 نوفمبر 1956 في ولاية ميناس جيرايس بالبرازيل، وهو ابن رئيس شركة المناجم العملاقة "فالي" إليزر باتيستا، ، مضى فترة الطفولة في البرازيل، وتعلم احترام الذات والانضباط في سن صغيرة، ثم انتقل للعيش مع عائلته في أوروبا، درس بها المرحلة الثانوية وعاش في جنيف ودوسلدوف وبروكسل.
عمل "باتيستا" في تجارة السلع الأساسية والخدمات اللوجيستية، وأسس شركات تستثمر في عدة مجالات، كالبنية التحتية والمناجم والخدمات اللوجيستية والفنادق. وفي عام 2012 أصبح أغنى رجل في بلاده ومن بين أثرى الأشخاص في العالم، حتى أن الرئيسة السابقة ديلما روسيف وصفته بمفخرة البرازيل، وقُدرت ثروته هذا العام بـ 30 مليار دولار.
تعرف على الأسباب الخفية التي دفعت أمازون إلى رفع الحد الأدنى لأجور موظفيها
وفي 2013، تراجعت ثروة "باتيستا" الى اقل من مليار دولار عندما اقرت شركته النفطية "او جي اكس" انها لن تحقق اهدافها الانتاجية وطلبت حماية القضاء في العام 2013 لتجنب الافلاس ثم انهارت تحت وطأة التزامات الديون والتحقيقات حيال تلاعبات التداول من قبل الموظفين والعاملين وقضايا فساد، ومن ثم محت كامل ثروة "باتيستا" تقريبًا في عام 2014 .
حاول باتيستا إنقاذ شركته ببيع أصوله فضلا عن الكثير من ممتلكاته المفضلة مثل مروحية وثلاث طائرات خاصة ويخته الضخم "بينك فليت" الذي لم يجد من يشتريه بسعر 19 مليون دولار. كما عرض للبيع ايضا الفندق التقليدي "غلوريا" في ريو دي جانيرو.
لكن محاولاته باءت بالفشل وفي سنة 2015 وتم اتهامه بالغش فحجزت العدالة على أمواله ومن بينها سياراته ويخته وغيرها وهو ما كان سببًا في إطلاق لقب "الملياردير السالب" على "باتيستا" عندما قُدرت ثروته الصافية بأكثر من مليار دولار من الديون.
وفي سنة 2017 استدعته الشرطة من جديد، ولكن هذه المرة بتهمة المساهمة في الفساد، بدفعه الرشوة لمحافظ ريودوجانيرو السابق سيرجيو كابرال، ومن ثم حكم عليه في شهر يوليو من العام الحالي بالسجن لمدة 30 عاما، وتغريمه بمبلغ قدره 53 مليون ريال برازيلي بعد توجيه تهمة غسيل الأموال والرشوة له.