ما هو سرطان البروستاتا وكيف يمكن التغلب عليه
واحد من بين سبعة رجال، سيشخص بسرطان البروستاتا. هذا ما اكدته إحصاءات "الجمعية الاميركية للسرطان". صحيح ان هذا الخطر يتضاعف لدى الرجال الطاعنين في السن، لكن في علوم الاحياء ما من شيء مؤكد. جميع الرجال يقبعون في دائرة الخطر. لذلك، لكم من "الرجل" هذا التقرير الذي يشتمل على كل ما تحتاجون الى معرفته للتغلب على سرطان البروستات.
ما هو سرطان البروستاتا؟
هو تحول خلايا طبيعية النمو والانقسام إلى خلايا خبيثة خارجة عن سيطرة الجسم في غدة البروستات. غالباً ما يكون سرطان البروستات بطيء النمو والانتشار، لكن هناك جزء معين لا تنطبق عليه هذه القاعدة فتظهر علامات العدوانية وسرعة النمو منذ البداية او في مرحلة لاحقة. يمكن ان تمتد هذه الخلايا الخبيثة لتطال أعضاء اخرى، مثل العظم والغدد اللمفاوية.
ما نسبة انتشاره؟
يعدّ سرطان البروستات من اكثر السرطانات الشائعة وسط الرجال، وهو من بين اكثر اربعة سرطانات منتشرة في العالم (الرئة، الثدي، الامعاء، البروستات). في عام 2015 سجلت اصابة 18 مليون رجل بهاذا المرض. كما هناك مليون و600 الف حالة جديدة سنوياً اي ما نسبته 13% من مجموع حالات السرطان المسجلة عالمياً.
في العالم العربي، يصعب تحديد نسبة انتشار هذا المرض بشكل دقيق، كون ارشيف حالات السرطان ما زال في بداياته. بالنسبة الى منطقة الخليج العربي، فإن هذه النسبة معقدة اكثر بسبب التركيبة السكانية ووجود نسبة عمالة وافدة، فضلاً عن السياحة العلاجية، خصوصاً في دولة الامارات.
إنما عموماً، بينت الاحصاءات الحديثة ان النسبة العليا لسرطان البروستات سجلت في لبنان، وهي 27 لكل مئة ألف رجل مقارنة بـ5.5 لكل مئة ألف رجل في دول الخليج العربي، باستثناء البحرين التي سجلت نسبة أعلى قليلاً.
تبقى هذه الارقام مقبولة مقارنة بدول العالم. لكن للأسف ان نسبة المرحلة المتقدمة من هذا المرض لدى الرجال الذين شخّصوا حديثاً بهذا المرض، هي أعلى بكثير مقارنة بالولايات المتحدة على سبيل المثال. هذا ما يشكل دليلاً واضحاً على ضرورة زيادة التوعية في هذا المجال وتشجيع الرجال على الزيارة المبكرة للطبيب.
ما الأعراض الأولى للمرض؟
في المراحل الاولى للمرض، أغلبية الرجال لا يعانون اي أعراض، لكن الاعراض التي يجب مراجعة الطبيب فور حدوثها، هي تلك المرتبطة بتضخم البروستات الحميد، مثل زيادة التبول والاستعجال فيه والنهوض ليلاً من أجل التبول، والتردد في بداية التبول وتقطعه.
هذه الاعراض ليست مرتبطة حكماً بسرطان البروستات، لكن الوقاية تبقى أفضل من ألف علاج. إنما عند رؤية دم في البول او في السائل المنوي (وهذا قليل الحدوث) فمن الضروري مراجعة الطبيب فوراً، لاسيما اذا كان الرجل متقدماً في السن. هناك أيضاً اعراض الضعف العام وآلام شديدة في العظام، وهذه إذ كانت مصاحبة لسرطان البروستات، فإنها تدل على مرحلة متقدمة من المرض.
الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا
ارتفاع عدد الحالات المشخصة بسرطان البروستات سببه اكتشاف فحص الدم PSA (Prostate specific antigen) في السبعينات من القرن الماضي وارتباط ارتفاعه احياناً بسرطان البروستات. رغم ان هناك الكثير من الاسباب التي قد تؤدي إلى زيادة حميدة في نتيجة هذا الفحص، مثل التهاب البول او البروستات او تضخم البروستات الحميد، فإنه يشكل خطوة أساسية في الكشف المبكر عن سرطان البروستات. فإذا أتت نتيجته مرتفعة، يعمد الطبيب الى اخذ خزعة من غدة البروستات. هذا يحدث في أكثر من 80% من الحالات المشخصة حديثاً مقابل 20% نتيجة الفحص السريري.
يجب ألا ننسى ان سرطان البروستات عادة ما يكون بطيء النمو والانتشار، هذا أدى إلى المقولة الشهيرة، وهي ان معظم الرجال يموتون وهم مصابون بسرطان البروستات وليس بسببه.
