في شهر الحرمان من النوم.. هكذا تخرج من أيامك سالماَ
كل شيء ينقلب رأساً على عقب خلال شهر رمضان والروتين يصبح في خبر كان.
ومع تبدل عادات الأكل والشرب ومع إنشغال البعض بالعبادات ليلاً أو الترفيه عن النفس بعد الإفطار فإن موعد الخلود الى النوم يتأخر عن المعتاد. يضاف الى ذلك واقع الإستيقاظ لتناول السحور والخطط المختلفة التي تلي ذلك، فالبعض ينام لبضع ساعات والبعض الاخر يفضل عدم النوم وإستغلال الوقت لقراءة القرآن أو الأدعية.
الحرمان من النوم خلال شهر رمضان شائع جداً ولكن المشكلة هي أن تأثيره كبير، فكما هو معروف قلة النوم تؤثر سلباً على الصحة النفسية والبدنية ما يعني مزاج عكر، غضب غير مبرر، إكتئاب، وضبابية دماغية وعدم القدرة على التركيز.
خارج رمضان يتم الإستعانة بالكافيين من اجل الحصول على جرعة من الطاقة، ولكن ورغم أن الخيار هذا غير متاح خلال رمضان إلا أن هناك خيارات اخرى وحلول مختلفة والتي يمكنها تنشيط الجسم ومدة بالطاقة الاي يحتاج إليها.
تزود بالماء خلال السحور
الإصابة بالجفاف من الأمور الشائعة في رمضان إذ أن الغالبية لا تحصل على ما تحتاج اليه من الماء بعد الإفطار. الإنهاك الشديد هو نتيجة مباشرة للإصابة بالجفاف وعندما نضيف الى المعادلة الحرمان من النوم فإن الوضع يكون مأساوياً. الماء خلال السحور هو أفضل عادة ممكنة خلال رمضان لانه في الواقع يجعلك أكثر نشاطا كما أنه يقلل من نسبة إصابتك بالجفاف وبالتالي لا تختبر حالات من الإنهاك الشديد خلال النهار.
عرض نفسك للضوء
التعرض للضوء يبعد عنك شبح النعاس ويجعلك أكثر نشاطاً لانه يحفز الجهاز العصبي في الجسم. كل ما تحتاج اليه هو ٢٠ دقيقة من الضوء الساطع خلال النهار. في المقابل تعريض النفس لأشعة الشمس يعيد ضبط الساعة البيولوجية في الجسم. بطبيعة الحال نحن لا نطلب من الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة وإنما ما تحتاج اليه هو ٥ دقائق من ضوء الشمس يومياً.
نشط دورتك الدموية
في حال كنت من الفئة التي يمكنها ممارسة التمارين الرياضية في رمضان فأنت على الارجح لا تختبر الإنهاك الذي تختبره الفئة التي لا تقوم بذلك. ولكن في حال لم يكن هناك إمكانية للقيام بالرياضة فان النشاط البدني هو الحل. النشاط البدني مفيد جداً في حالات الحرمان من النوم لان تنشيط الدورة الدموية يعني وصول كميات اكبر من الأوكسجين الى الاعضاء الحيوية ما يعني إستعادة النشاط. الخيارات عديدة جداً، التجول داخل المكتب، الخروج من المكتب لعشر دقائق والقيام بجولة سيراً على الاقدام، إعتماد السلالم كبديل عن المصعد وغيرها من الخيارات التي تضمن قيامك بحركة من أي نوع كانت.
قسم مهامك وفق الأولويات
الحرمان من النوم يعني عدم القدرة على التركيز بشكل كامل بالإضافة الى إنخفاض نسبة الإنتاجية. لذلك وكي لا تجد نفسك في مأزق قم بتقسيم مهامك وفق الأولويات. وضع نفسك تحت الضغوطات سيؤدي الى شعورك بالتوتر والقلق ما يعني إختبار مزيد من الانهاك البدني والنفسي. لذلك تعامل مع الموقف بواقعية وحدد المهام التي عليك القيام بها وفق الأولويات. أنجز تلك التي لا تحتمل الإنتظار وقم بتأجيل التي تحتمل الإنتظار الى اليوم التالي. الفكرة هي تبسيط نهارك لأقصى درجة ممكنة.
تعرف على عدد الساعات التي يقضيها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العرب في رمضان
ركز على النوعية لا الكمية
إن كنت تجد نفسك أمام ساعتين من النوم أو ثلاث ساعات بشكل يومي فما عليك فعله هو التوقف عن القلق حول الكمية والتركيز على النوعية. الوقت المتاح للراحة هذا ورغم كونه قليل جداً إلا انه يمكن الاستفادة منه من خلال جعل النوم الذي تختبره خلاله أفضل نوعية ممكنة. أي حين تقرر النوم عليك النوم في مكان مظلم، وعدم الإطلاع على هاتفك قبل النوم، والحرص على أن يكون المكان التي تنام فيه هادئ بحرارة معتدلة.
إياك الضغط على زر تأجيل الإستيقاظ
لقد إستيقظت على صوت المنبه وتشعر بإنهاك شديد وبالتالي ما تقوم به هو الضغط على زر تأجيل الإستيقاظ للحصول على بضع دقائق إضافية. لا تقم بذلك فأنت تفسد نهارك بشكل متعمد بهذه الطريقة. القيام بذلك سيجعلك تدخل في دورة نوم جديدة وبطبيعة الحال لن تتمكن من إكمالها وحين تستيقظ بعد بضع دقائق ستكون في حالة من الانهاك هي أضعاف ما كنت تشعر به حين إستيقظت في المرة الاولى.
إخدع نفسك
نعم يمكنك خداع نفسك والإقتناع بانك تشعر بالحيوية والإنتعاش. بداية عليك القيام وقبل الخروج من المنزل بكل ما يجعلك تشعر بالحيوية والانتعاش سواء كان ذلك الاستحمام أو ارتداء ملابسك التي تجعلك تشعر بشكل إيجابي حيال نفسك وحتى وضع عطرك المفضل. خلال ساعات النهار عليك التوقف عن التفكير بالإنهاك والتعب والنعاس.. في كل مرة تجد نفسك تفكر فيها بأنك منهك للغاية أرغم نفسك على التفكير بالنقيض. احصر تفكيرك بأفكار إيجابية وركز على واقع انك تشعر بالحيوية والنشاط ويمكنك المضي في نهارك بشكل طبيعي. هذه الافكار وفي حال كان «ملحة» ستقتنع بها وستختبر كل ما يرتبط بها وستجد نفسك تشعر بالإنتعاش بالفعل.