بامتلاكه 10 مفاتيح.. أصبح جون دي روكفلر أول ملياردير أمريكي
عقود من الزمن تفصل بين أغني شخصيات العالم في الوقت الراهن وهو الريادي المستثمر جيف بيزوس، وبين قطب البترول في أوائل القرن التاسع عشر جون دي روكفلر، الذي كان أول ملياردير أمريكي في عام 1916، وكانت ثروته تمثل حوالي 2% من اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت قرابة 24 مليار دولار بأسعار الوقت الحاضر.
روكفلر كان يؤمن بأنه سيصبح أغنى رجال أمريكا في التاريخ، وبالفعل صار كذلك، وفي كتاب له بعنوان" تيتان: حياة السيد جون دي روكفلر" تم عرض الكثير من مفاتيح روكفلر الأساسية في الإدارة وأساليبه المختلفة التي كان يتبعها والتي لم تساعده فحسب في إحداث ثورة هائلة في صناعة النفط، ولكن في دفعه وتحفيزه أيضاً على أن يكون شخصاً ذو شهرة ومال.
10 مفاتيح من أسرار تألق قطب البترول الأمريكي روكفلر في عهده وحتى وقتنا الراهن
الأمانة والشرف وأن تكون مصدر ثقة
وهي مكون رئيسي في ملامح شخصية جون دي روكفلر والذي عُرف عنه أنه لصيق مباشر بكل ماهو حقيقي وبعيد كل البعد عن أي غامض أو مبهم وغير واضح، حيث كان شخص يتأكد بنفسه من سد القروض في مواعيدها دون أي تأخير. وهو الأمر الذي عاد عليه بالنفع عندما تعرض لإصابة أثناء استخدام مصفاة النفط، وبسبب سمعته ناصعة البياض التى كانت دوماً تسبق لقبه، حصل على قرار من مدير بنكي بإقراضه المال دون أي تردد والعرض عليه باستلام المزيد في حالة احتياجه إلى ذلك.
الاستمتاع بقسط من الراحة: رغم هوسه الشديد بالعمل، كتب جون روكفلر في مذكراته قائلاً "إنه من المحزن والمؤلم أن تجد أشخاصاً يكرسون كامل أوقات يقظتهم يومياً في جلب المال من أجل المال فقط". وكانت من ضمن عادات روكفلر اليومية قضاء قسط من الراحة بعد تناول وجبة الغداء والاستلقاء قليلاً على الأريكة بعد وجبة العشاء.، وعند بلوغه منتصف الثلاثينيات قام بتثبيت سلك التلجراف بين عمله والمنزل من أجل قضاء سويعات بالمنزل في فترة مابعد الظهيرة خلال الأسبوع والاستمتاع بجو الخضرة والحدائق.
جدولة اليوم و التخطيط له
رَوي عنه مؤلفو الكتب أنه شخص يخطط يومه كالساعة وكأن هناك ماكينة تدور بانتظام لتطبيق جدوله الزمني. وبسبب مهامه بالغة التعقيد يفضل روكفلر الجداول الزمنية الصارمة والتي تساعده كثيراً في التعامل مع أشكال الضغوطات الكامنة في امبراطوريته النفطية، والتمسك بهذا الطقس اليومي للتمكن من مسايرة الأمور المجهدة التى تواجهه داخل الكيان المؤسسي الذي يتولى رئاسته .
المراقبة المالية عن كثب للشركة
من أبرز سمات نظام روكفلر القيادي رؤيته بعيدة المدى التي اعتمدت في المقام الأول على الأرقام لما لها من دور دلالي يخبره بمسارات الشركة الحقيقية، حيث كان يحتفظ أيقونة العمل التجاري في عالم النفط بسجل مكتوب بخط اليد يشتمل على أرقام تفصيلية لأموال الشركة كافة، كما تميز جون روكفلر بقدرته على إنشاء مقياس موضوعي بناءاً على مقارنات يجريها بين العديد من العمليات التجارية وأداء فروع شركة ستاندرد أويل والتي تحد من الادعاءات الشخصية أو المزعومة من قبل المرؤوسين، عند مناقشة كيفية مساهمة الأرقام في إنجاح المؤسسة. ومن أشهر مقولاته " أنا رسمت مسار دراستي بالأرقام، فلا شيء سوى الأرقام".
