كيف حول الأخوان جويل وجون كلارك وصفة فطائر عائلية لعلامة تجارية عالمية؟
في ثمانينيات القرن الماضي نجح الطفل جويل كلارك وأخوه الأكبر "جون" في بناء علامة تجارية صاخبة تحمل اسم "كودياك كيكس" أصبحت الأكثر مبيعًا في فئة فطائر "البان كيك" في متاجر "تارجت" الأمريكية، متفوقة على علامات تجارية كبرى مثل "آنت جيميما" و"باسويك".
عمل شاق
رحلة كودياك كيكس التي أسسها جويل لم تكن من السهولة في شيء، إذ استغرقت عقودًا من العمل الشاق حيث كانت والدته "بيني" ماهرة إلى حد كبير في إعداد الأطعمة الطبيعية، فكانت تجيد إعداد العصائر محلية الصنع وتطحن القمح الخاص بها، علاوة على إتقانها وصفة ورثتها عن أبيها لإعداد الفطائر الصحية باستخدام الحبوب الكاملة، والتي أحبتها عائلتها كثيرًا.
تعرف على اقتصادات الدول الأعلى تنافسية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
استغل "جويل" مهارة والدته ومساعدتها له في إعداد فطائر "بان كيك" فقام بتغليفها في أكياس الغداء بنية اللون مع ملصق يحتوي على الوصفة، ومن ثم بدأ جويل في أخذ الكميات وبيعها لجيرانه في مدينة "سولت ليك" عاصمة ولاية يوتا، مستخدمًا عربة السحب الحمراء.
منتج حقيقي
دخل "جون" الأخ الأكبر لـ"جويل" على الخط بعدما فكر في جعل الوصفة العائلية المحببة منتجا حقيقيا يمكن بيعه وتأسيس عمل تجاري يعتمد عليه حيث قال إن تلك العلامة ستكون ريفية وطبيعية وصحية، بما يعكس الحياة التي عاشتها عائلته في يوتا، مؤكدًا ضرورة تميز المنتج بالمذاق الجيد مع إنتاجه من الحبوب الكاملة.
وبالفعل قامت الام "بيني" بتشجيع جهود "جون" على تنظيم المشروع، وقامت بتعديل الوصفة بحيث تصبح مزيجًا سهل الإعداد بمجرد إضافة المياه فقط، ثم بدأ الابن في تجربة المنتج وتقديمه لأصدقائه.
في البداية استعان "جون" الذي أطلق علامة "كودياك كيكس" عام 1995، بمخبز آلي صغير في مدينته، حيث خزن نحو 120 عبوة في الطابق السفلي له، قبل أن يشرع وأخوه "جويل" في بيع الفطائر وظل الأخوان يبيعان المنتجات عند أبواب المنازل والمتاجر، حتى بعدما توسعا ووصلا إلى مدن التزلج مثل بارك سيتي وجاكسون ووايومنغ وصن فالي.
من يملك القرار في عصر الذكاء الاصطناعي.. المدير أم الموظف؟
خطوات كبيرة
ونجح المنتج في تحقيق أداء إيجابي في البداية، لكن إيرادات السنة الأولى كانت أقل من 30 ألف دولار، وخلال العامين التاليين ركز "جون" على تشغيل "كودياك" بشكل أفضل والتأكد من القيمة التي يقدمها للعملاء، فيما ساعد "جويل" في الترويج وبيع المنتج.
ومع استمرار تحقيق الشركة مبيعات سنوية لا تتجاوز 30 ألف دولار، طلب "جون" من أخيه "جويل" (كان لا يزال طالبًا جامعيًا) تولي زمام الأمور في الشركة، للبحث عن مصدر دخل ثابت يمكنه من الإنفاق على أسرته.
وعلى رغم أن "كودياك" لم تكن تخطو خطوات كبيرة، إلا أن "جويل" لم يرغب في الاستسلام، لذا ترك عمله كمحلل في شركة استشارات إدارية عام 2004، ليعمل بدوام كامل في شركته بجانب والده المتقاعد "ريتشارد"، وفي هذا العام حققت الشركة إيرادات قدرها 150 ألف دولار، قبل أن تقفز إلى 1.4 مليون دولار عام 2010.
تسعى لتحقيق الرضا الوظيفي في شركتك؟ إليك النصائح
إيرادات سنوية
وخلال رحلته مع "كودياك" اقترض "جويل" المال مرتين، الأولى في عام 2009 عندما قدمت الشركة عروضًا (تخفيضات وهدايا) بأكثر من اللازم، ما كلفها 50 ألف دولار، وهو ما تمكن رائد الأعمال الشاب من سداده خلال عام والثانية في عام 2012 عندما سجلت الشركة أول طلب من متاجر "تارجت" لتوزيع منتجها على مستوى الولايات المتحدة، وكانت تحتاج إلى 200 ألف دولار لتحقيق ذلك.
وحول هذه التجربة الشاقة التي انتهت بالعلامة التجارية الشهيرة - يقول "جويل" إن الأمر كان ممتعًا أن نغطي المدن بمنتجاتنا، كنا نقسم المدينة نصفين، فأغطي واحدا و"جون" يتكفل بالآخر، ونتفق أن نلتقي في نقطة معينة بعد بضع ساعات لكي نرى ما إذا كان بإمكاننا بيع المزيد من الفطائر هنا.
ونتيجة لجهود الاخوين تحسنت الأمور وبلغت المبيعات 3.5 مليون دولار عام 2013، وفي 2016 تلقت الشركة تمويلًا من "صن رايز إستراتجيك بارتنرز"، وهو ما ساهم إلى حد كبير في إنعاش وتدعيم عملياتها، وباتت علامة تجارية صاخبة تبيع فطائر "البان كيك"؛ من المتوقع أن تحقق إيرادات سنوية قدرها 100 مليون دولار، من منتجاتها التي وصل عددها إلى 45 منتجًا خلال عام 2018 متفوقة على علامات تجارية كبرى مثل "آنت جيميما" و"باسويك".