العلم ينصح: العناق أهم بكثير مما تعتقد
عندما يكون هنالك شخص ما عزيز جدا عليك يواجه يوم شاق وصعب، فمن الطبيعي والمحبب أن تقوم بعناقه وإحتضانه من الدون تردد والتفكير بذلك. وهنالك دراسة وبحث جديد يقول أن أي تصرف عفوي وبسيط جدا تقوم به تجاه ذلك الشخص قد يكون له تأثير كبير جدا من دون أن تدرك ذلك.
والعناق يمكن أن يكون له تأثير مباشر وقياسي وملموس على المزاج والتوتر والقلق بعد حدوث أي خلافات ومشاكل إجتماعية، ووفقا للأوراق والمستندات التي تم نشرها يوم الأربعاء في بلوس ون. على ما يبد أن هذه المبادرة تزيد من المشاعر والأحاسيس الإيجابية وتقلل وتضعف المشاعر السلبية في خلال الأيام التي يمر يمر بها الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في علاقاتهم، هذا ما جدته هذه الدراسة والبحث.
" قد يكون السلوك العفوي والبسيط والمباشر مع ذلك الشخص الذي لديه مشاكل إجتماعية او أي مشكلة آخرى _ كعناقك له وإحتضانه _ له تأثير كبير وفعال على كلا من الرجال والنساء الذين يعانون ولديهم هذه المشاكل الكثيرة في حياتهم وعلاقاتهم "، هذا ما قام بشرحه وقوله المؤلف المشارك في هذه الدراسة مايكل ميرفي، وهو باحث لما بعد الدكتوارة في مختبر جامعة كارينجي ميلون للدراسات لدراسة التوتر والقلق، والمناعة وأمراضها.
أخطاء شائعة عند ممارسة التمارين الرياضية في المنزل.. عليك تجنبها
ومن أجل هذه الدراسة أيضا، قام ميرفي وزملاؤه بإجراء مقابلات وإختبارات مع 404 شخص بالغ عن طريق المكالمات الهاتفية كل يوم ولمدة أسبوعين، وقد سئل كل شخص منهم عن مستوي مزاجه وكيفية تغيره، سواء كانوا قد عانوا من مشاكل وخلافات إجتماعية وإذا كانوا قد تلقوا أو عرض عليهم أي شخص مقرب أن يحتضنهم ويعانقهم خلال ذلك اليوم، ومن ضمن مجموعة الأسئلة الآخرى هذه أيضا. فإن كل شخص منهم قد خضع أيضا لفحص جسدي وقام بملئ إستمارة وإستبيان حول صحته وحول واقع التواصل الإجتماعي الخاصة به في بداية هذا البحث والدراسة.
وجد الباحثون أن العناق والإحتضان مرتبط بزيادة وتغير علامات ودلائل المزاج الإيجابية وتنخفض هذه العلامات والدلائل في المزاج السبلبي، والعكس كان هو الصحيح في وجود خلاف العلاقات ونزاعها. وفي خلال الأيام التي يحدث فيها كل من الأمرين معا، فإن معظم الأشخاص يميلون ويحبذون عن الإفصاح والإبلاغ عن المشاعر السلبية بشكل قليل ويكثرون عن الإفصاح عن مشاعر الإيجابية خلال الأيام التي يعاني فيها الأشخاص لخلافات ومشاكل عديدة لكن من دون وجود أي شخص قربهم ليعاتقهم أو يحتضنهم.
وهذا الميل والتوجه كان صحيحا بغض النظر عن الجنس، السن، العرق، والحالة الإجتماعية، والعدد الإجمالي للإستجابة والتفاعلات الإجتماعية ومتوسط الحالة المزاجية العادية للشخص. حتى أنه تم حملها ونقلها الى يوم تالي، على الرغم من أن المشاعر السلبية كانت منخفضة وواضحة أكثر خلال اليوم الثاني من وضوح الزيادة في المشاعر الإيجابية منها.