الفحوص الروتينية للكشف عن سرطان البروستاتا
إذا لم يعانِ الرجل أي أمراض، فإنه ينصح بزيارة طبيب المسالك البولية وإجراء فحص PSA انطلاقاً من سن الخمسين وبشكل سنوي. لكن إذا كان هناك تاريخ وراثي حافل بالسرطانات، لاسيما وسط الاقارب من الدرجتين الاولى والثانية، فإنه ينصح بالبدء بإجراء الفحص الدوري في سن أصغر وبشكل أكثر تكراراً.عموماً لا ينصح بفحص الدم PSA، بشكل روتيني ومن دون سبب للرجل فوق سن 75.
العلاجات المقترحة لسرطان البروستاتا
العلاج يعتمد على:
- سن المريض وتاريخه المرضي وحالته العامة.
- مدى انتشار السرطان، سواء كان محصوراً داخل البروستات، او قد توسع الى الغدد اللمفاوية والعظم.
- التحليل النسيجي للسرطان ودرجته.
- نتيجة فحص PSA.
- النتائج المرجو تحقيقها، مقابل المضاعفات الممكن حدوثها وتقبل المريض إياها.
بناءً على ذلك، فإن العلاج المقترح قد يكون:
- المراقبة المستمرة.
- انتظار تقدم المرض قبل استهلال العلاج، لاسيما لدى المسنين.
- العلاج بالاشعة الخارجية او الموضعية او الاثنتين معاً.
- جراحة لإزالة البروستات كاملة (بالمنظار أو الروبوت).
- العلاج بالدواء الهرموني (حقنة كل 3 اشهر).
- إزالة الغدد اللمفاوية، جراحياً او بالأشعة او مزيج من الاثنتين.
- الادوية الكيماوية للمراحل المتقدمة من المرض.
- معالجة الاعراض فقط.
قد يحتاج المريض إلى أكثر من طريقة علاج، وهذا يعتمد على العوامل التي ذكرناها سابقاً، فضلاً عن سبل استجابة المرض للعلاج.
ما الذي يجب أن يتوقعه مريض سرطان البروستات بعد البدء بالعلاج؟
تعتمد الاعراض والمضاعفات على العلاج المستخدَم.
- العلاج بالهرمونات: عادة ما يصاحبه ضعف جنسي وهشاشة في العظام، وضعف عام في الجسم وتساقط الشعر.
- جراحة البروستات واستئصالها: يصاحبها ضعف في القدرة الجنسية (من دون التأثير في الرغبة) سلس البول وضعف التحكم وتضيق مجرى البول. كما هناك مضاعفات قد تحدث اثناء الجراحة او بعدها، مثل النزف او الالتهابات.
- العلاج بالاشعة: المضاعفات تتعلق عادة بالجهاز الهضمي وتهيّج المثانة. هناك بعض التأثير في القدرة الجنسية، لكن بدرجة أقل من الجراحة والعلاج بالهرمونات.
هل من عوامل تسبب سرطان البروستات اكثر من غيرها؟
السن، الاصل العرقي، التركيبة الجينية، هي من اكثر الامور تأثيراً في مدى انتشار سرطان البروستات وهذه لا يمكن التحكم بها.
كذلك ان زيادة استهلاك الشحم الحيواني ومشتقاته وقلة تناول الخضار والفاكهة، والتدخين كلها عوامل تزيد خطر الاصابة بسرطان البروستات. أما الطماطم ومشتقاتها فتقلل نسبة الاصابة بهذا المرض وكذلك استهلاك الصويا والاوميغا ثلاثة والقهوة.
هل السمنة او التركيز على تناول المأكولات غير الصحية، يمكن أن يلعبا دوراً في بروز سرطان البروستات؟
نعم، ما يميز حمية البحر الابيض المتوسط الغذائية انها حمية متوازنة تعتمد على الخضار وزيت الزيتون وهذه مرتبطة بتقليل نسبة حدوث سرطان البروستات وكذلك الطماطم ومشتقتها والمواد التي تحتوي على موانع أكسدة.
هل الأمراض المتناقلة جنسياً يمكن أن تسبب سرطان البروستات؟
قد تؤدي الاصابة بالامراض المتناقلة جنسياً إلى ارتفاع إحتمال الاصابة بسرطان البروستات سريع النمو والانتشار. لكن احتمال الإصابة بسرطان البروستات بطيء النمو تبقى مشابهة. وهذا يختلف عن سرطان عنق الرحم لدى النساء، اذ ان الامراض المتناقلة جنسياً تضاعف امكان حدوثه.
هل يمكن أن يستعيد مريض سرطان البروستات حياته الجنسية بعد انتهاء العلاج؟
يجب البدء بإعادة تهيئة الحياة الجنسية والعضو الذكري ومحاولة استعادة القدرة الجنسية في أسرع وقت ممكن. هذا يبدأ عادة بالحبوب المنشطة للقدرة الجنسية، فضلاً عن التمارين الرياضية والحمية الغذائية المناسبة، واستعمال بعض الاجهزة المساعدة، مثل جهاز تفريغ الهواء واستخدام المركّبات التي تحتوي على مادة البروستاغلاندين. بهذه الطريقة، يمكن أن يستعيد المريض حياته الجنسية، علماً بأن هذا بالطبع يجب ان يكون مصاحباً للمؤازرة وتشجيع الزوجة.