الجواهر المهاجرة.. البشرة السمراء تصنع مجد منتخبات أوروبا (فيديو)
للنسخة الرابعة على التولي، تخرج فرق أميركا اللاتينة من المونديال لصالح الفرق الأوروبية.. لاتينا، بلاد مارادونا وبيليه، لم تبخل على اللعبة بنجومها الكبار، ليس آخرهم ميسي ولا نيمار.. ولكن يبدو أن الخصم الأوروبي هو الذي تطور كثيرا، ولم تعد المهارات اللاتينية الفردية وحدها قادرة على حسم المونديال.. بيد أن أبرز سمات ذلك التغيّر الأوروبي هو زحف نجوم البشرة السمراء على منتخبات قارة الثلج.
لم تعد كرة القدم كما كانت في السنوات الماضية فكل شيء تغير أشكال الكرات والملابس وشعارات بعض الأندية وحتى قوام المنتخبات الوطنية المختلفة لم تعد كما في السابق فأبناء الوطن لم يعودوا هم القوام الأساسي لمنتخباتهم الوطنية ليحل محلهم المئات من اللاعبين من أصحاب الأصول المهاجرة الذي ينحدرون من أصول وبلدان أخرى بعيدة كل البعد عن ألوان القميص الذي يدافعون عنه والحقيقة أن المشكلة لا تكمن في اللاعبين أصحاب الأصول المهاجرة فالجميع بشر ولا فرق بين اللون أو العرق ولكن ربما تكمن المشكلة بالنسبة لبعض تلك المنتخبات في الانتماء والشعور بكلمات النشيد الوطني وهي تُعزف في المحافل الدولية لتدب الحماس في نفوس اللاعبين الذي يحاربون من أجل أوطانهم ولكن في ميادين الرياضة .
وخلال كأس العالم الأخيرة التي تدور أحداثها وفصولها النهائية على الأراضي الروسية ظهرت لنا العديد من المنتخبات التي تعتمد بشكل شبه كامل على اللاعبين من أصحاب الأصول المهاجرة والذين تحولوا من مجرد مهاجرين في السابق إلى نجوم ورموز وطنية ولعل المنتخبات الأوروبية هي الأكثر استفادة من اللاعبين الأفارقة والعرب .
فمنتخب مثل فرنسا لم يحمل الكأس الذهبية طوال تاريخه إلا عام 1998 بأقدام لاعبين مهاجرين من القارة الأفريقية وعلى رأسهم الأسطورة زين الدين زيدان وليليان تورام ومكاليلي وباتريك فييرا وقد يتكرر نفس السيناريو في المونديال الروسي خصوصاً بعد وصول منتخب الديوك الفرنسية إلى المربع الذهبي باقتدار ولكن هذه المرة بمنتخب يتكون قوامه الأساسي من 80% من المهاجرين العرب والأفارقة وعلى رأسهم النجم بول بوغبا ونبيل فقير وكانتي نجم تشيلسي الانجليزي وكيلان مبابي المنحدر من أصول أفريقية جزائرية وعادل رامي من المغرب وصامويل أومتيتي.
وبالذهاب إلى الضلع الثاني من مربع الذهب في المونديال الروسي وهو المنتخب البلجيكي سوف نجد حقيقة مثيرة للدهشة والإعجاب عن كيفية نجاح الدولة البلجيكية في احتواء مواهب اللاعبين من أصول مهاجرة والاستفادة منها وتحويلهم إلى قوة ضاربة تهدف رفع مكانة الوطن الرياضية على المدى البعيد وهذا ما يظهر جلياً في وجود 17 جنسية مختلفة داخل المنتخب البلجيكي من الدول الأفريقية والعربية فمروان فلايني والشاذلي من أصول مغربية أما هداف بلجيكا التاريخي روميلو لوكاكو هدية لا تقدر بثمن من الكونغو وفينسيت كومباني الذي يشترك مع لوكاكو في الأصولة الكنغولية .
أما المنتخب الانجليزي الطرف الثالث في المربع الذهبي لكأس العالم الحالية وبطل نسخة عام 1966 فإننا يجب أن لا ننسى فضل جامايكا الكبير على ما يحققه الجيل الحالي لمنتخب الأسود الثلاثة في المونديال الروسي وذلك بسبب تواجد لاعبين مثل أشلي يونج ورحيم استرلينج بجانب داني روز ولفتس تشيك كما يجب أن لا ننسى ذكر ديلي الي المنحدر من أصول نيجيرية وداني ويلبك القادم من أرض الجواهر السمراء الغانية .
وبذكر اللاعبين أصحاب الأصول المهاجرة فإننا لا يجب أن نحصر الأمر على القارة الأفريقية فالمنتخب السويسري الذي قدم مستوى رائع في مونديال 2018 يضم شيردان شاكيري وتشاكا من ألبانيا بجانب جيلسون فيرنانديز من الجبل الأخضر أما بالنسبة للمنتخب الألماني الذي تسبب خروجه بصدمة كبيرة لكل محبي كرة القدم حول العالم فإن الكأس الرابعة التي حققها في البرازيل ساعد في تحقيقها لاعبين من أصول مهاجرة مثل التركي مسعود أوزيل والتونسي سامي خضيرة بجانب الغاني بواتنج .
