بعد 14 عامًا من الانتظار.. تعرّف على "رولزرويس فانتوم"
منذ تدشين الجيل السابع لسيارات فانتوم من رولزرويس، في لوس انجليس (وغطّتها "الرجل" حينذاك) انتظر العالم 14 عاماً حتى تكشف الشركة عن الجيل الثامن الذي يعدّ الافخم في الصناعة على الاطلاق، والاحدث تقنياً من الشركة. وأكد ريتشارد كارتر، مدير الاتصالات الدولية في الشركة، لدى تقديمه السيارة في لوزان للاعلام الدولي، ان تقديم فانتوم جديدة إلى العالم، هو حدث نادر بكل المعايير. فهو لم يحدث سوى ثماني مرات في 92 عاماً، هي تاريخ فانتوم، التي تعدّ الاقدم بين اسماء السيارات.
فانتوم الجديدة هي الاعلى فخامة وتقنية بين الاجيال السابقة، وبين سيارات الشركة وبين سيارات العالم كافة. فهي ببساطة افضل سيارة في العالم، ولن يتمتع بتجربة قيادتها، او حتى الجلوس فيها، الا عدد قليل من الاثرياء. وقد اتاحت الشركة مؤخراً فرصة تجربة الجيل الثامن من فانتوم للاعلام الدولي في سويسرا في جبال الالب، وحول بحيرة لوزان. ولن تصل السيارة الى الاسواق قبل بدايات عام 2018 التي يتسلم فيها عدد قليل من العملاء سياراتهم الجديدة التي سبق أن حجزوها، عند بداية الاعلان عنها. ومن هؤلاء هناك نخبة من دول مجلس التعاون.
التصميم الخارجي تحسن في درجة انسيابيته، مع الحفاظ على الشخصية الطاغية لسيارات فانتوم. وأدمجت شبكة التبريد الامامية المصنوعة من الكروم التي تعدّ من ابرز معالم السيارة، ببقية مكونات المقدمة، بحيث تندمج معاً، لتكوين تصميم متكامل يتوافق مع الشكل الجديد للسيارة. وارتفع شعار السيارة الذي يقع في مقدمتها بفضل هذا التصميم، بمقدار نصف بوصة.
وهي اكثر اناقة من سابقتها في الشكل العام الذي تحيطه خطوط طولية جانبية، وسقف املس، بزوايا منفرجة للنوافذ الزجاجية اماماً وخلفاً.
ويعتمد الجسم على بناء هيكلي من الالومنيوم، اكثر صلابة من سابقه، بنسبة 10 في المئة، ويحتوي على 130 كيلوغراماً من المواد المخمّدة للضوضاء. الاطارات، كذلك، احتوت على طبقات من الرغوة التي تلغي ضوضاء الطريق. والنتيجة هي سيارة فانتوم تعد الاكثر هدوءاً بين سيارات العالم، ولا يسمع ركابها الا دقات الساعة في لوحة القيادة.
فضلاً عن الهدوء الصامت، تتعزز فخامة السيارة بنظام التعليق الجديد المرتبط بنظام الملاحة، لمراقبة سطح الطريق وإلغاء النتوءات فيه، عبر نوابض مرنة تغير وضعيتها مئات المرات في الثانية، لتوفير انطلاق سلس يشبه "بساط الريح" كما تصفه الشركة. ويعمل النظام بضغط الهواء ويحافظ على وضعية افقية للسيارة في كل الاحوال.
آخرهم محمد صلاح.. تعرف على سبب سفر المشاهير لجزر المالديف
غاليري فني
وتنفرد سيارة فانتوم الجديدة بغطاء زجاجي بعرض لوحة القيادة داخل السيارة، يحتوي على مساحة لحفظ قطعة فنية من اختيار مالك السيارة. ويمكن الاختيار من بعض النماذج المتاحة التي كلفت الشركة فنانين تصميمها، او اختيار قطعة فنية خاصة بمالك السيارة وهواياته التي قد تكون متعلقة بمجال الخيول او الصقور او الرياضة بأنواعها، او حتى الفنون المحلية من بلد المشتري.
وتُفتح الابواب وتُغلق بضغطة زر من الداخل، ومن الخارج للمقاعد الخلفية ايضاً. وتُفتح الابواب مثل بوابات القصور، من الجانبين، الى عالم من الهدوء الوثير، حيث براد المشروبات والكؤوس الكريستالية في متناول اليد، وكذلك شاشات التسلية ونظم التحكم في الوظائف والتكييف ومناضد صغيرة لإجراء الاعمال عند الحاجة.
