عيد الخليج.. تمسك بالعادات والتقاليد
العادات والتقاليد الخاصة بعيد الفطر لا تختلف بشكل جذري بين الدول العربية، فهي تتشابه لناحية الخطوط العريضة وإن كانت تختلف لناحية التفاصيل.
ولكن العادات في دول الخليج العربي تتشابه الى حد كبير والمميز أن هذه المجتمعات ما تزال تتمسك بعاداتها وتقاليدها.
ولكن التمسك بالعادات لا يعني أنها ما تزال تمارس بحذافيرها كما كانت منذ سنوات، فنمط الحياة فرض مقاربات مختلفة على بعض الجزئيات ولكن «جوهر» العيد وما يتمحور حوله من عادات وتقاليد ما يزال على حاله.
تعرف على التسهيلات التي منحتها الإمارات للزوار والمقيمين المخالفين لقوانين الإقامة
التحضيرات هي نفسها
العادات نفسها تسبق العيد وإن كان الالية تختلف، فيما مضى كانت ربات المنازل تقوم بتحضير الحلوى الخاصة بالعيد ولكن في يومنا هذا الغالبية تميل لشرائها من متاجر الحلوى وذلك لتوفير الوقت والجهد. الأمر نفسه ينطبق على شراء الملابس وتنطيف المنازل وترتيبها وتجهيزها من اجل اليوم المنتظر.
العيد هو للأهل والأقارب
عادة تتقاطع مع كل الدول العربية أيضاً فالعيد هو للاهل والاقارب أولاً ولاحقاً الاصدقاء والمعارف. بعد صلاة العيد يصار الى تقديم التهنئة بإستخدام عبارات «تقبل الله منا ومنكم» و«كل عام وأنتم بخير» و «عساكم من عواده» و«تقبل الله طاعتكم» وغيرها.
في كل دول الخليج العربي من السعودية فالكويت والامارات والبحرين وعمان العيد هو للعائلة. فبعد صلاة العيد تجتمع الاسر والقبائل ويتم تبادل الزيارات العائلية ويتم تناول الأطباق التقليدية والبعض يحرص على إرتداء الزي التقليدي في إحياء كلي وتام للتراث الخاص بكل منطقة من المناطق داخل الدولة نفسها.
السعودية
في السعودية ورغم الإختلاف الطفيف في العادات بين منطقة وأخرى الا ان المشترك بينها هو الزيارات العائلية وتجمعات الاسر والقبائل والعودة الى إحياء التراث الخاص بهذه المنطقة أو تلك من خلال الاكلات والملابس التقليدية. بعد صلاة العيد يتم تبادل التهاني في المسجد وقد يصار الى الاجتماع في مناطق خاصة في الاحياء حيث يتم تبادل التهاني وإمضاء بعض الوقت قبل التوجه الى المنزل لاستقبال الاقارب أو للقيام بزيارتهم.
و غالباَ ما يتم إستئجار الإستراحات التي تجمع بين اعضاء الاسرة الواحدة الكبيرة والتي عادة تكون عند أطراف المدن حيث تقام الذبائح الولائم.
البحرين
في البحرين وبعد صلاة العيد تجتمع الأسر من اجل تبادل التهاني. اليوم الاول يخصص للعائلة ولتناول وجبة الغداء في «البيت العود» وهو بيت كبير العائلة الذي يكون عادة الجد أو الاب. اما الايام المتبقية من العيد فهي لزيارة الاصدقاء وللأطفال الذين يتم إصطحابهم الى المنتزهات ومدن الملاهي من اجل المرح واللهو.
في بعض القرى هناك عادة قديمة ما تزال تطبق وهي زيارة كل المنازل بشكل جماعي حيث يقوم اهالي المنازل بتقديم العصائر للزائرين. عرضة العيد ما تزال تقام وحفلات العرضة تستمر طوال النهار حيث يقوم الرجال بالرقص بالبنادق والسيوف مرددين الاناشيد الحماسية. وطبعاً هناك الاكلات الشعبية كالهريس والثريد والعصيد وغداء العيد وهو طبق الارز باللحم واحياناً يتم إستبدال اللحم بالمسك.
الامارات
تتشابه مظاهر العيد في مختلف المناطق الاماراتية وطبعاً هي تبدأ بزيارة الاهل والاقارب حيث يصار الى تناول الاطباق التقليدية كالهريس والخبيص واللقيمات والعرسية والبلاليط وغيرها.
في القرى يبدأ العيد بالصلاة في الأماكن المفتوحة، وغالباً ما يكون الرجال في كامل زينتهم من ملابس جديدة، وقد يكون هنالك إطلاق نار في «الرزقة» وهي رقصة تعبر عن الفرح.في المدن الإستعدادات هي نفسها تقريباً ولكن الصلاة تكون في المسجد أو في المصلى كما انه لا يصار الى إقامة الرزقة بل ينطلق الرجال بعد الصلاة الى منازل الاقارب. وعند ساعة الظهر تجتمع العائلات في الحدائق والمنتزهات للمرح ولتمضية الاوقات الممتعة.
الكويت
رغم إختلاف مظاهر الإحتفال بالعيد في الكويت بين منطقة واخرى إلا ان هناك العادات الجامعة خصوصاً لناحية الزيارات العائلية. العيد في الكويت اختلف بشكل كبير عما كان عليه سابقاً إذ كانت الاحتفالات تمتد لسبعة أيام متواصلة. وكان عقب صلاة العيد يجتمع الرجال في المقهى أو الصفا لتبادل التهاني ولاحقاً يتم التوجه للإجتماع في منزل كبير العائلة حيث يمضون النهار معاً.
من العادات التي ما تزال قائمة هي زيارة سوق المباركية الذي يشهد حركة كبيرة. الاسواق في الكويت بشكل عام تشهد حركة كبيرة وتتحول لما يشبه الكرنفال.
سلطنة عمان
العيد في سلطنة عمان يحل باكراً مع الهبطات التي تقام قبل ١٠ ايام من نهاية رمضان. يبدأ يوم العيد بالتهلولة وهي تنطلق بعد رؤية الهلال حيث يقوم الرجال بالتهليل والتسيبح.
العرسية طبق تقليدي يجب تناوله عند الفطور يوم العيد وغالباً ما يتم طبخه طوال الليل وهو يؤكل قبل التوجه لاداء صلاة العيد. بعد الصلاة والإستماع الى خطبة العيد يعود الرجال الى المنازل وهم يرددون الاهازيج ويؤدون الرقصات الشعبية. وغالباً ما لا يعودون بنفس الطريق الذين اتوا منها إلتزاماً بسنة النبي. لاحقاً يصار الى الاجتماع في وسط الحي في مكان تضلله الاشجار حيث يتم مواصلة الغناء ولاحقاً يتم التوجه لزيارة الاهل والاقارب.