لماذا تغيرت سياسة الشركات اليابانية في الاعتماد على العمال الأجانب أكثر؟
تعتبر اليابان واحدة من أكثر الدول الغنية المتجانسة بالعالم، حيث يمثل الأجانب 2% فقط من سكانها، مقارنة بفرنسا التي تبلغ عدد الأجانب بها 16%، و4% في كوريا الجنوبية.
حقيقة واقعة
ولسد النقص الحاد في اليد العاملة الناجم عن تقدم اليابانيين في العمر وانخفاض عددهم أعلنت اليابان تخفيف القيود على الهجرة لجلب المزيد من العمال الاجانب الذين بات وجودهم فيها حقيقة واقعة خاصةً في المناطق الحضرية؛ حيث ارتفع عددهم بسرعة في الآونة الأخيرة إلى 1.3 مليون شخص، أي نحو 2٪ من القوة العاملة، وفقًا لما ناقشه تقرير "الإيكونوميست".
وعلى الرغم من أن التأشيرات التي تمكن الأجانب من الاستقرار في دولة اليابان، تمنح للعمال ذوي المهارات العالية، إلا أنه من الناحية العملية تم قبول بعض العمال الذين يملكون مهارات أقل كطلاب أو متدربين، حيث كانت اليابان قلقة جدًا من قبول الأجانب، خوفًا من أن يجلبوا الجريمة ويمارسوا أفعال ضد المجتمع، إلا أن تقلص عدد سكانها وزيادة أعمارهم، دفعت الحكومة إلى ضم مزيد من النساء وكبار السن إلى القوى العاملة، واستخدام الذكاء الاصطناعي.
ما الذي تحتاجه لتصبح مليارديرا؟ إليك 5 وسائل ستحقق حلمك
قبول الأجانب
وكانت الحكومة اليابانية قد أعلنت في يونيو أنها ستقدم تأشيرة "مهارات محددة" بهدف جلب 500 عامل جديد، بحلول عام 2025 للعمل في قطاعات البناء والزراعة والتمريض وبناء السفن والفنادق.
قلق اليابان على مدار السنين من قبول الأجانب، جاء بسبب المخاوف من أن يجلب الغرباء الجريمة ويدمرون الممارسات المجتمعية، وبين القلق من أن المقيمين اليابانيين لن يتمكنوا من التواصل معهم بشكل سليم.
كيف جمع ريادي أعمال أسترالي ثروة تقدر بـ 200 مليون دولار من شركة ناشئة للقروض الاستهلاكية؟
تقلص السكان
لكن تقلص عدد السكان وزادت أعمارهم. ولسد ذلك النقص في القوى العاملة، تركزت سياسة الحكومة على ضم مزيد من النساء وكبار السن في القوى العاملة، واستخدام الذكاء الاصطناعي بيد أنه أصبح من الواضح أن كل ذلك لا يكفي، وأن الشركات أيضًا ترغب من الأجانب مساعدتهم في الحفاظ على قدراتهم التنافسية.
وعلى مدار الـ 20 عام الماضية، قل عدد العمال تحت سن الثلاثين عامًا بنسبة الربع، نتيجة لكبر أعمار السكان، وأصبحت الشركات اليابانية تريد مساعدة الأجانب من أجل الحفاظ على قدراتهم التنافسية، كما أن ضغوط الأعمال التجارية كانت من أهم الأسباب التي دفعت اليابان إلى الاستعانة بالأجانب.
كيف وصل النجوم العرب إلى العالمية من خلال فنونهم وإبداعاتهم؟
الوظائف الشاغرة
لكن عدد الوظائف الشاغرة أصبح مرتفعا بنسبة 60% عن عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل في اليابان، هذا وتعتمد بعض الصناعات مثل البناء والتمريض والزراعة بشكل متزايد على الأجانب، وبحسب استطلاع رأي تم إجرائه العام الماضي حول ما إذا كان على اليابان الاستعانة بالمزيد من العمال الأجانب، أيد 60% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عام لهذا الاقتراح.
وفي الوقت الراهن، غير مسموح للعمال الأجانب الذين يجتزون امتحانًا يابانيًا أن يحضروا عائلاتهم، ولن يكون باستطاعتهم الحصول على تأشيرة "المهارات المحددة".
ومع زيادة عدد المهاجرين وخاصة مع حاجة اليابان إلى قبول المزيد من العمال الأجانب ذوى المهارات القليلة، فإن إهمال سياسة التكامل يهدد بإثارة بعض المخاوف التي جعلت الحكومة اليابانية تقييد الهجرة في المقام الأول، ولذا على اليابان بذل الكير من الجهد للمساعدة في دمج الأجانب، واختيار العمال أصحاب المهارات العالية فقط.