هكذا انتشل أغنى رجل في أوروبا شركته من الديون وارتقى بها لتصبح إمبراطورية عالمية؟
يعد الفرنسي "برنارد أرنولت"، أغنى رجل في أوروبا وبين أغنى خمسة أشخاص في العالم، بثروة صافية تقدر بأكثر من 84 مليار دولار، وهو يمتلك أكبر العلامات التجارية الفخمة في العالم، والتي حمل اسم "إل في إم إتش" المختصة بالبضائع الفاخرة يشرف من خلالها على إمبراطورية مكونة من 70 علامة تجارية، إضافة إلى 3700 متجر من متاجر بيع التجزئة، والبالغة مبيعاتها 34 مليار دولار، هذه الشركة التي يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي لها منذ عام 1989.
هذه العائلة أغنى من جيف بيزوس وبيل جيتس ووارن بافيت
عرف أرنولت منذ فترة بعيدة بقدرته على الربط بين الإبداع والتجارة وقدرته على تحقيق النجاح من رهانات غير متوقعة حيث يتميز بذوقه وأسلوبه وهو ذو طابع أوروبي حين يتعلق الأمر بأسلوب الحياة.
وعلى عكس نظرائه البريطانيين والأميركيين، يحب أن يمضي وقته في العزف على البيانو ولعب رياضة التنس. ويهتم جدًّا باللياقة البدنية، وهو مشغوف بتناول النبيذ والكونياك. ويمكن عزو نجاحه في عالم الأزياء والموضة إلى فهمه الخاص للأناقة، والتطور والطرازات، وهو ما يعكسه في كل
التقى "أرنولت" بمؤسس "آبل" الراحل "ستيف جوبز" ودار بينهما نقاش حول المنتجات التي يقدمها كل منهما، حيث يدير الأول إمبراطورية من العلامات التجارية للسلع الفاخرة والأزياء، ويقف الثاني وراء الجوال الذكي الأكثر شيوعًا في العالم "آيفون"، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
وبينما كان يسعى "جوبز" لنصيحة من الفرنسي حول ما إذا كان ينغبي عليه المضي قدمًا في إحدى الخطط، قال لـ"أرنولت": لا أعرف ما إذا كان "آيفون" سيظل ناجحًا بعد خمسين عامًا، لكن يمكنني التأكيد لك أن الجميع سيظل يشتري منتجاتك.
ولإدارة "إل في إم إتش" ينبغي على "أرنولت" البالغ من العمر 69 عامًا الحفاظ على التوازن الدقيق بين إطلاق الحرية لمبدعيه من المصممين وبين إدارته للأعمال التي حققت إيرادات بلغت 42.6 مليار يورو (أكثر من 50 مليار دولار) عام 2017، بزيادة نسبتها 13%.
تعرف على كتاب بيل جيتس المفضل للقراءة لهذا العام
وقال رئيس مصرف "جولدمان ساكس" "لويد بلانكفين" عنه: إن مهارته تمكنه من تحقيق طلب على المنتجات الفاخرة في جميع أنحاء العالم، ويضيف: أنا بعيد كل البعد عن تقدير السلع الفاخرة، ناهيك عن الطلب عليها، لكن "أرنولت" حالم يملك رؤية ثاقبة في هذا الأمر واستطاع توقع نمو الثروة في العالم.
وتابع: بالنسبة لأعماله من السلع الفاخرة، عليه أن يفكر في ما إذا كان هناك نمو في العالم أم لا، وأين يحدث هذا النمو، والأهم من ذلك، من الذين تتراكم لديهم الثروات في تلك البلدان، وماذا يشترون.
وأرنولت هو ملياردير ورجل أعمال فرنسي، ، ولد في 5 مارس 1949، في روبي في شمال فرنسا قرب الحدود البلجيكية، بعد أن تلقى دراسته في إيكول بوليتكنيك، إحدى جامعات النخبة في فرنسا، التحق بشركة العائلة العقارية قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة، فرصته الكبيرة جاءت عام 1984 عندما عاد الى فرنسا وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، واستطاع أن يقنع الحكومة الاشتراكية بالموافقة على أن تمنحه السيطرة على بوساك، مصنع النسيج في الشمال.
ونجح أرنولت في انتشال الشركة العملاقة المثقلة بالديون لتصبح واحد من أكبر الشركات العملاقة للسلع الفاخرة. وبعد أن باع معظم شركات بوساك، استخدم كريستيان ديور كقاعدة لبناء «LVMH» التي تصل قيمتها السوقية حاليا إلى 64 مليار يورو، فكرته الكبيرة تجلت في تطوير مجموعة متعددة الجنسيات للسلع الفاخرة، والتي تضم الآن ما يزيد على 60 علامة تجارية في صناعة تتميز بالإنتاج الحرفي صغير النطاق.
جرب أرنو الفشل، إذ خسر "حرب الحقائب" للسيطرة على "غوتشي" الإيطالية لمصلحة الشركة الفرنسية "بي بي آر" التي تسيطر عليها عائلة بينو، كما تكبد أيضا خسائر على الورق بقيمة مليار يورو تقريبا في غروبو أرنو للاستثمار في كارفور، مجموعة محلات السوبر ماركات ضعيفة الأداء.
كيف تصبح مليارديرا في دقيقة؟ إليك هذه القصة
قال أرنولت: "تكمن مهمتي في خلق الرغبة من خلال الابتكار والجودة والحرفية". ويستثمر أرنو الجزء الأكبر من ثروته في أسهم (Christian Dior)، التي يمتلك من خلالها حصة أغلبية في شركة LVMH ويمتلك أيضاً مليارات الدولارات في كل من LVMH وCarrefour وHermes وقد بدأ مسيرته في سلع الترف عام 1984 عندما دفع مبلغ 15 مليون دولار لشراء شركة تشمل Christian Dior؛ في ذلك الوقت امتلكت عائلته شركة بناء ناجحة.
وباعتباره راعياً وهاوياً للفن، فهو صاحب رؤية متحف Louis Vuitton الذي كلف 135 مليون دولار، وتم افتتاحه في أكتوبر 2014. لقد نجح هذا المتحف، والذي يعرض مختارات من الفن المعاصر النفيس ومقتنياته الفنية الشخصية، إلى جانب معارض أخرى، في جذب 1.2 مليون زائر خلال السنة الأولى. مع العلم أنه متزوج من هيلين مارسييه، التي تعمل عازفة بيانو في الحفلات.
ويرأس "أرنولت" حاليا المجموعة التي تضم 70 شركة، بينها علامات تجارية شهيرة في عالم الأزياء والموضة مثل "لوي فيتون" و"كريستيان ديور" و"فيندي"، ومنتجي الساعات الفاخرة "هوبلوت" و"تاغ هوير"، وتاجر المجوهرات "بولغري"، إلى جانب بعض العلامات التي يعود تاريخها إلى قرون مضت.
ووفقا لمجلة فوربس، فإن "أرنولت" حصل على المرتبة الأولى في قائمة أغنياء أوروبا، والمرتبة الخامسة في قائمة أغنياء العالم بثروة صافية قدرها 84 مليار دولار أمريكي.