للرجال.. لعبة الأناقة على إيقاع شوارع باريس
هناك الكثير من التقارير والمقالات التي تذكر الرجل باستمرار بضرورة اتباع أسلوب معيّن على صعيد الاناقة وخصوصاً مع اقترابه من عتبة الاربعين. وذلك بحجة أن هامش خوض تجارب غير مؤكدة النتائج، صار ضيقاً اكثر من السابق وأن الوقت لم يعد يسمح بالكثير من المجازفات على مستوى الاطلالة المتقنة.
أما نحن فلا ننتمي الى هذه المدرسة الصارمة التي تملي على الرجل لائحة طويلة من الشروط والقيود، من المسموح والممنوع، بل على العكس إننا واثقون ان لكل قامة إملاءاتها وأسلوبها. كما ان لكل رجل تفضيلاته. بمعنى أوضح، ليست البذلة الرسمية الخيار الاوحد المتاح للرجل الرصين والكلاسيكي، بل هناك قائمة واسعة يمكن ان يستلهم منها عشرات الاطلالات المبتكرة من دون ان يبتعد عن المفهوم الرصين للاناقة.
في احتفالات المملكة باليوم الوطني الـ88.. كيف تقود السعودية "قطار التنمية" في الشرق الأوسط؟
فلنأخذ اناقة الرجل الفرنسي، وتحديدا الباريسي، مثالا. ما الذي يميّزه عن سواه من الرجال؟ لماذا تكتب سنويا عشرات المقالات حول أسلوبه وتنشر مئات الصور الملتقطة له في الشارع؟ باريس، عاصمة الاناقة، لا تكتفي بمجرد أسلوب واحد ولا ترضى بالرتابة خياراً!
الواقع ان الباريسي يجيد لعبة الخيارات بإتقان لافت. لا يسعى إلى التسوّق بكميات فائضة، بل على العكس يمتلك خزانة كبسولة، على حجم المساحة التي يقطنها، لكن هذه الخزانة نفسها تحتوي على كل الاساسيات المطلوبة لضمان مظهر متميّز. يمتلك فهما عميقا للعبة الاناقة، يستهلها بحرص دقيق على التفاصيل. يعير الخامات والانسجة الفاخرة التقدير الذي تستحقه. كما يدرك جيدا اهمية اقتناء قطع "مفتاحية" اساسية.
بمعنى آخر، هذا الرجل لا يغرق نفسه في انفاق مبالغ طائلة لا فائدة منها، بحجة ان كل ما هو فاخر أنيق. لا يسمح لأحد بأن يلقنه درسا في ما هو ممنوع او مسموح على صعيد الاناقة، طالما انه يشعر بالراحة والثقة عند ارتداء هذه القطعة او تلك. فالتصاميم، بالنسبة اليه، لا يمكن ان تكون موحّدة، اذ انها ليست الا تعبيرا صريحا عن شخصيته واهوائه.
على اي حال، في هذا التقرير جمعنا لكم عددا من النصائح والحيل التي تساعد في تعزيز شتائكم ومدّه بجرعة فائضة من الاناقة على الطريقة الفرنسية:
الأساسيات :
نعني بها مجموعة السراويل والقمصان القطنية والمزررة المصنوعة من أجود الأنسجة، والتي تتمتع بخطوط واضحة المعالم تؤطر القامة. أما الالوان فعليها ان تنطلق من الاساسيات، اي الابيض والاسود اضافة الى الرمادي والأزرق الداكن، بعدها يمكن الاستعانة بالالوان الحيادية التي تليق ببشرة صاحبها. عندما تكتمل هذه المجموعة، يمكن الاستعانة ببعض الاكسسوارات، وفي مقدمتها الاوشحة، التي تعتبر القطعة الاحب الى قلوب الباريسيين وحيلتهم المذهلة للحصول على لمسة معززة من الاناقة المرموقة. لذلك، استعدوا لتأسيس مجموعتكم الخاصة من الاوشحة على ان تكون مزينة بالخطوط والنقوش والالوان لكي تلوّن اطلالاتكم.
