كيف تحول جاك ما من مدرس براتب تعس لعملاق في عالم التكنولوجيا وأغنى رجل في الصين؟
لسنوات طوال تصدر الملياردير الصيني "جاك ما" عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العالمية فقد حقق جاك نجاحا عالميا بمجرد جِدّه واجتهاده الشخصي في قيادة مجموعة "علي بابا" العملاقة للتجارة الإلكترونية، التي تعد اليوم أكبر شركة تجارة إلكترونية في العالم حتى غادرها وتقاعد يوم الاثنين الماضي المصادف عيد ميلاده الـ54.
كيف تحول هارى وين من عامل نظافة لواحد من أغنى رجال أعمال أمريكا؟
ولد جاك ما في هانغتشو بالصين عام 1964 قبل سنوات قليلة من الثورة الثقافية في البلاد، وكان والداه موسيقيان محليان يعزفان موسيقى بينغتان التقليدية التي تم حظرها حينئذ مما أدى إلى معاناة الأسرة وعندما بلغ سن الـ12 بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها بنفسه، وكان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يومياً وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف استخدام اللغة الانجليزية.
ومر جاك بأوقات عصيبة في الدراسة إذ فشل مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة. لكنه لم يكن متميزا دراسيا، فقد أخفق في اختبارات التأهل للجامعة مرتين، ومع ذلك واصل تعلم اللغة الإنجليزية وفي النهاية التحق بكلية لتدريب المعلمين في هانغتشو.
وكان ما يرى أن مهنة التدريس ستكون مستقبله، فعمل قبل تأسيس على بابا فى 1999 مدرسا للغة الإنجليزية لمدة 5 سنوات براتب 100 إلى 120 يوان، أي ما يعادل 12 إلى 15 دولاراً أميركياً شهرياً، فدفعه راتبه التعس إلى البحث عن مصادر أخرى للكسب.
ما الذي يمكن أن يتعلمه إيلون ماسك من وارن بافت وجيف بيزوس؟
وفي عام 1995، ذهب جاك ما إلى سياتل للعمل كمترجم. وفي هذه الزيارة الأولى إلى الولايات المتحدة عرف الإنترنت لأول مرة وعندما عاد الى الصين أطلق موقعا هو عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم "الصفحات الصينية".
وفي عام 1999 جمع ما 18 صديقا في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية.
وقد وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أمريكي لإطلاق موقع "علي بابا". ويقول ما إنه اختار هذا الاسم لأنه "سهل وعالمي".
من هو تايجر وودز أنجح لاعبي الغولف في العالم؟
وتقدر قيمة الشركة حاليا بأكثر من 400 مليار دولار، وتقدم خدمات البيع عبر الإنترنت، وإنتاج الأفلام، والحوسبة السحابية فيما تتجاوز مبيعاتها السنوية 170 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 22 ألف موظف، في أكثر من 70 مدينة حول العالم .
وعن خططه المستقبلية بعد تركه قيادة مجموعة "علي بابا" يقول إنه أراد إنشاء مؤسسة خاصة به متتبعا بذلك خطا بيل غيتس صاحب شركة مايكروسوفت.
كذلك يخطط للعودة إلى التدريس. قائلا "أعتقد أني سأنجح في هذا الأمر أكثر من كوني الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا".
هذا وتبلغ الثروة الشخصية لجاك ما، الذي سيبلغ من العمر 54 عاما يوم الاثنين الماضي، 40 مليار دولار - ما يجعله ثالث أغنى شخص في الصين وفقاً لقائمة فوربس لأغنياء الصين عام 2017.