كيف تستفيد من تكتيك «كارفر» الحربي في شركتك؟ (إنفوجراف)
هناك تعبير منتشر جدًا في وول ستريت وهو "سوق الأعمال التجارية لا يختلف كثيرًا عن الحرب"، وفي الوقت نفسه فإن تكتيكات الحرب قد تساعد في بعض الأحيان في الأعمال التجارية، وقد تمكن رجال الأعمال والمسؤولين من التغلب على بعض المشاكل.
ومن بين هذه التكتيكات هناك تكتيك يُدعى "كارفر" (CARVER)، وهو نظام لتقييم وتحديد التهديدات والفرص التي تواجهها الشركة. وظهر هذا النظام خلال الحرب العالمية الثانية، إذ كان يُستخدم لتحديد ما إذا كان الطيارون يستطيعون اسقاط القنابل على أهداف العدو بشكل فعال أم لا، وفيما بعد بات يُستخدم في سوق الأعمال لتحديد نقاط ضعف المنافسين، والإلمام بتفاصيل الأسواق، وتقييم الأوضاع بدقة.
وفي الأونة الأخيرة، أصبح كارفر أكثر أهمية لرجال الأعمال والمديرين التنفيذيين والمحللين الماليين، ومخططي إدارة المخاطر. وبما أنه يعتمد على البيانات الكمية والنوعية، فبالإمكان تطبيق كافر للتعامل مع أي مشكلة، والمساعدة على تحليل البيانات وإجراء مناقشات بطرق منطقية. ويُمكن استخدامه في مواقف كثيرة، خاصة تلك التي تتعلق بمناقشة الميزانية، أو وضع خطة استراتيجية لقيادة الشركة.
علاوة على ذلك، فإن كارفر يُمكن استخدامه لتحديد المهام، سواء كنت في ساحة المعركة، أو في غرفة الاجتماعات.
لتجنب الروتين والملل.. أسئلة على أعضاء مجلس الإدارة طرحها على الرئيس التنفيذي
كارفر اختصار يُشير إلى:
الحرجة: مدى أهمية المعلومات والبيانات في الأنظمة الخاصة بشركتك.
امكانية الوصول: مدى صعوبة حصول الخصم أو هجومه على المعلومات الخاصة بك.
القدرة على الاسترداد: مدى السرعة التي تستطيع من خلالها استعادة المادة إذا حدث شيء ما لها.
الضعف: مدى جودة (أو عدم جودة) المعلومات التي بإمكانها الصمود في وجه هجمات المنافسين.
التأثير: كيف ستتأثر إذا حدث شيء ما للمعلومات أو البيانات الخاصة بشركتك.
امكانية التعرف: هل يمكن أن يحدد الخصم ما إذا كانت المعلومات التي لديك قيّمة أم لا.
كيف تستخدم هذا النظام؟
من أجل استخدام كارفر، سواء كان ذلك في تقييم نظام أو هدف تجاري أو لأي شيء آخر، فعليك تحديد الدرجات من 1 إلى 5، بحيث تكون 5 الأكثر أهمية لكل معيار من المعايير الستة السالف ذكرها، وسيحدد إجمالي النقاط ما إذا كان المشروع الذي تنوي القيام به يستحق وقتك وجهد ومالك أم لا، كما أنه سيمكنك من تقييم الموقف جيدًا.
إليك مثال على ذلك، فلنقل مثلاً إن مسؤول الأمن الرئيسي في شرط نفط وغاز يعمل على خطة خاصة بالميزانية وتحديد النفقات، ويسعى إلى التوصل إلى استراتيجية لضمان عدم تعرض المؤسسة إلى أي مشكلة. على المستوى الاستراتيجي، فيمكن أن يستخدم كارفر لمعرفة مدى أهمية كل قطاع أو موقع في شركته، كما أنه سيساعده على التغلب على المشاكل التي ستواجهه مُستقبلاً.