الألوان :
سبق ان عددنا قائمة الاطياف التي تدخل في صلب اناقة الباريسي. أما اذا كنتم تستغربون سرّ هذا الخيار، فإليكم الجواب. الالوان الحيادية والاساسية، تعتبر سراً من أسرار الاناقة التي لا يتخطاها الزمن. كما انها تعكس ذوقا رفيعا وغير متكلّف، بالاضافة الى ان هامش ارتكاب الاخطاء معها، يكون ضيقاً جدا.
القطع الرياضية:
تحدثنا مرارا عن امكان تنسيق حذاء سنيكرز مع سترة او حتى مع بذلة كاجوال. هذا الامر لا يعتبر خطوة ناقصة او مهدّدة لأناقة الرجل او مكانته. على العكس، إذا كنتم ممن يمتلكون شخصية مرحة ومتفائلة، تسعى باستمرار لطرد الملل عن مظهرها، لا تتردّدوا في تبني خيارات من هذا النوع. يشتهر الباريسي في اعتماده السروال المستوحى من صالات الاندية الرياضية، اي ذاك المزموم من الاسفل، مع سترة بلايزر وقميص قطني فاخر. سرّ الاناقة هنا، يكمن في عدم مساومته على القطع الفاخرة التي تتمتع بقصّات متقنة.
وهنا لا بد من جولة سريعة على اهم اتجاهات الموسم:
الاخضر الزيتي:
ذكرنا في تقرير سابق خاص بموضة خريف وشتاء 2017 و2018، أن الاخضر الزيتي الداكن يعتبر من اهم صيحات الموضة حالياً. لكننا نود هنا أن نعرض عليكم بعض الاقتراحات العملية حول سبل ارتداء هذا اللون. أولا، ما الذي يدفعكم الى اضافته الى مجموعتكم الشتوية؟ السبب جليّ، فهو يليق بأصحاب البشرة الداكنة، لون رصين وعملي. يمكن تنسيقه مع الاسود او الرمادي أو البيج أو حتى الابيض. بمعنى آخر، ما من مجازفات تُفرَض على الرجل الكلاسيكي. أما اذا كنتم من الفئة التي تحبذ اعتماد التنسيقات الخارجة عن المألوف، فما من ضرر في تنسيقه مع البرتقالي او حتى الازرق.
القطع الخارجية:
استثمر في الملابس الخارجية. هذه الفئة من الملابس لا تتخطاها الموضة سريعا، لذلك ما من ضرر في اضافة قطعتين الى ثلاث على ان تكون متنوعة بين المعاطف والسترات. الاول اتركه للايام الباردة وللرحلات المهنية صوب الدول القارسة، فيما الثانية تشكل خيارا رائعا للايام المعتدلة. سترة جلدية قصيرة أو أخرى من الجوخ الفاخر، تمنحك رونقا لا مثيل له.
المخمل :
يستعيد هذا النسيج مجده الغابر، مكانته المرموقة أيام سبعينات القرن الفائت. فهذه الحقبة ما من شك انها ألهمت ولاتزال مخيلات اهم المصممين العالميين. ها هم يعودون اليها من وقت الى آخر وفيهم حنين جارف لاعادة احياء ما حملته في طياتها من تقليعات. قد يعتبر البعض ان البذلة المخملية تفرض التحلي بالكثير من الجرأة، لكن لمَ لا طالما ان اللون رصين؟! اما اذا كنتم غير مقتنعين بخيار من هذا النوع ننصحكم بمحاولة أقل جرأة تكمن في اقتناء قطعة كالبلايزر او السروال المخملي. هذه يمكن تنسيقها مع نسيج آخر لارساء التوازن الذي تبحثون عنه.