4 أنواع مختلفة من الشخصيات.. كيف تجد كلٌ منها دافع تحقيق النجاح؟
هل تساءلت يومًا عن سبب تنفيذ بعض الأشخاص لمهام وأشياء أكثر من غيرهم، للعلم الأمر ليس له علاقة بالإرادة، ولكنهم من المحتمل يستغلون ميولهم الداخلية واتجاهاتهم التي تحفزهم على العمل لتحقيق أهدافهم، حسب جريتشين روبين، مؤلفة كتاب "الميول الأربعة: ملامح الشخصية التي لا غنى عنها والتي تساعدك على جعل حياتك وحياة الآخرين أفضل".
وخلال الأبحاث التي أجرتها من أجل تأليف كتبها السابقة، أدركت روبين أن الناس دائمًا ما يكون لديهم أربع ميول رئيسية وهي الالتزام، والتساؤل، والتمرد، والتبعية، ولكل منها تأثير واضح على كيفية تحفيزه لإتمام المهام وتحقيق الأهداف.
وبإمكان كل شخص تحديد ميوله واتجاهاته من خلال فهم كيفية استجابته للتوقعات، فمثلا اسأل نفسك هل ما يحفزك ينبع من داخلك، أم أنه يأتي من الخارج؟. وفيما يلي لمحة عن الشخصيات الأربعة، وكيف تصبح كل منها أكثر إنتاجية وكيف تستطيع تحقيق أهدافها:
الشخصية الملتزمة
تستطيع الشخصية الملتزمة تحقيق التوقعات الخارجية بسهولة، وغالبًا ما تتمكن من تسليم المشروعات في الوقت المُحدد، لكنهم يواجهون مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالتوقعات الداخلية، فهم مثلا لا يستطيعون اتخاذ قرارات شخصية، ويصابون بالإحباط الشديد عندما يحاولون تبني عادات جديدة لأنهم غالبًا ما يكونوا حاولوا في الماضي وفشلوا.
تقول روبين إن الشخصية الملتزمة في حاجة دائمة إلى أن تكون التوقعات الخارجية متسقة مع الداخلية. وتوضح أنهم قادرين على التعامل بطريقة جيدة مع مواعيد تسليم العمل، وهم قادة ماهرون.
لماذا تخلى الملياردير جاك ما عن قيادة شركة علي بابا بعد عقد من التعب والمثابرة؟
الشخصية المتسائلة
والشخصية المتسائلة هي التي تستفسر عن كل شيء، فهم يريدون معرفة لماذا عليهم القيام بهذا الشيء دون عن غيره، لأنهم لديهم التزام عميق تجاه المنطق والكفاءة.
وغالبًا لا يستطيع صاحب الشخصية المتسائلة اتخاذ قرار بسرعة لأنه يحتاج إلى الكثير من الوقت لجمع كافة المعلومات اللازمة. تقول روبين إنهم يحتاجون أسباب ومبررات لكل شيء حتى يشعرون بالحماسة والدافع لمواصلة العمل، فإذا كانوا في العمل وشعروا أنهم يتوجب عليهم فعل شيء غبي أو أحمق، فلا يفعلونه.
ويمكن اتهام هؤلاء الشخصيات بعدم الاحترام أو عجزهم عن العمل في فريق، لأنهم يرفضون القيام بأي شيء لا يجدون له مبرر.
إذا كنت مُتسائلاً، فعليك تحفيز نفسك بتجنب التحليلات والشرح المبالغ فيه، امنح نفسك مدة زمنية مُحددة لإنهاء العمل، لأن البحث المتواصل والرغبة في معرفة المزيد سيؤثر على انتاجيتك وفعاليتك.
الشخصية المتمردة
غالبًا ما يقاوم المتمردون التوقعات الداخلية والخارجية، ويفعلون ما يريدون القيام به، ومتى يريدون القيام به، تنبع تصرفاتهم من الحرية والقدرة على الاختيار والتعبير عن الذات، لذا عندما يحاول شخص آخر اجبار المتمرد على فعل شيئًا ما فهو يقاوم بشدة.
تقول روبين إن الهوية هامة جدًا للمتمردين، فعلى سبيل المثال قد يرفض المتمرد الذهاب إلى اجتماع موظفين الساعة العاشرة صباحًا، لأنه يكره أن يُملي عليه أحد ما أفعاله.
إذا كنت شخصية متمردة فدائمًا ذكر نفسك بالسمعة التي تريد خلقها لنفسك، أو الأهداف التي تريد تحقيقها. تقول روبين: "قل لنفسك إذا لم أذهب إلى الاجتماع، سيعتقدون أني شخصية غير مسؤولة".
ويميل المتمردون إلى القيام بالتحديات، مثل إنهاء مشروع قبل الوقت المُحدد لتسليمه، أو الدخول في منافسات مع زملائه أو أحد أعضاء الفريق، فهم يحبون كسر التوقعات، ويريدون دائمًا اثبات أن الآخرين على خطأ.
تعرف على عدد مليونيرات العالم في 2017 وأكثر 10 دول فاحشة الثراء
الشخصية التابعة
الشخصية التابعة جيدة في تلبية التوقعات الداخلية والخارجية، فهم ينفذون المهام في الوقت المُحدد، ويستطيعون تحقيق نجاح كبير بالعمل وفق القواعد والقوانين، وينفذون القرارات دون أي مشاكل.
ورغم أن هذا النوع من الأشخاص يبدو مثالي جدًا وأكثر إنتاجية عن غيره في بيئة العمل، إلا أن أحد مشاكل الشخصيات التابعة هي أنها لا تتسم بالمرونة، ولا تستطيع التكيف مع تغيير الظروف.
وعلى سبيل المثال، قد يقول المدير في إحدى المنظمات لموظفيه :"اسمعوا، افعلوا ما يجب عليكم فعله لإتمام الصفقة". وتقول روبين إن هذا الأمر قد يكون سهلاً جدًا على المتمرد، ولكن المؤيد سيواجه مشكلة كبيرة لأنه يريد معرفة ما هي الطريقة التي يجب اتباعها للقيام بالعمل، لأنه لن يريد كسر القواعد أو مخالفة القوانين.
إذا كانت شخصية تابعة ستحقق نجاحًا كبيرًا بالعمل وفق الإجراءات والقوانين. وتقول روبين إن ميولنا واتجاهاتنا تشكل كل جانب من جوانب سلوكنا، ومعرفة كل شخص لطبيعة شخصيته يساعده على اتخاذ قرارات أفضل، وتسليم العمل في الأوقات المُحددة، ومواجهة كميات أقل من الاجهاد والارهاق، وزيادة الفعالية والانتاجية.