الاستماع لصوتك الداخلي.. الطريقة المثلى لتصبح أكثر ذكاءً وثقةً
تشعر دائمًا أن هناك صوت ما داخل رأسك، يُخبرك أنك تفشل في كل شيء، ويضع أمامك أسوأ الخيارات المتاحة، فتشعر أن حياتك تنهار، هل تستمع إلى هذا الصوت كثيرًا هذه الأيام، ولا تستطيع ايقافه وتشعر بالانزعاج الشديد، ماذا إذا قدمنا لك الحل، لمساعدتك على التوقف عن سماع الأصوات الضارة، واستبدالها بأصوات أخرى تساعدك على أن تصبح أكثر ذكاءًا ومرونة.
أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث أن هناك أصوات أخرى في دماغ كل شخص تساعده على أن يكون أكثر ذكاءًا وأكثر ثقة، وأكثر مرونة.
ولكن أولاً يجب أن تعلم أنه من المفضل عندما تتحدث مع نفسك أن تستعمل صيغة المخاطب، فمثلاً إذا كان هناك شيء تريد فعله قل لنفسك "أنت قادر على فعل ذلك.. ثق بنفسك فأنت تستطيع اتمام هذه المهمة"، ولكن لا تقل لنفسك "أنا قادر على فعل كذا.." لأن الصوت الذي بداخلك سيرد عليك قائلاً "لا لن تستطيع فعل أي شيء، وليس بإمكانك القيام بأي شيء".
وأكدت الأبحاث التي أُجريت مؤخرًا أن تحدثك مع نفسك بهذه الطريقة يجعلك أكثر حماسة، وأكثر قدرة على فعل الأشياء، إذاً العب مع عقلك لعبة بسيطة لكي تتغلب على الأصوات التي تملأك بالمشاعر السلبية الهدامة.
الصوت الذي يجعلك أكثر ذكاءًا
يوجد هذا الصوت بداخلك وأنت تعرفه جيدًا، ولكنك تحتاج إلى تعزيزه، عليك التحدث إلى نفسك بصوت عالي، والتفكير بصوت عالي.
وأثبتت الدراسات والأبحاث أن التحدث إلى النفس بصوت عالي يثبّت المعلومات، ويساعدك على تذكرها بسهولة، فمثلا إذا قرأت شيئًا بصوت عالي سيسهل عليك تذكره بعد فترة، وقد تستخدم هذه الطريقة أثناء مذاكرة دروسك، أو قبل حضور اجتماعات مهمة.
لذلك إذا كنت ترغب في تعلم مهارة جديدة، عليك مواصلة الثرثرة، والتحدث مع نفسك بصوت عالي حتى تتقنها، خاصة إذا كنت تتعلم لغة جديدة.
وتؤكد الدراسات أن التحدث مع النفس من أفضل الطرق لزيادة التركيز، كما أنه يساعد على تعلم المهارات الجديدة بسهولة.
الصوت الذي يجعلك أكثر مرونة
Hنت دائمًا في حاجة إلى شخص ما يشجعك ويؤمن بمواهبك وقدراتك، شخص يدفعك إلى العمل والتعامل مع كافة المشاكل، ولكن من ممكن أن يثق في موهبتك أكثر منك؟. هذا هو الصوت الذي يجب أن تحافظ عليه في مخك عندما تسوء الأوضاع أو تحدث أشياء مخالفة لتوقعاتك.
حافظ دائمًا على الصوت الذي يجعلك تشعر يقينًا أنك قادر على فعل أي شيء، الصوت الذي يدعمك ويحفزك، الصوت الذي يُخبرك أنك تستطيع فعل أي شيء.
إيلون ماسك اعترف أنه «منهار».. فما الذي يمكن تعلمه من تجربته؟
الصوت الذي يساعدك على الشعور بطريقة أفضل حيال نفسك
الكل يريد أن يعزز شعوره حيال نفسه ويعزز ثقته بها. ربما لأنه يعتقد أن الثقة بالنفس تساعد الناس على أن يكون ادائهم أفضل في عملهم، أو أنها ستجعلهم قادة أفضل، ولكن هذا غير صحيح.
وحسب الدراسات فإن الثقة بالنفس لا تساعد على زيادة الانتاجية، أو التفوق في الدراسات الاكاديمية، أو تمنع من ارتكاب الأخطاء، ولكنها نتاج التصرف بطريقة صحيحة.
لذلك عليك أن تتوقف الآن عن الكذب على نفسك واخبارها كم أنت رائع، وعوضًا عن ذلك كن متسامحًا مع نفسك، واعلم ما هي مشاكلك واخطائك وتعامل معاها بطريقة سوية وايجابية، وهذا ما يُعرف بـ"التعاطف مع الذات".
تذكر أن ثقتك الكبيرة بنفسك قد تقودك أحيانا إلى المسار الخاطئ، لأنك حتى تقتنع بأنك شخصية رائعة وخالية من العيوب عليك الانفصال عن الواقع، أو المبالغة في تقدير نفسك، ما يجعلك تتصرف دائمًا بطريقة خاطئة.
تذكر أنك دائمًا في حاجة إلى هذا الصوت المتسامح العطوف، الذي يُخبرك أنك ربما تكون اخطأت بالفعل، وربما تسوء الأوضاع لأنك اقترفت خطأ ما، ولكن الأمور ستكون على ما يرام في النهاية.
وفي النهاية، عليك أن تعلم أنه لا عيب تمامًا من تحدثك إلى نفسك، حتى إذا سخر منك الآخرون ووصفوك بالمجنون، فلا عيب في الجنون إذا كان يخدم مصلحتك ويجعلك تشعر بالثقة في نفسك، ويحسن من نظرتك إلى نفسك وإلى الآخرين.
واعلم أنه كلما تحدثت إلى نفسك أكثر، وتعاملت معها على أنها صديق لك كلما تحسنت أحوالك وأصبحت شخصًا أفضل، وثق أنك بهذه الطريقة ستحدث تغييرا كبيرًا في حياتك وفي علاقتك بالآخرين.