لديك طموحات بعيدة عن وظيفتك.. اتبع 4 خطوات لتحقيق التوازن بينهما
مستعد أنت لخوض تجربة جديدة في عالم الأعمال الحرة وأن يكون لديك أداء عملي مستقل بذاته، ولكنك في الوقت نفسه غير مهيئ لترك وظيفتك الحالية ذات الدوام الكامل.
تأكد أنت لست وحيدا في ذلك المركب، حيث أجرت إحدى الدراسات الأمريكية تجربتها البحثية على عدد من مواطنيها وتوصلت إلى أن حوالي 41% من الأمريكيين لديهم وقت مخصص للعمل الوظيفي الثابت كامل الدوام. ولكن يعد أسلوباً عظيماً يدِّر بمنافع عدة على صاحبه، ذلك الذي قرر استغلال وقته الحر في أداء عمل محبب له أو تأسيس مشروع خاص به ويرضي طموحاته الشخصية ومعبر عن آماله المستقبلية المراد تحقيقها في يوم ما .
لذلك لا داعي للتفاجئ فالبحث عن ذاتك بعيدا عن إطار وظيفتك الثابتة أصبح في الوقت الراهن أمر سائد و ملحوظ بين قوى العمل، كما أن عامل القلق أيضاً يشترك فيه أغلب المتطلعين لصنع عالمهم المهني الخاص والذي يرجع إلى مخاوفهم من خسارة وظيفتهم ذات الدوام الكامل، فيما تدور في أذهانهم أسئلة من نوعية ماذا سيحدث إذا اكتشف مدير العمل الأمر؟.
وهنا عليك أن تتخذ احتياطاتك التي توفر لك الحماية المطلوبة لعدم تعرضك للخسارة في مقابل الدفع بطموحاتك الشخصية والمـُضي قدماً تجاهها. والأمر لا يتطلب منك أكثر من انتهاج الخطوات الأربع التالية.
الخطوة الأولى: راجع سياسة المؤسسة وظيفياً
وهنا ينبغي عليك الآن فحص الوثائق القانونية الخاصة بإجراءات تعيينك في الشركة والتي تشتمل على الأتي:-
عقد التوظيف: متمثلاً في إطار الاتفاقية التي تم عقدها معك حين قبولك للتوظف وأبرزها شروط العمل كالتوقعات التي يطمح لها كل موظف بمكان عمله من جهة، ومتطلبات الشركة وتوقعاتها تجاه أداء الموظفين لديها من جهة أخرى.
ومن شروط العمل الموثقة بالعقد أيضاً قيمة الراتب المتقاضي، وفترة ومدة العمل من حيث عدد الساعات وإذا كان داوماً جزئياً أو كاملاً، بالإضافة إلى تحديد نوع المهام والمسؤوليات الموكلة، مع اشتمال العقد على بند تقييمي حول توقعات المسئولين تجاه مدى ولاء الموظفين لسياسات الشركة العاملين بها.
مع العلم أن هناك عديد من المؤسسات خصوصا حديثة الإنشاء تكون أكثر حذراً من الموظفين الذين يتقاسم تركيزهم المهني على مكانين عمل، بغض النظر عن إدارتك لوظيفتك الأخرى بعيداً عن وقت العمل الأساسي.
وهنا يجب عليك التحري والتمشيط لمعرفة ما إذا كان رئيسك قد اتخذ بالفعل موقفًا تجاه هذا الأمر أم ليس بعد.
اتفاق غير معلن عنه: للشركات حق حماية ربحيتها وذلك من خلال اتفاق غير معلن عنه ومفاده منع الموظفين الحاليين أو السابقين من تداول المعلومات الداخلية الخاصة بالشركة وذات الحساسية العالية كأسرار التعاملات التجارية والسياسة المتبعة معها أو استراتيجيات العمل بالمؤسسة أو تقارير الدخل وغيرها من البيانات الخاصة.
وبصفتك مستقلاً بعمل آخر، فإن الاستفادة من معرفتك الداخلية محفوفة بالمخاطر من الناحية القانونية ، ومن الحكمة عزل أدائك العملي المستقل عن وظيفتك الثابتة عن الممارسات التجارية غير الأخلاقية.
البنود غير التنافسية: كما يحمي العقد التوظيفي موظفيه وذلك من خلال تقييد قدراتهم على التنافسية مع الشركة العاملين لديها أو حتي بعد مغادرتك الكيان المؤسسي ولكنه غالباً ما يكون أمر محجَّم ويستمر لفترة زمنية محددة.
ولكن خلال تلك المدة الزمنية من المحتمل أن تتعرض لمخاطر جسيمة إذا كان إطار عملك المستقل لديه أرضية مشتركة مع أساسيات الممارسة العملية مع الشركة التى كنت موظفاً بها سواء في داوم كامل أو جزئي.
لذا ينبغي عليك القراءة بحرص في البنود القانونية المتصلة بعقد توظيفك الأساسي والاستعانة باستشارة قانونية من قبل محام متخصص، إذا تتطلب منك الأمر مزيداً من التوضيحات.
