«فيسبوك» يُزيل ميزة المواضيع الشائعة Trending.. لماذا ؟
يواصل فيسبوك حركة إصلاح منصته الاجتماعية كنتيجة للضغوطات التي تعرض لها الفترة الماضية، والتي تلاحقه وتهدد الشركة برمتها. ووفقًا لأحد المسؤولين من فيس بوك، فإن الشركة قد قررت إزالة ميزة المواضيع الشائعة Trending وهي الميزة التي تتوفر على شكل قسم يوجد في الجانب الأيمن من الموقع على أجهزة سطح المكتب في الولايات المتحدة الأمريكية.
تقول الشركة أن الأداة قديمة ولا تحظى بشعبية كما أنها تعزز من انتشار الأخبار المزيفة ولا تساعد على بناء نقاش هادف على المنصة.
عندما أطلق فيس بوك هذه الخاصية عام 2014 كقائمة من العناوين التي تظهر على جانب موجز الأخبار الرئيس، كان الهدف من ذلك هو سرقة المستخدمين من تويتر من خلال تقديم نظرة سريعة على الأخبار الأكثر شعبية.
وكما نعلم جميعا، فإن هذه الميزة اشتهر بها تويتر، والذي تقاس نجاحات المواضيع والأخبار بوصولها إلى المواضيع الشائعة على المنصة.
اقتبس فيسبوك الميزة عام 2014 وكما أشرنا سابقا فإن الهدف كان هو منافسة تويتر ودفع مستخدمي المنصة المنافسة إلى استخدام فيس بوك في متابعة الأخبار والأنباء والمستجدات.
وقال أليكس هاردمان، رئيس قسم الأخبار في الشركة، في تدوينة نشرت يوم الجمعة: "حسب أبحاثنا وجدنا أنه بمرور الوقت لا يتفاعل الناس مع هذا المنتج وقد وجدوا أنه أقل فائدة". وأضاف "سنقوم بإزالة الخاصية من فيس بوك الأسبوع المقبل وسنقوم أيضًا بإزالة المنتجات وتكامل الشركاء من الأطراف الثالثة التي تعتمد على واجهة برمجة تطبيقات الأخبار الشائعة".
ومن المعلوم أن هناك تطبيقات وخدمات التحليلات التي تعتمد على المواضيع الشائعة من فيس بوك وتوفرها للعملاء والمستخدمين على حد سواء.
قال فيس بوك إن الخاصية تمثل أقل من 1.5٪ من النقرات للناشرين الإخباريين وأن الأبحاث الداخلية قالت إن الناس وجدوا "المنتج أقل وأقل فائدة".
وقال فيسبوك إنه يجري تجارب على منتجات إخبارية أخرى، بما في ذلك قسم يسمى "أحدث اليوم" يتضمن الأخبار العاجلة والمحلية. وقالت أيضًا أنها تخطط لإطلاق قسم مخصص للتغطية المباشرة والمواضيع الراهنة في الوقت الحالي.
قيام الشركة باتخاذ قرار التخلص من هذا القسم لا يعني أنها ستتخلى عن الأخبار وأنها لا ترغب في المنافسة بهذا القطاع، فيس بوك لديه قسم الأخبار وهو الذي يطور المنتجات والحلول الخاصة بتغطية الأخبار.
ووفقًا لمركز بيو للأبحاث، فإن 44٪ من البالغين الأمريكيين يحصلون على بعض أو كل أخبارهم عبر فيس بوك، لهذا ترغب الشركة في تقديم أخبار جيدة لهم ذات مصداقية وبعيدًا عن الأخبار المزيفة.
ظهرت مشاكل في قسم المواضيع الشائعة في عام 2016، عندما اتهمت الشركة بالتحيز ضد المحافظين، بناء على تعليقات من موظف سابق كان يعمل في الفريق الخاص بهذه الخاصية.
وقد زعم ذلك الموظف المراقب بأن فيس بوك قلل من شأن القضايا المحافظة وعزز القضايا الليبرالية، وأنه باستطاعته استخدام هذه الخاصية لتوجيه الرأي العام.
التقى زوكربيرغ مع قادة اليمين البارزين في مقر الشركة في محاولة للسيطرة على أضرار تلك المزاعم، لكن بعد مرور عامين، لم يتمكن فيس بوك بعد من إقناع الناس بأنه ليس متحيزًا لأي جهة.
وفي عام 2016، عمل فيس بوك على توظيف الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في اقتراح المواضيع الشائعة ووضع عوامل محددة ليتخلى تقريبًا عن التدخل البشري، ورغم ذلك فسلت الخاصية في منع التحيز وكذلك في منع إظهار أخبار مزيفة.
فيديو | لماذا تحلق الطيور على شكل رقم V؟.. إليك السبب العلمي
وللتخلص من تلك المشكلة، أضاف فيس بوك عاملاً آخر وهو أن لا تظهر أي عناوين في قسم المواضيع الشائعة إلا إذ نشرت حولها أخبار من أكثر من مصدر إخباري موثوق.
وتبرز المشكلات صعوبة الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر، أو حتى الذكاء الاصطناعي لفهم العالم البشري الفوضوي دون ارتكاب أخطاء واضحة، وأحيانًا محرجة وأحيانًا كارثية.
وبعد كل هذه المحاولة، توصلت الشركة إلى أنه لا يمكن إصلاح هذه الميزة وستظل دائما تروج للأخبار المزيفة لهذا يجب التفكير في حلول جديدة ومزايا أخرى مبنية من الصفر على تفادي الأخبار المزيفة، وفي هذا الصدد قال هاردمان: "هناك طرق أخرى لنستثمر مواردنا بشكل أفضل".
حاليا تعمل الشركة على اختبار ميزة "Today In" والتي ستعرض الأخبار العاجلة وتركز على الأخبار المحلية للمستخدمين، وهذا بالتعاون مع الناشرين المحليين، وتعمل على تجربتها حاليا في 30 منطقة بالولايات المتحدة.