كيف تستخدم الشعور بالذنب لمصلحتك؟
ربما تكون مررت ببعض المواقف في العمل جعلتك تشعر بالذنب، فمثلا قد تقول لأحد زملائك إن العرض الذي قدمه في غرفة الاجتماعات كان رائعًا ونموذجيًا رغم أنه لم يكن على المستوى المطلوب، فتشعر بالذنب لأنك لم تُخبره بالحقيقة، أو ربما تتأخر في تسليم أحد المشاريع أو المهمات الموكلة إليك، وتتجاوز بذلك موعد تسليمها، فيروادك شعورًا سيئًا إزاء نفسك، وتلوم نفسك حتى تنتهي منه.
أنت تعلم أن ما فعلته كان خطأ، ولكن تقوم به على أية حال، وأحيانا يكون لديك الكثير من المسؤوليات فيسهى عليك القيام بأحدها، فتشعر بالذنب الشديد، لأنك اقترفت خطأ ما أو تسببت في حدوث مشكلة، وتعمل جاهدًا حتى لا يكتشف الآخرون ما قمت به.
وقال علماء النفس إن هذه المشاعر لها بعدان، وهما الاتجاه والقوة. ويتمثل الاتجاه في كون العاطفة إيجابية أم سلبية، أما القوة فتكمن في درجة الطاقة وراء هذه العاطفة. واعلم أن الشعور بالذنب وتأنيب الضمير مشاعر سلبية له تأثير شديد على الإنسان.
كيف تكشف كذب المتقدم لشغل وظيفة؟.. «إيلون ماسك» يجيبك بحيلة ذكية
قوة الشعور بالذنب
واكتشف العلماء أن المشاعر القوية قد تكون مفيدة وقد تساعدك على تحقيق أهدافك، وبإمكانك الاستفادة من شعورك بالذنب، ولكن إذا استخدمته بطريقة صحيحة.
تذكّر أن هناك قانون في الفيزياء يقول إن الطاقة التي ليس لها اتجاه تخلق نوع من الحرارة، وقد تتبدد هذه الطاقة دون استخدامها في فعل شيئا مُفيدًا، لذا عليك استغلالها وتوجيهها إلى الطريق الصحيح.
قد تستخدم الطاقة التي تملئ جسدك بسبب شعورك بالذنب بطريقة سيئة في بعض الأحيان، فمثلا إذا كنت تجلس في مكتبك تشعر بالسوء، وحاولت تشتيت انتباهك بمشاهدة إحدى خطب تيد المُلهمة، ستشعر بالملل بعد فترة وجيزة، وتغرق في بحيرة من الأفكار السلبية، وتسيطر عليك مشاعر سيئة إزاء الكثير من الأمور.
وفي حالات أخرى، قد تشعر أنك مضطر إلى اختلاق بعض القصص وايجاد أعذار لتبرير اخطائك، رغم أنه بإمكانك تقديم اعتذار بسيط لحل المشكلة.
ما هي حقيقة شراء شركة " أوبر" لمنافستها " كريم" مقابل 2.5 مليار دولار؟
استغل الشعور بالذنب لتكون أكثر انتاجية
وفي الحالتين السابق ذكرهما أنت مُخطئ، ولم تستطع استغلال الطاقة الناتجة عن شعورك بالذنب بطريقة تساعدك على تحقيق أهدافك.
لذا إذا شعرت بالذنب حيال شيء ما في العمل، فهناك شيئان بإمكانك فعلهما، الأول هو القضاء على مصدر شعورك بهذا الاحساس في أسرع وقت ممكن، فإذا كان عليك تسليم تقريرًا لشخص ما، قم بانهائه في الوقت المُحدد، وإذا اقترفت خطأ أجري مكالمة هاتفية أو اكتب ملاحظة صغيرة للاعتذار، ولا تتجاهل الأمر؛ وتذكر أنه لا يمكن حل مشاكل العمل بتجاهلها، أو تمني اختفائها في وقت قريب.
ثانيًا، عليك استخدام الطاقة التي تشعر بها بسبب شعورك بالذنب في تنفيذ مهمتك التالية، وحتى تتجنب الوقوع في نفس الموقف مرة أخرى. وإذا كنت في المنزل وتشعر بالذنب بسبب شيء قمت به في العمل، فخذ فرصة لتصفية ذهنك وقم بترتيب الخزانة، أو دفع الفواتير والمستحقات التي عليك سدادها، نفذ المهام المؤجلة حتى تستبدل المشاعر السلبية بأخرى ايجابية.
وإذا كنت في العمل وتشعر بالذنب، حاول تنفيذ مهمة تثير إعجاب زملائك ومديرك لأنك بهذه الطريقة ستقضي على المشاعر السلبية التي تسيطر عليك.
ومع مرور الوقت، ستعرف كيف ترتب أولوياتك وتنظم وقت حتى لا تختبر هذا الشعور مرة أخرى. تحدث مع زملائك في العمل ومع مديرك عن كيفية تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، ستساعدك هذه المحادثات كثيرًا، وستجعلك تعرف ما هي المهام التي عليك الشعور بالذنب بسببها، وما هي المهام التي لا تستحق أن تؤنب نفسك لعدم قيامك بها، أو التأخير في تنفيذها.