قصة نجاح تشارلي مونجر.. استعان بالقراءة تحدياً لإهدار أيٍّ من لحظات الحياة
كي تحقق أقصى قدر من الكفاءة بعملك، احرص على أن لا تهدر أي وقت متجمد لديك فيما لا ينفع أولا يضيف جديداً لك في الحياة، واستغلها بملاقاة أفضل رفيق لدربك وهو الكتاب، هذا ما أقرّه واحد من أشهر وأغنى المستثمرين في العالم، الملياردير تشارلى مونجر صديق الحياة على مدار 94 عاماً.
في نبذة مختصرة، يعد رجل الأعمال الشهير تشارلى مونجر، شريك استثماري للإمبراطور الأسطوري في عالم ريادة الأعمال وارن بافيت، على مدار عقود من الزمان قد بلغت أكثر من ستين عاماً، حيث ظل كل منهما شركاء عمل وأصدقاء نجاح كتلك السابقة التي تُحسب لتاريخهم الطويل في مجال الريادة حينما تمكنا من تحويل شركة بيركشير هاثواي لصناعة المنسوجات من مؤسسة تعد على حافة الهاوية إلى كيان مؤسسي يضم تكتل مالي ضخم قد بلغ 490 مليار دولار. وقد تولي الريادي مونجر مسئوليات عديدة على مدار سنوات عمله كنائب رئيس مجلس إدارة بيركشير هاثواي، فضلاً عن المهام التي تولي مسؤوليتها في ظل تقلده لمنصب رئاسة مجلس الإدارة لشركة النشر دايلي جورنال، وكمدير تنفيذي بشركات أخرى.
كل ما تريد معرفته عن حادث طائرة المنتخب السعودي في كأس العالم 2018 (فيديو)
عمرنا عقرب ساعات ..
وبحسب رواية مؤسس "هيمالايا كابيتال" لي لو، وأحد الأصدقاء المقربين للمستثمر العملاق مونجر، قال الأخير "طالما بين يدي كتاب فإنني لا أشعر بضياع الوقت أو إهداره هباءً". وبدوره تطرق السيد "لو" إلى ما يعرفه عن فصاحة وحكمة تشارلى مونجر في مقدمة قد كتبها بنفسه في مؤلف بعنوان" المسكين تشارلي"، وفيها قال المؤسس لي لو، أن الملياردير مونجر دوماً ما تحاط كفوفه بالكتب والجرائد خصيصاً عندما يتعرض لمواقف تعطله عن إكمال مسيرة يومه وعمله.
ويضرب "لى" مثلاً بموقف تعرض له الريادي المستثمر مونجر كان قد تسبب في عدم اللحاق برحلة طيران تجارية كانت قد أقلعت من دونه بالمطار، ويسرد المستثمر الصيني- الأمريكي بالتفاصيل أنه عندما مرّ تشارلي بجهاز الفحص الأمني انطلقت صفارات الإنذار، ليعيد مونجر الكرة من جديد أكثر من مرة حتى تمكن في النهاية من عبور منطقة الفحص الأمني بعد جهد طويل، ولكن كان أوان الطائرة قد حضر وفات. إلا إن أهم ما يشير إليه المستثمر الصيني "لي" في تفاصيل هذه الحكاية أن تشارلى مونجر لم يبدو عليه أي ملمح من ملامح الانزعاج أو الضيق، بل تمثل رد فعله على ما جرى في إخراج إحدى المؤلفات التي جلبها معه، وجلس يقرأ لحين حلول ميعاد الطائرة التالية.
أدمن حياة.. وتفاعل بإيجابية مع كل لحظات وجودك على قيد الحياة
كما يتبع الريادي الشهير مونجر الإستراتيجية نفسها في انتظار بدء الاجتماعات، ويحكي السيد "لو" عن أول لقاء له مع مونجر، حيث أنه عندما وصل إليه بمكان الاجتماع وجده قد انتهي للتو من قراءة مختلف الجرائد، ويضيف مؤسس "هيمالاياكابيتال" موضحاً أن تشارلي يفضل لقاء الناس بميعاد تناوله وجبة لإفطار والتي عادة تبدأ في تمام 7:30 صباحاً، مشيرا إلى أنه عندما وصل إليه في الميعاد المحدد ووجده حاضراً، انتاب "لي" شعوراً سيئاً تجاه نفسه بأن رجلا في عمر السيد تشارلي ومكانته، يظل منتظراً.
وهنا قرر لي لو، أن يحضر مبكراً عن موعد اللقاء الثاني بإحدى أباطرة الاستثمار في العالم بحوالي 15 دقيقة، إلا أنه وجده مجدداً حاضراً ويقرأ الصحف والجرائد العالمية، وفى المرة الثالثة بكّر لو لي، عن الميعاد المحدد بثلاثين دقيقة، وكان حاضراً أيضاً ويمارس عادته الملهمة بأفاق واسعة المجال. وحينما استوعب "لي" فكرة قدوم تشارلى مونجر مبكراً قبل موعد الاجتماع بفترة تفوق النصف الساعة، أدرك وقتها قيمة لا تقدر بمال من خلال ذلك الشخص المتميز الذي لا يسمح بإضاعة أي لحظة من وقته في أمور لا تضيف.
هذه العادة البسيطة التي يداوم عليها العملاق مونجر تعد مفتاحاً حقيقياً من مفاتيح الحكمة والنجاح، ويذكر المستثمر الصيني الأميركي لو لي، في ختام كلماته بمقدمة كتاب "المسكين تشارلي" قائلاً: "في حياتي لم أتعرف على أناس حكماء ويقتنوا سمات النجاح ومقومات بلوغ أعلى المراتب أمثال هؤلاء الذين يواظبون على القراءة دوماً".