لماذا يطلق عليها «المتعة الصعبة» ؟ .. 5 أسباب تدفعك لتعلم البرمجة
هل تريد أن تشق طريقك في القطاع التكنولوجي، إذا فعليك اختيار اي المجالات في هذا القطاع يمكنك التمكن فيها وفعلها جيدًا، ولعل أفضل هذه الوظائف المتعلقة بهذا القطاع هي البرمجة، فهي المجال الرائج الآن بالقطاع التكنولوجي على مستوى العالم، وبإجادة هذا المجال يمكنك الحصول على وظائف مميّزة ومتنوّعة في شركات عدة على اختلاف أحجامها ومجالات تخصصها.
وهناك العديد من الشركات الناشئة سريعة النمو، ووصولاً إلى العمالقة أمثال "آبل"، وبما قد يشمل تصميم أحذية "فلاي نيت" من علامة "نايك"، أو المساهمة في أحد المشاريع الإنشائية الضخمة التي تحتضنها دبي. لذا لا عجب في أن تكون البرمجة من أهم المهارات المهنية المطلوبة بحسب أحدث تقرير صادر عن موقع التوظيف العالمي "جلاس دور"، علماً بأنه من المتوقع لهذا الطلب أن ينمو بواقع 12% أسرع من متوسط السوق.
هل تعرف لماذا يزداد الطلب على هذه الوظائف في السوق العالمي، ولماذا البرمجة مهارة جديرة بالتعلم ؟، حتى وإن لم تكن مبرمجًا محترفًا، فمن خلال تعلم هذه المهارات يمكنك إمكانية التعبير عن الأفكار بأسلوب إبداعي وتفاعلي، ولكن الأمر يتوقف على ما تميل انت إليه، فليس من الواجب أن يكون الجميع مبرمجين، فالبرمجة مثل الرياضة أو عزف الآلات الموسيقية، إنها مهارة محبّذة ولكنها ليست حتمية لا بد منها، أي ليس بالضرورة أن نتقن الترميز الرقمي، ولكن إجادة البرمجة تسمح لنا بالانتماء إلى مجتمعات داعمة وتفتح آفاقاً جديدة للعمل الذهني والجسدي، بما يساعد على استكشاف أنماط حياة وأفكار مهنية مبتكرة لم تخطر على البال.
كنتُ قد دخلتُ عالم البرمجة قبل نحو 10 سنوات عندما كنت طالباً في كلية العمارة، لكنني الآن أطمح إلى تعليم البرمجة كأستاذ جامعي في معهد دبي للتصميم والابتكار (DIDI) فور افتتاح أبوابه في سبتمبر، هكذا يقول سايجيل باتيل، عضو الطاقم الأكاديمي لدى معهد دبي للتصميم والابتكار، ساردًا الأسباب التي تجعل البرمجة مهارة جديرة بالإتقان برأيي:
1. تعلّم اللغات الجديدة يساعد الدماغ على تشكيل روابط عصبية جديدة
إنّ تعلّم البرمجة يشبه تعلّم لغة جديدة، وقد حملني إلى آفاق جديدة لم أكن أحلم بالوصول إليها. وقبل انتقالي إلى دبي نجحت في تطوير برنامج للطباعة ثلاثية الأبعاد حاز على العديد من الجوائز، وذلك عبر الجمع بين معرفتي بأدوات التصميم بمساعدة الحاسوب من جهة، والبرمجة من جهة ثانية.
2. البرمجة ليس مقتصرةً على الحواسيب
لا تقتصر البرمجة على الشاشات الحاسوبية فقط، فهناك أنواع جديدة المواد "المبرمجة" التي تعتمد على التفكير الحوسبي، مثل الروبوتات "القادرة على تذكر المسارات"، والتي يتم توجيهها عن طريق التفاعل البشري. وفي حين ستكون هناك مواقع إلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية ومقاطع فيديو مخصصة للبرمجة، غير أن هذا المجال لن يكون محصوراً بالنطاق الرقمي فقط، بل سيشمل الكثير من الأنشطة المادية أيضاً. كما ستكون أنشطة البرمجة ذات فائدة عملية للعديد من المهن مثل الفنون، والتصميم، والهندسة، والعلوم.
لمواقع المحتوى الإلكتروني.. أي منصات تواصل عليكم الاعتماد عليها الفترة المقبلة
3.البرمجة "متعة صعبة"
وصف سيمور بابيرت، العالم الرائد في الذكاء الاصطناعي والتعليم خلال الطفولة المبكرة، البرمجة بأنها "متعة صعبة"، ما يجعلها خياراً رائعاً لمن يبحثون عن التحديات الممتعة، وهو جانب يختلف من شخص إلى آخر بالطبع. وبالنسبة لي أروع ما في الموضوع هو أنني أُكوّن أِشياء جديدة بنفسي، وأعبر عن أفكاري من خلال ابتكار برامج حاسوبية، بالإضافة إلى إحساسي بالرضا الذاتي الذي يدفعني إلى توسيع نطاق معرفتي بالبرمجة دون توقف.
4. تعلم البرمجة يعزز القدرة على التعلم عموماً
تتطلب كتابة الرموز الحاسوبية الكثير من التكرار، والرجوع إلى المصادر الثانوية، وتجربة أحدث التقنيات والمفاهيم، والعثور على أناس يساعدوننا في التعامل مع المشاكل العصيبة. والأهم من ذلك أنّه يجب وضع هدف واضح، وهو ما يقتضي البحث عن كافة الخطوات المطلوبة لرسم ملامح الغاية المنشودة، ومن ثم تعلّم كيفية تحويلها إلى واقع ملموس.
5. البرمجة نشاط اجتماعي بقدر ما هو تقني
عندما كنت أدرس في معهد ماساتشوستس للتقنية، أسست ملتقى "CodeKitchen" الذي كان بمثابة اللقاء الأسبوعي لجميع المهتمين بهذا المجال كي نعمل على مشاريع مستقلة أو كي نساعد الآخرين في مشاريعهم. وبالنسبة لي لم تكن هذه المبادرة تتمحور حول البرمجة فحسب، وإنما كانت أيضاً تهدف إلى تنمية القدرة على التواصل مع مجتمع معرفي لمناقشة الأفكار ومشاركتها وتبادل الآراء حول أعمالنا وسط أجواء ودودة وتفاعلية.
أي أن البرمجة ليست فقط مجرد مهارة عملية، وإنما يمكن أن تكون أيضاً نشاطاً اجتماعياً ممتعاً بأبعاد فنية وتعبيرية.
للاطلاع على القائمة الكاملة للورش الصيفية من معهد دبي للتصميم والابتكار، قوموا بزيارة الرابط هنا.