الخطوة الثانية: كن محترماً لساعات العمل بالشركة وحريصاً على مواردها
إذا كان مديرك بالعمل يتغاضى عن بضع دقائق مهدرة منك كموظف أمام استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعية كالفيسبوك، فإن استخدامك للموارد المتاحة في مكتب العمل لإتمام أعمالك الخاصة وخلال الأوقات الرسمية المقررة لإنجاز مهام وظيفتك الأساسية فهذه قصة أخرى، فعندما تقوم بخلط الوقت المهني لصالح موقع العمل الآخر التابع لك أو الذي تعمل لديه أيضاً، فإنك تخاطر بسمعتك الوظيفية حيث من الممكن اكتشاف أمرك من خلال مراقبة الأجهزة، أو بحدوث ما هو أسوأ من ذلك ، وذلك عندما تجد من يقف وراء كتفك وقتها رئيس العمل.
لذلك من المهم أن تكون أكثر احتراماً لوقت الشركة ومواردها الموفرة لك لانجاز متطلباتها، أما بالنسبة لأدائك المستقل فيجب أن يكون تنفيذه خارج نطاق مكان عملك الأساسي، وذلك يعني ضرورة اتسامك بالوضوح وعدم التجرؤ على استغلال أي من الأدوات المكتبية المجهزة للاستخدام من خلالك في أمور بعيدة كل البعد عن قضاء مصالح المؤسسة، كما كينة تصوير الأوراق، أو تراخيص البرامج المتاحة بموقع العمل، وكذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بالشركة.
وفي حالة عدم التمكن من إزاحة الجانب المهني المنفصل والمستقل عن عمل المؤسسة التابع دورك لها خلال اليوم، من الممكن جلب جهاز الكمبيوتر الخاص بك لمكان العمل واستخدامه شؤونك المهنية الخاصة أثناء فترة الاستراحة أو حين تناول وجبة الغداء بإحدى المطاعم أو المقاهي.
الخطوة الثالثة: لا توظف زملائك بالعمل في كيانك المستقل الصغير
جميعنا يصنع صداقات بأماكن العمل، وربما يميل بعضنا لإشراك عدد من الزملاء في الكيانات المهنية المستقلة عن المقر الوظيفي الواحد، ولكن ينبغي عليك أن تفكر مرتين قبل الإقدام على اتخاذ هذه الخطوة،.
لأن ضم قرنائك بالعمل الذين لديهم نفس عقود التوظيف وذات البنود القانونية بالشركة التابعين لها جميعكم وظيفياَ، قد يعرض دورك المهني على مستوى الوظيفيتين الأساسية والمستقلة محفوف بالكثير من المخاطر.
فإنه كما لا يجوز لك أن تستخدم موارد الشركة العامل لديها لخدمة مصالحك المهنية الخاصة، فإنه لا يجوز أيضاً الاعتماد على الكوادر البشرية العاملة معك بنفس الكيان المؤسسي.
إلا أن فكرة مواقع اقتصاد الأفراد أو الاقتصاد المؤقت القائم عليه سوق العمل إلكترونياً في الوقت الحاضر أو ما يعرف بمواقع الفريلانس تتيح لك فرصة التعرف على مئات الأشخاص المنتجين لذلك الأسلوب المستحدث في مجالات العمل المختلفة ومن ثم تتضاعف لديك فرص التواصل مع الكثير من العاملين معك في نفس المجال، والذي يقود بك لتأسيس شبكة مصادر خارجية هائلة وتعينك على إتمام مهامك المستقلة في مشروعك الخاص، بل وتجنبك المساس بمحيط عملك ذو الدوام كامل.
الخطوة الرابعة: تحدث لمديرك بالعمل
عدم الإفصاح عن عملك المستقل واعتباره سراً بداخلك قد يكون هو المسبب الرئيسي لحالات الضغط والتوتر النفسي التي تعيشها من حين لآخر، وعلى افتراض أنك لم تنتهك أي من سياسات الشركة التي تعمل لديها،.
فيمكن لك أن تتوسم الخير في رئيسك وأن يكون صاحب عقلية متفتحة قادرة على استيعاب طموحاتك المستقلّة، كما إذا كنت ممن لديهم علاقات اجتماعية قوية على المستوى المهني فمن المؤكد أنك قادر على التخطيط لعقد اجتماع عمل مع رئيسك وفيه توضح وبكل شفافية الأسباب التي دفعتك لاتخاذ خطوة البدء في إدارة عمل مستقل، وإذا استحوذت أحاديثك اهتمام مديرك فاتجه سريعاً إلى إبداء حرصك على احترام سياسات كيان الشركة التي تعمل به، والتصرف بأمانة مع كل دواخلها دوماً، بالإضافة إلى التأكيد على صدارة دورك الوظيفي وأنه بالنسبة لك يمثل الاهتمام الذي يسبق أي اهتمامات شخصية أخرى.
خلاصة القول، من الممكن أن تحقق الكثير من المال بطرق بسيطة كإتباع أسلوب جيج إيكونومي أو اقتصاد الأفراد أو سوق عمل الفريلانس والذي يساعدك على تطور حياتك للأفضل، ولكن مع مراعاة اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد في إتمام كل الأمور بسلاسة، والحرص على ترتيب أولوياتك، وحماية دخلك الأساسي من خلال تجنب المساس بأي من مدخلات مكان عملك الثابت.