تفويض المهام
للتأثير بفعالية في مؤسسة ضخمة تتولي قيادتها، كان السيد روكفلر حريصاً على منح ثقته للعاملين لديه ولأدورهم تجاه مسئولياتهم. ومن ضمن مايحسب لهذه الشخصية خالدة الذكر، تخصيصه لجزء من مهامه في الشركة للمرؤوسين عنده وتدريبهم بغرض توليهم هذه المهام. وكان الهدف من ذلك هو تفريغ جزء من طاقته التي كانت مسخرة لخدمة هذه التفاصيل المعقدة، وتكريس دورها بالمقابل في صناعة القرارات الخاصة بالسياسة الخارجية للشركة.
السعي لتحقق الحرفية والكفاءة
عُرف الملياردير روكفلر بعصبيته الشديد للكفاءة والحرفية ومناهضة أداء أي أمر بشكل اعتباطي أو عشوائي. حيث كان يكتب مئات مؤلفة من خطابات العمل وأحد المواظبين بشكل دائم على مراجعة كل هذه الأمور الكتابية بنفسه، وبسبب روعة أسلوب خطه، يذكر أن أحد كبار مساعديه وصف خطه قائلاً "إنه كان يوقع كل حرف بدقة وحرص عال، وكان توقيعه أشبه بعمل فني منفرد بذاته ".
خلق وتأسيس الاتحاد
من أعظم مواهب الإداري المتميز روكفلر قدراته التحفيزية على تجميع قطاعات المؤسسة المتنوعة داخل اتحاد واحد بواسطة مد الكوادر البشرية لديه بقسط من التناغم الداخلي بينهم والتي تمهد الطريق نحو تسوية أي خلافات بين المسؤولين التنفيذيين في شركة ستاندرد أويل. كما كان السيد روكفلر حريصاً على تجميع كل الأراء قبل التعبير عن منظوره أو قراره فلم يكن من القائمين على إصدار الأوامر بشكل مباشر ولكنه كان ممن يفضلوا إبرام القرارات في صورة طرح إما على هيئة مقترحات أو أسئلة، وتنفيذ أحد هذه المقترحات يأتي بالإجماع وإصدار الموافقة الجماعية.
تأسيس نظام داعم
بالرغم من أن روكفلر كان لديه نزاعات متفرقة مع عدد من القادة في شركته والتي تحمّل بالنفوس قليلاً من الخصومة والغيرة فيما بينها وهو أمر متوقع حدوثه في أي كيان مؤسسي ضخم، ولكن الصورة كانت مختلفة تماماَ في شركة ستاندرد أويل، والذين غلُب عليهم رؤساءً ومرؤسين صفات الالتزام بالأخوة والحرص على إنشاء علاقات قوية فيما بينهم منعت عنهم أيادي التحقيقات والاستجوابات الخاصة بحكومة الدولة والصحافة.
تعزيز روح المنافسة والتشجيع عليها
حرصه على تطبيق هذا المفهوم دفع رئيس شركة ستاندرد للنفط إلى إقامة جمعية تتشكل أعضائها من متخصصين في مختلف المجالات والفروع القائمة بالمؤسسة. وفي الوقت الذي تتيح فيه الجمعية للمدراء تبادل الأفكار والمفاهيم فيما بينهم فإنها تعزز كذلك روح التنافس بين الوحدات والدوائر المحلية وهو الأمر الذي يتولد عنه رفع مستويات الآداء وتشجيع فروع الشركات على التنافسية لتسجيل أرقام قياسية عالية والفوز بالجوائز. وبنجاح استراتيجية روكفلر المهنية تمكنت شركته من الحصول على أفضل النتائج بفضل إعلاء سقف الحافز التنافسي.
احترام دوائر الموظفين
جون دي روكفلر كان واحداً من المؤمنين بأن نجاح القائد يأتي أيضًا من قدرته على بث روح الحماسية الممتزجة بالحب والرضا بين فريق الموظفين والعاملين لديه عند الإقدام عل تنفيذ أوامره. وفي وصف لهذه القدرات فإن من أهم السمات لباقة الحديث، وسهولة التعامل مع فئات العمال الأقل مستوى، وعدم التذمر والتصرف بحكمة وعقل عند الغضب أو التعرض للانتقاد مع ضرورة الاحتفاظ على احترامك لنفسك والآخرين. وهي أمور جعلت من الملياردير روكفلر يحوز على أسمى درجات التبجيل والاحترام من قبل موظفيه والتنافس على إرضائه.