الحاجة أمّ الاختراع.. هكذا اكتشف الفرنسيون طريقة حفظ الطعام أثناء الحروب
لطالما اشتهرت فرنسا بكثرة حروبها وغزواتها حيث كانت الجيوش الفرنسية تحارب على جبهات كثيرة وفي مواقع بعيدة عن باريس بكل من هولندا وإيطاليا وألمانيا والكاريبي، الأمر الذي تسبب بمشكلة تعفن الطعام أثناء نقله للجبهات وهو ما جعل الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت يعاني من مشاكل عديدة لإطعام قواته مما دعاه للبحث عن طريقة جديدة قادرة على توفير الغذاء الكافي لهم.
ماذا قدمت السعودية في حرب أكتوبر 1973؟ (فيديو)
وفي سنة 1795، عانى الجيش من مجاعة حقيقية أجبرت عدداً من جنود فرق الخيالة والفرسان المتمركزة بإيطاليا على أكل أحصنتهم للتغلب على تلك المشكلة معتمدا على طرق بدائية لحفظ الطعام تركزت على التجفيف والتخليل ونتيجة لذلك لم يكن الفرنسيون قادرين على نقل كميات هامة من الغذاء والذي تميّز في أغلب الأحيان بمذاق رديء.
ولحل هذه الأزمة اتجه المجلس الفرنسي نحو تشجيع الأبحاث لإيجاد طريقة جديدة لحفظ الغذاء، كما رصدوا مكافأة قدرت بنحو 12 ألف فرنك لمن يتمكن من إنهاء مجاعة القوات الفرنسية وفي هذه الاثناء نجح الطباخ الفرنسي نيكولا أبيرت في إحداث ثورة في مجال الغذاء بعدما ابتكر طريقة مشابهة مكنته من الفوز بالمكافأة المالية.
وتقوم طريقة نيكولا أبيرت على وضع بعض الأغذية كاللحم والخضراوات داخل جرار زجاجية صغيرة قام بغلق فوهاتها اعتماداً على قطع الفلين، قبل أن يقدم في النهاية على تغليف الغطاء بأكمله مستخدما الشمع. وعلى إثر ذلك، أقدم أبيرت على لفّ هذه الجرار المليئة بالطعام داخل قطع من القماش قبل أن يقوم بغليها على نار هادئة لفترات مختلفة داخل قدر كبير مليء بالماء.
لهذا السبب ستخفض مدينة نارون الإسبانية أوزان سكانها 100 ألف كيلوغرام
ولم يكن أحد حينها يعرف السبب ولكننا نعرف اليوم أن "الغلي" يقتل البكتيريا، وأن حفظه في حاويات محكمة السد يمنع أكسدة وتحلل الطعام مما يساعد في تمديد مدة صلاحية الغذاء بشكل واضح.
ومرت سنون من التجارب، قدم خلالها نيكولا نتائج أبحاثه للسلطات الفرنسية، التي وافقت على منحه براءة الاختراع، ثم منحته المكافأة المالية والتي استغلها لإنشاء أول مصنع متخصص في مجال الطعام المعلب حمل اسم منزل أبيرت وقبل وفاته بعامين أقام الانجليز أول مصنع لعلب الصفيح يعد أساس المعلبات التي نعرفها اليوم.. وبمرور الأيام تحسنت طرق التعليب حيث اخترعت الصفائح المعقمة، والتغليف المضاعف، والمواد الحافظة، وحاويات البلاستيك والنايلون، والتبريد المفاجئ للطعام بعد غليه (لقتل البكتيريا التي لم تقتلها الحرارة).