ولكي يتسع المجال أكبر لتسليط الضوء على أبرز اللاعبين من أصول مهاجرة الذي حققوا إنجازات رياضية وتحولوا إلى نجوم عالميين وأساطير لطالما أمتعت عشاق كرة القدم فإن السطور التالية سوف تحمل إليك أهم 10 لاعبين دافعوا عن شعار أوطان لم تكن أوطانهم الأصلية .
1- إيزيبيو
هو يعتبر إزبيو أيقونة خالدة في عالم كرة القدم بكل تأكيد ومن أفضل اللاعبين من أصحاب الأصول المهاجرة في التاريخ فالجوهرة السوداء البرتغالية كما يطلق عليه تم اكتشافها للمرة الأولى داخل القارة السمراء وتحديداً في موزمبيق عام 1961 ليشتريه بعد ذلك فريق بنفيكا البرتغالي من ناديه المحلي ويسجل إيزبيو 749 هدفاً في 743 مباراة في مسيرته ويحصل على لقب هداف بطولة كأس العالم عام 1966 .
2- زين الدين زيدان
البطل الرئيسي ذو الأصول العربية الجزائرية الذي يعد من بين الأفضل في التاريخ صاحب الفضل في تتويج فرنسا بكأسها الذهبي الوحيد عام 1998 عندما سحق دفاع البرازيل بهدفين في المباراة النهائية وأحد أساطير ريال مدريد كلاعب ومدرب بكل تأكيد .
3- دييغو كوستا
من أفضل اللاعبين من أصحاب الأصول المهاجرة ولكن هذه المره القادمين من أميركا الجنوبية حيث ينحدر كوستا من أصول برازيلية وسبق له تمثيل المنتخب البرازيلي ولكن قلبه اختار تمثيل منتخب اللاروخا وبالفعل تحول اللاعب البرازيلي الأصل إلى مهاجم منتخب إسبانيا الأساسي واستطاع مساعدة فريقه في عبور دور المجموعات محرزاً 3 أهداف في البطولة .
4- روميلو لوكاكو
الدبابة الكونغولية هداف بلجيكا التاريخي وأحد نجوم كأس العالم الحالية الذي ساهموا بقوة في تحقيق إنجاز تاريخي لمنتخب بلجيكا بجانب لاعبين من أصحاب أصول مهاجرة اَخرين مثل الشاذلي وموسى ديمبلي ومروان فيلايني وأحد قادة المنتخب البلجيكي فينيست كومباني .
5- باتريك فييرا
من بين نخبة اللاعبين من أصحاب الأصول المهاجرة الذين حققوا إنجازات رياضية رائعة مع أوطان أخرى فباتريك فييرا أحد قادة المنتخب الفرنسي السابقين وبطل كأس العالم وبطولة القارات مع منتخب الديوك الفرنسية ينحدر من أصول سنغالية خير دليل على مدى جودة الثروات الكروية التي تمتلكها ولاتزال تمتلكها القارة السمراء .
6- زلاتان إبراهيموفيتش
قائد المنتخب السويدي السابق وهدافه التاريخي وأحد أفضل مهاجمي العالم بكل تأكيد فلقد حصد إبراهيموفيتش المنحدر من أصول بوسنية وكرواتية على الكثير من الجوائز الجماعية والفردية داخل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وقاد المنتخب السويدي في العديد من البطولات القارية .
7- دي ستيفانو
تعد حالة أسطورة كرة القدم وفريق ريال مدريد من الحالات النادرة في كرة القدم فهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي مثل 3 منتخبات مختلفة خلال مسيرته كلاعب فلقد ارتدي دي ستيفانو قميص موطنه الأصلي منتخب الأرجنتين 6 مرات ثم شارك مع المنتخب الكولومبي في 4 مباريات ليختتم مسيرته مع المنتخب الإسباني بعد 31 مباراة مع منتخب اللاروخا .
8- ديكو
بالتأكيد يعتبر ديكو أحد أهم اللاعبين السابقين من أصحاب الأصول المهاجرة فاللاعب البرازيلي الأصل والذي ارتدى قميص المنتخب البرتغالي كان يتمتع بمهارات كبيرة استطاع من خلالها تحقيق بطولتي لدوري أبطال أوروبا مع فريق بورتو البرتغالي وبرشلونة الإسباني كما ساهم في وصول منتخب البرتغال إلى أدوار متقدمة حث وصل إلى نهائي بطولة يورو 2004 و الدور نصف النهائي في كأس العالم عام 2006 .
9- بول بوغبا
نحن نتحدث هنا عن أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم على مر العصور حيث انتقل اللاعب الفرنسي الذي ينحدر من أصول غينية من فريق يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد الانجليزي بـ 120 مليون يورو في صفقة وُصفت بالتاريخية لضخامتها .
10- مروان فيلايني
يعتمد المنتخب البلجيكي على 17 جنسية مختلفة تشكل أساس قوي لما يحققه منتخب الشياطين الحمر كما يطلق عليهم ويعتبر اللاعب ذو الأصول المغربية مروان فيلايني واحد من بين الأبطال الذين يمثلون الجيل الذهبي الذين تنتظرهم منهم الجماهير البلجيكية العودة بالكأس الذهبية للمرة الأولى في تاريخ المنتخب البلجيكي .