وفي الماضي كان ركوب السيارة في المقاعد الخلفية هو اسلوب مالكي سيارات فانتوم، ولكن هذا النمط تغير في السنوات الاخيرة، مع انخفاض متوسط عمر المشترين الى 39 عاماً، وتوجه الكثير منهم الى قيادة السيارة بنفسه. ولكن نسبة كبيرة من المشترين الاثرياء وملوك ورؤساء العالم مازالوا يفضلون جلسة المقاعد الخلفية في سيارة رولزرويس فانتوم.
وهي سيارة ذات حضور طاغ على الطريق، يكتسب اعجاب المشاة واحترام السائقين. وهي لا تفتقر الى قوة الانطلاق بفضل محركها سعة 6.75 لتر المكون من 12 اسطوانة وشاحن توربيني مزدوج. ويوفر قدرة 563 حصاناً و900 نيوتن/متر من عزم الدوران. ويرتبط المحرك بناقل حركة اتوماتيكي بثماني سرعات، يتلقى معلومات من نظام الملاحة الالكتروني وكاميرات في مقدمة السيارة، للتعامل بكفاءة مع سطح الطريق، وتنعيم الانطلاق الى اقصى درجة. ولا يمكن سماع صوت المحرك من المقصورة الا عند التسارع المفاجئ الذي يسجل سرعة مئة كيلومتر في الساعة، في غضون 5.3 ثانية. وحدّدت سرعة السيارة القصوى بـ 155 ميلاً في الساعة.
اكبر خليج في العالم
تجربة القيادة
على رغم نظام التعليق الوثير على الطرقات، فإن فانتوم الجديدة تتعامل مع المنعطفات الحادة برشاقة رياضية وتأهب، وتحافظ على افقية السيارة وعلى راحة ركابها. ويستمر هذا الاستقرار الداخلي عند هبوط المنحدرات ايضاً، مثلما كانت الحال في بعض طرق جبال الالب التي خاضتها السيارة بجدارة.
وتعود هذه النعومة الى عوامل عدة، منها نظام التعليق المرتبط بنظام الملاحة الالكترونية الذي يتعامل مع متغيرات الطريق مسبقاً، والى نظام توجيه العجلات الخلفية على المنعطفات للحفاظ على استقرار السيارة. فضلاً عن ذلك يحافظ نظام التعليق على افقية السيارة في كل الاحوال.
محرك فانتوم يعمل في صمت وبلا ذبذبة تذكر. وهي تنطلق بنعومة من الثبات، وعند الحاجة تتخطى السيارات الاخرى بسهولة. وتعاملت السيارة برشاقة مع مرتفعات جبال الالب وطرقها الملتوية صعوداً وهبوطاً. كما انها على الطرق السريعة كان لها حضورها في الحارات السريعة، حيث افسحت لها السيارات الاخرى مكاناً فور اقترابها.
وتتميز بالصمت التام داخلها، حيث استخدمت الشركة 130 كيلوغراماً من المواد العازلة داخلها، فضلاً عن اطارات فيها رغوة لإلغاء ضوضاء الطريق. زجاج السيارة مزدوج لمنع الضوضاء الخارجية. وبوجه عام تزداد نسبة الهدوء في السيارة بنحو 10 في المئة على سابقتها.
التجربة السويسرية لفانتوم الثامنة كانت مزدوجة بين قيادة السيارة حول بحيرة لوزان وجبال الالب، والجلوس في المقاعد الخلفية لمعرفة درجة الفخامة التي توفرها السيارة لأصحابها الذين يفضلون عدم القيادة. ولفتت السيارة الانظار حتى في ارقى المناطق السويسرية الثرية.
ولكن قيادة السيارة توفر تجربة فريدة في الاداء، خصوصاً مع الانظمة الحديثة التي يحملها الجيل الثامن، ويجعل من السيارة الافضل بين سيارات رولزرويس تاريخياً. فهناك انظمة مثل كروز كنترول الفعال المتغير السرعة، مع عرض المعلومات على زجاج النافذة الامامية، والحفاظ على حارة السير، والتحذير من المرور العرضي الخلفي، ونظام الرؤية الليلية. وتحمل كل سيارة نقطة اتصال ساخنة مع الانترنت.
ان قيادة سيارة فانتوم تجربة فريدة لن يعرفها سوى قلة من المحظوظين، وهي قلة سوف تتسلم سياراتها في بداية العام الجديد، بعد طول انتظار من الجيل السابق الذي خرج الى العالم قبل 14 عاماً.