تعرف على المسافة بين الصفا والمروة وهل يمكن السعي راكبًا؟
السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج لقوله تعالى: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ".
فيما يلي نستعرض لكم كل ما تريدون معرفته عن المسافة بين الصفا والمروة وكيفية السعي في المسافة بين الصفا والمروة وشروط السعي وكل ما يتعلق بهذا الأمر.
الصفا والمروة
ما هو مصطلح "الصفا والمروة؟" ولماذا بات السعي بينهما فرضا من فروض الحج لإتمامه وأدائه على أفضل وجه؟ كل هذا نستعرضه من خلال السطور التالية التي نقدمها لكم:
الصفا هي الحجارة الصلبة، وأطلق على طرف جبل أبي قبيس، الذي يبدأ منه السعي في الحج، وقيل إن دابة الأرض في آخر الزمان، وهي من علامات الساعة الكبرى، تخرج منه.
أما المروة فهي الحجارة البيضاء البراقة، ثم صار علماً على الجبل المعروف في مكة الذي ينتهي إليه السعي والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية سنة 1375 هـ.
ويشير معنى السعي في اللغة إلى المشي، والقصد إلى الشيء، والعدو، والتصرف في الأعمال، أما اصطلاحاً فيعني المشي بين الصفا والمروة، وقد يطلق على السعي الطواف والتطوف، كما في قوله تعالى: (فلا جناح عليه أن يطوف بهما).
وقد اختلف الفقهاء في حكم السعي بين الصفا والمروة، فمنهم من قال: إنه ركن، ومنهم من قال: إنه واجب، ومنهم من قال: إنه سنة.
اقرأ أيضًا:السماح بالحج والعمرة لمن تلقوا هذا اللقاح
كم المسافة بين الصفا والمروة؟
ومن المعروف أن عدد مرات السعي المطلوبة سبع، ويُعَدُّ السعيُ من الصفا إلى المروة شوطًا، ومن المروة إلى الصفا شوطًا ثانيًا، ويُتِم سعيه بسبعة أشواط، يبتدئ الشوطُ الأول بالصفا وينتهي الشوطُ السابع بالمروة.
والمسافة بين الصفا والمروة من الأمور التي لا يتوقف عليها حكم، وإنما المطلوب من الساعي هو استيعاب المسافة بينهما، وقد نص على تحديدها بعض أهل العلم ففي البحر الرائق شرح كنز الدقائق وهو من كتب الأحناف قال: مهمة: ذكر الشيخ عبد الرحمن المرشدي في شرحه على الكنز أن مسافة ما بين الصفا والمروة سبعمائة وخمسون ذراعا، وفي فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب وهو من كتب الشافعية: وقدر المسافة بين الصفا والمروة بذراع الأدمي سبعمائة وسبعة وسبعون ذراع.
السعي راكباً
ومما سبق يتضح لنا بالحسابات أن المسافة بين الصفا والمروة تبلغ 394.5 مترًا، وهناك من يقول أنها 405 أمتار، وهناك من يقول 375 متر، وإجمالي عدد الأشواط للسعى 2761.5 متر عند حسابها على أنها 394.5 متر وعرض المسعى 40 مترًا، وعدد طوابقه أربعة طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع.
ووفقا لمذهب الشافعية فإن السعي ماشياً للقادر سنة، ورواية عند الحنابلة والمالكية، وواجب عند الحنفية، يجب بتركه دم.
وشرط صحة في رواية عند الحنابلة والمالكية.
قال في المغني: ' أما السعي راكباً فيجزئه لعذر ولغير عذر، لأن المعنى الذي منع الطواف راكباً غير موجود فيه.
' وقال النووي في المجموع: ' ذكرنا أن مذهبنا لو سعى راكباً جاز، ولا يقال مكروه، لكنه خلاف الأولى، ولا دم عليه.
ويعود بدء السعي بين الصفا والمروة إلى زمن النبي إبراهيم، حيث تعتبر هاجر أول من سعى بين الصفا والمروة، حينما كانت تلتمس الماء لابنها النبي إسماعيل، فكانت تصعد على جبل الصفا ثم تنزل حتى تصل جبل المروة، وقد كرَّرت ذلك سبعة أشواط، حتى وجدت الماء عند موضع زمزم، فشربت وأرضعت ولدها ولذلك لما جاء الإسلام جعل ذلك من مناسك الحج والعمرة.
اقرأ أيضًا:النظرة الأخيرة.. لحظة وداع الحجاج للكعبة المشرفة بعد انتهاء مناسكهم «صور»
كيفية السعي بين الصفا والمروة
يتساءل العديد من قاصدي بيت الله الحرام والراغبين في التفقه في الدين بشكل عام، ما هي كيفية السعي بين الصفا والمروة؟ ولإجابة ذلك السؤال نقدم لهم السطور التالية:
لكي يكون السعي صحيحا لا بد من توفر عدة شروط أولها أن يأتي السعي بعد الطواف بالبيت فإذا لم يتقدمه طواف فإن هذا السعي لا يعتبر ولا يحسب في مناسك الحج كذلك لابد من البدء عند السعي بالصفا والختم بالمروة كما يجب ألا يترك أي جزء من المسافة بين الصفا والمروة بغير سعي فيه، فإن ترك جزءا ولو صغيرا بطل سعيه، حتى لو كان راكبا اشترط أن تضع الدابة حافرها على الجبل كذلك تشترط الموالاة في السعي بين الصفا والمروة من غير فصل كثير بين الشوط والذي بعده، ولا يقطع السعي لإقامة صلاة بالمسجد إلا إن ضاق وقتها فيصليها ويبني ، ويجوز قطع السعي بسبب احتقان بالبول وغيره.
ويسن للرجال الهرولة بين العلمين في قطع المسافة بين الصفا والمروة لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده، وقد قال صلى الله عليه وسلم (لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ) أما المرأة فلا تهرول؛ لأنها يُقصد فيها الستر والحشمة، وفي الهرولة تعرض لإظهار جسدها ومفاتنها.
والحكمة من الهرولة للرجال أنه كان في هذا المكان واد، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلاً ويكون رخواً رملياً فيشق فيه المشي العادي، فيركض ركضاً.
بذلك نكون قد أجبنا على سؤال: ما هي المسافة بين الصفا والمروة؟ وكيف يمكن أن أقطع المسافة بين الصفا والمروة؟ وما هي شروط السعي بين ه الصفا والمروة وما هي القصة الأصلية لفرض السعي في الحج.