بعد واقعة الاعتداء على طبيب بمستشفي في المدينة.. تاريخ المشاجرات في مستشفيات المملكة (فيديو)
العنف داخل مستشفيات المملكة، لم يعد مستغربًا للبعض، كون المواقع الإخبارية ونشرات الفضائيات تنشر كل فترة أخبارًا عن اعتداء هنا، أو مشاجرة بين المرضى والأطباء، فعلى الرقم من اختلاف اسباب الخلافات بين الطرفين، إلا أنه في النهاية نكون أمام وقائع يتم توثيقها بالفيديو من داخل مستشفيات السعودية.
«الرجل» يطلق حملة #نعم_أتغير خلال شهر رمضان.. «كن أفضل نسخة من نفسك»
وعلى الرغم من غياب المؤشرات والتقارير الرسمية عن العنف داخل المستشفيات، إلا أن هناك بعض الإحصائيات التى تعود إلى عام 2012، والتى أجرتها إحدى المجلات السعودية، والتى جاء فيها أن 67% من العاملين في مستشفيات المملكة، قد تعرضوا لإعتداءات سواء لفظية أو جسدية، منهم 76% عنفًا ضد أطقم التمريض، و51% ضد الأطباء.
وفي التقرير نفسه، وصل العنف ضد المرأة داخل المستشفيات إلى 63% مقابل 73% عنفًا ضد الرجال، تنوعت الاعتداءات بين اللفظية والجسدية ووصلت إلى استخدام الاسلحة البيضاء والنارية في الاعتداء.
لأول مرة على مستوى العالم.. سيارات شرطة دبي بدون سائقين في 2020
وفي واقعة تضاف لمجموعة مماثلة من الوقائع، شهدت المدينة المنورة، جريمة شرسة عندما سدد احد الاشخاص عدة طعنات بألة حادة استولى عليها من واحد من طاقم مستشفي خاص، وبعدها فر هاربًا.
وبحسب اللقطات التى أظهرتها كاميرا المراقبة المثبتة داخل المشفي، أظهرت اعتداءاً وحشيًا قام به رجلًا في ردهة المستشفي، عندما وجه لأحد الموظفين عدة طعنات بالآله الحادة مرات متتالية، مما ارداه أرضًا، وقام زملاءه بعدها بإنقاذه من الموت.
حادثة مستشفى المواساه ، اعتداء على ممرض بالطعن " اعتقد ١٠ طعنات " #المدينة_المنورة pic.twitter.com/6xS0ondliE
— آلعايش (@JOOOKD) May 18, 2018
وفي أول رد رسمي لها، أصدرت وزارة الصحة السعودية بيانًا، أكدت فيه أنها تتابع باهتمام مع الجهات الأمنية والمستشفى الخاص، الاعتداء الذي حصل على أحد الممارسين الصحيين، وذلك لإيقاع أقصى العقوبات بحق المعتدي.
حيث نشر الحساب الرسمي، لوزارة الصحة السعودية على تويتر، تغريدة قصيرة حول الواقعة جاء فيها: "#الصحة تتابع باهتمام مع الجهات الأمنية والمستشفى الخاص الاعتداء الذي حصل على أحد الممارسين الصحيين وذلك لإيقاع أقصى العقوبات بحق المعتدي".
#الصحة تتابع باهتمام مع الجهات الأمنية والمستشفى الخاص الاعتداء الذي حصل على أحد الممارسين الصحيين وذلك لإيقاع أقصى العقوبات بحق المعتدي. pic.twitter.com/CBAEdRUD6f
— وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) May 18, 2018
وقائع آخرى
في مشهد أقرب لمشاهد هوليود، عُثر منذ عدة أشهر على أحد الأطباء السعوديين، وهو ملقى على الأرض في موقف سيارات مستشفي أبو عريش العام، وقد قيدت يداه ورجلاه ووضع شريط لاصق على فمه، وأظهر الطب الشرعى تعرضه للضرب المبرح.
اطلاق نار
الاعتداءات التى لا تفرق بين الرجل والمرأة، لم تفرق ايضًا بين الجنسية والأخرى، فليست جميع الوقائع اعتداءات من قبل سعوديين على أخرين مثلهم، ولكنها وصلت لاعتداءات على جنسيات اخري، حيث تعرض طبيب أردني يعمل في إحدى المستشفيات السعودية لإطلاق نار، وذلك بسبب قيامه بإجراء عملية ولادة لامرأة سعودية.
سبب هذه الواقعة لم يكن غريبًا كونها وقعت في المملكة، ولكنها غريبة على مسامع البعض من غير السعوديين، لأن الجاني وقتها قال انه اطلق النار على الطبيب بسبب عرض زوجته عليه، وعدم وجود طبيبة توليد أمرأة في المشفي لإجراء العملية للزوجه.
واقعة أخرى، تعرضت لها موظفة استقبال هي وزميلها في مستشفي الحبيب بعد ان اطلق عليهما النيران أحد المرضى، فبعد أن اطلق طلقتان في الهواء، سدد أخرتان على الموظفة وزميلها في العمل، ولكن اسباب الحادث لم تفصح عنها إدارة المستشفي.
عنف غير مبرر
واقعة اخرى تعرض لها احد الاطبقاء بعد لكمة قوية تعرض لها من أحد الأباء، نتج عنها نزيف في عينه وخدش في القرنية، وبدأت الواقعة عندما احضر أحد الاشخاص ابنته الى المستشفي لعرضها على الطبيب وإجراء بعض الفحوصات، وعندما فحصها الطبيب المعتدى عليه، وجد أن حالتها مستقرة، ولكن الوالد اصر على إجراء فحوصات أخرى، وعندما حاول الطبيب أن يقنعه بادره بلكمة قوية.
أسباب الأزمة
لعل أهم اسباب تفاقم الظاهرة، أن الأمور تسير في اتجاه غياب المعلومات الرسمية عنها، ولذلك فإن الحلول التى تطرح دائمًا لا يتم تطبيقها كونها ليس رسمية، وعلى الرغم من عدم وجود تفنيد رسمي لأسباب كثرة هذه الاعتداءات إلا أن هناك بعض الاسباب التى تحدثت عنها منظمة الصحة العالمية، وجاءت كالأتي:
- ضغوط العمل والداومات الطويلة والجهود المنهكة التي تجعل الأطباء في حالة جسدية ونفسية سيئة، ما يجعله في مزاج عكر، وبالتالي يميلون للتوتر والغضب بسرعة.
- رسوخ صورة سلبية عن الأطباء والمستشفيات حول عدم الكفاءة وشيوع الاعتقاد بأن الغالبية ترتكب الأخطاء فيكون لدي المريض قناعة بالخطأ.
- فترة الانتظار الطويلة لتلقي العلاج، خصوصاً في أقسام الطوارئ تساهم في رفع منسوب الغضب والتوتر وبالتالي العنف.
- قلة خبرة بعض العاملين، والذين هم الأكثر تعرضاً للاعتداء، وعدم تمكنهم من التعامل مع الغضب الناجم عن الانتظار لفترات طويلة.
- قلة خبرة معظم العاملين في مجال الطب على معرفة ورصد العلامات التي تدل على احتمال وجود ميل للعنف عند المريض أو الأقارب.