من المنطقي والمعقول أن هذا الدعم الإجتماعي من شأنه أن يجعل الشخص يشعر بتحسن كبير في خلال نوبات الإنفعال والمواقف التي يتعرض فيها الشخص للإجهاد والتعب. لكن ميرفي يقول أن هنالك أدلة متضاربة في هذا المجال. ومن ناحية آخرى، فقد وجدت هذه الدراسات أن الأشخاص الذين يميزون ويدركون ويعون ما يقوموا بنشره على مواقع تواصلهم الإجتماعي ويميلون الى جعلها محبة وداعمة يثميلون الى النجاح والشعور بشكل أفضل تحت الضغط. لكن، بشكل معاكس ومتناقض، وجدت بعض الدراسات أنه عندما يتلقى الأشخاص بعض الدعم الإجتماعي بالفعل من الأصدقاء أو أفراد العائلة، فإنها يمكن ان تجعل الأمور أكثر سوءا. ربما يكون ذلك بسبب أن الأشخاص يميلون الى السلوكيات العكسية _ مثل إعطاء نصيحة غير مرغوب فيها، أو القفز واللجوء مباشرة لحل المشكلة _ هند محاولتهم لدعم الأشخاص العذيذين عليهم، ومن دون قصد يجعلهم يشعرون بأنهم غبر كفؤين وعاجزين أو منتقدون، هذا ما قاله ميرفي خلال شرحه.
قد يكون من الأفضل والمحبب تقديم بعض الحركات والعروض كدعم أيضا، مثل التلامس الجسدي او تقديم خدمة لشخص ما، كل ذلك من الممكن أن يجعل الأشخاص " يشعرون بأن هنالك شخص يهتم بهم، وأن هنالك شخص سيكون متواجد دائما لأجلهم، لكن ذلك لا يعني أن تصنع الأحكام والقرارات "، هذا ما قاله ميرفي خلال شرحه. والعناق والإحتضان يمكن أن يكون ملائما ومستحبا حتى في هذه الفئة: فإن هذه الأبحاث تشير أيضا وتقترح أن التلامس الجسدي يمكن أن يسرع ويحث على التغييرات فيزيولوجية مفيدة، مثل تقليل وتخفيض التوتر المرتبط بالدماغ ونشاطات القلب التي لها علاقة بالإجهاد وإفراز هرمون الأوكستيوسين المرتبط بتحسين الحالة المزاجية ، هذا ما قاله ميرفي في شرحه.
طريقك لعلاج تساقط الشعر والصلع الوراثي
بالطبع، هنالك بعض الأشخاص لا يحبون أن يتم عناقهم وإحتضانهم، وحتى بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين لديهم حساسية كبيرة بشعور اللمس أو لدى لمسهم، فإن إستجابتهم تعتمد بشكل كبير حول من هو هذا الشخص الذي سيقوم بإحتضانهم وعناقهم. ودراسة ميرفي لم تقم بفحص ودراسة هذا الإختلاف والفرق ومدى تأثير ردود فعل الناس على المعانقة والإحتضان. لكن ميرفي يقول هوة وزملاؤه أنهم يعملون على دراسة وبحث جديد والتي سوف تتضمن أسئلة كثيرة ودقيقة أكثر، مثل ما إذا كان العناق و الإحتضان مطلوب بشكل صريح ومن هو الشخص الذي قام بإحتضانهم.
على الرغم من ان النتائج الحالية هي تمهيدية وأولية، فإن ميرفي يقول أن هذه النتائج ستوفر سبب قهري للتواصل، حرفيا، الى الأشخاص والأحباء الذين ربما يكافحون ويمرون بمشاكل كثيرة.
" العناق على الأقل بين الأشخاص الآخرين المقربين قد يكون بسيطاً صريحاً، وطريقة فعالة جدا لإظهار الدعم لشخص تهتم به والذي يمر بمشاكل وخلافات في حياته وعلاقاته " هذا ما قاله ميرفي في شرحه.