كيفت طوت اتفاقية جدة للسلام صفحة طويلة من العداء والصراع بين إريتريا وإثيوبيا؟
طوت اتفاقية جدة للسلام التي أشرف على توقيعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تاريخا طويلا من الصراع بين الخصمين القديمين إريتريا وإثيوبيا وفتحت الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا إيسايس أفورقي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وأنهت سنوات من الحرب والصراع بين البلدين، استمر لعقدین بسبب نزاع حدودي.
تعرف على فاعليات الاحتفال باليوم الوطني الـ88 بالمملكة
ونصت الاتفاقية على تطبيع العلاقات وسارعا بفتح السفارات والسماح بالانتقال الحر للأشخاص عبر الدولتين وإعادة افتتاح خطوط الطيران في كلتا العاصمتين وإعادة الاتصال الھاتفي الدولي المباشر فضلا عن السماح ل أديس أبابا التي لا تملك حدودا بحریة باستخدام الموانئ الإثیوبیة كما ترتب على الاتفاق أيضًا إعادة البلدان فتح الحدود البریة للمرة الأولى منذ 20 عاما، ما یمھد الطریق للتجارة بینهما.
وبدأت بوادر الانفراجة في العلاقات الإثيوبية - الإريترية بمبادرة إثيوبيا تسوية النزاع الحدودي المتأزم منذ 1998 بين البلدين، عبر تنشيط المحادثات.
وفي 26 يونيو الماضي، بدأت المحادثات بزيارة وفد إريتري رفيع المستوى إلى أديس أبابا لبدء التفاوض حول الملفات والقضايا العالقة بين البلدين.
وفي 8 يوليو توجت المحادثات بزيارة رئيس الوزراء آبي أحمد إلى إريتريا وتوقيع إعلان أسمرة للسلام.
تعرف على أسعار التذاكر السياحية ورجال الأعمال لقطار الحرمين السريع
يذكر أن إريتريا استقلت عن إثيوبيا في عام 1993 بعد حرب استمرت 3 عقود، لكن الصراع اندلع مجددا بينهما في عام 1998 حول بلدة بادمي الواقعة على حدودهما المتنازع عليها، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية منذ ذلك الحين، وتعد الحرب الإرترية الإثيوبية أشرس حرب عرفتها منطقة القرن الأفريقي في السنوات الأخيرة، حيث حشد فيها الطرفان ما يربو عن ربع مليون جندي، وتكبد فيها البلدان الكثير من الخسائر البشرية والمادية،
وقد أدى غموض أسباب هذه الحرب إلى إطلاق العديد من التسميات المعبرة عن عبثيتها، حتى وصفت بأنها صراع بين أصلعين على مشط، والمشط المقصود هو قرية بادمي التي كانت تحت سيطرة إثيوبيا ودخلتها القوات الإريترية في فبراير/ شباط 1998، وسيق هذا الخلاف الحدودي سببًا لأحد أعنف حروب القارة الأفريقية، لكن المسكوت عنه هو تفاعل مجموعة عوامل تاريخية وثقافية وسياسية واقتصادية أدت إلى ذلك الانفجار الدامي.
ما هي قصة "البطولة" التي دفعت أميركا لمنح سعوديين متوفيين شهادة فخرية؟
وبالرغم من أن هذه الحرب انتهت بهزيمة إريتريا، ووضعت أوزارها بتوقيع قيادة البلدين اتفاق الجزائر في 8 يونيو من عام 2000 م، ثم بتوقيع اتفاق سلام شامل في الجزائر، في 12/12/2000 م، برعاية منظمة الوحدة الأفريقية، وصدر بحقها في 14 أبريل 2002 ، فإن إثيوبيا ظلت ترفض القبول بهذا القرار، ولكن الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعهدت بضمان تنفيذه. الا أن أديس أبابا رفضته رغم أنها تعهدت مسبقاً بالالتزام بما تقرره اللجنة الدولية، وهكذا استمر الصراع الدموي بينهما.
أما اليوم فقد طوت اتفاقية جدة للسلام صفحة أطول نزاع في القارة الأفريقية بعدما توجت هذه الاتفاقية عدد من الخطوات الإيجابية بمبادرة إماراتية ومساندة سعودية لإنهاء الصراع بين إثيوبيا وإريتريا من خلال قمة ضمت الزعيمين في العاصمة أبوظبي، لتشكل هذه الجهود، التي ساهم فيها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، وبقيادة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، انتصارا لدبلوماسية السلام، التي تقودها الإمارات والسعودية.