الإمارات تُعلن عن ارتفاع حجم تجارتها مع السعودية بهذه القيمة
فمثلا إذا كان يفكر في إعادة فتح خط أنابيب توقف عن العمل لأحد الأسباب القهرية، فبإمكانه التفكير في الأمور الخمسة الآتية:
5- فقدان خط الأنابيب سيؤدي إلى توقف العمليات.
4- الخسارة ستقلل من العمليات إلى حد كبير.
3- الخسارة ستقلل العمليات.
2- الخسارة قد تقلل العمليات.
1-الخسارة لن تؤثر على العمليات.
ومن الواضح أنه كلما كان العدد أكبر، كلما كانت الخسارة أكبر، وكلما كان الرقم أقل فإن الخسارة ستقل. ومن أجل تقييم القدرة على استرداد خطة الأنابيب، ربما بعد حدوث كارثة طبيعية أو تخريب أو هجوم إرهابي، فإنه على المسؤول تصنيف الأمر على النحو الآتي:
5- من الصعب جدًا استرداده، فترة توقف طويلة.
4- صعب استرداده، فترة توقف طويلة.
3- يمكن استرداده في فترة قصيرة.
2- يسهل استرداده في فترة قصيرة.
1- يُمكن استرداده حالاً.
ومن ثم، بإمكان المسؤول تقييم الموقف المُتعلق بخط أنابيب بناءً على المعايير الأربعة الأخرى، إذا حصل خط الأنابيب على 5 نقاط في معاير "الحرجة" و"القدرة على الاسترداد"، فإنه سيكون مشروع مناسب جدًا، ولا يوجد أي مشكلة في انفاق المال عليه.
وإليك مثال آخر، هناك صندوق استثمار يسعى إلى الحصول على شركة تكنولوجية تقول إنها لديها تقنية تكنولوجية جديدة ورائدة، وهنا يُمكن استخدام كارفر لتحديد مدى اقتراب الصندوق من الحصول على الشركة، ومعرفة ما إذا كان المنافسون سيتفقون عليه أم لا، وتحديد تأثير ذلك عليه.
وهناك سؤال قد يطرحه المحللون والمسؤولون لمعرفة التأثير وهو: "ما هو التأثير الذي سيلحق بنا إذا تفوقت شركات التكنولوجيا المنافسة علينا في الأسواق؟".
5- له تأثير اقتصادي، سياسي، اجتماعي كبير على المنظمة.
4- له تأثير اقتصادي، سياسي، اجتماعي كبير.
3- له تأثير مُعتدل.
2- له تأثير بسيط.
1-ليس له تأثير يُذكر.
ومن الضروري أن تتذكر هذا النظام يُستخدم لتحديد، وتصنيف الأولويات، ومعرفة أيهم أكثر خطورة على وضعك في سوق الأعمال، كما أنه يساعدك على تقديم توصيات تحميك من المخاطر.
وبمجرد الانتهاء من تقييم كارفر لتحديد المخاطر والتهديدات، يمكن للمسؤولين عن الأمن وإدارة المخاطر تحديد أفضل نهج لتجنب حدوث هذه المشاكل.
ولا يقتصر استخدام كارفر على المشاكل أو المعضلات الكُبرى فحسب، ولكن يُمكن استخدامه أيضًا في بعض المشاكل الصغيرة التي تسبب الحيرة، إذ أنه قد يساعدك على تحديد الموقع الجديد الذي بإمكانك أن تفتتح فيه المتجر الجديد الخاص بك، أو يساعدك على اتخاذ قرارات تتعلق بالترقيات.
يتخذ المديرون التنفيذيون القرارات الاستراتيجية في غرف الاجتماعات في كل مكان، ويبحث القادة في عالم الأعمال عن بيانات ومعلومات قوية ومتماسكة لمساعدتهم على اتخاذ قرارات سليمة، وبإمكان كارفر مساعدتهم على الوقوف على أرض صلبة، ليصبحوا قادرين على مواجهة المشاكل، والشعور بالأمان إزاء قراراتهم.